سبق أن تضامنت من القلب مع الصحيفة، التي تعرضت لشكوى في بداية عهد العماد ميشال عون، رغم أن هذا التضامن كلفني أن أتعرض لعين حمراء، لكن لا يهم. ليس كل موقف إلا ترجمة لثمن ندفعه. هذا ليس له علاقة بحجم الثمن، بل بمعناه وبالضريبة التي تقرر أن تتحملها، وأنت مبتسم.
240 مقالاً، لم أتلق فيها من إدارة تحرير الجريدة، إلا اتصالاً واحداً لتعديل عنوان مقال، وأنا بممارستي العامة، أجلّ الرأي الآخر، وقد وجدته حصيفاً، فعدلت العنوان بنفسي مع الشكر للرأي الآخر.
240 مقالاً، لم أشعر فيها إثر نشر كل مقال، إلا أنني وضعت حجراً في بناء ذاتي أبنيه بهدوء وتصميم.
240 مقالاً، كان بعض منها، كمقالات الزملاء في الصحيفة، مادة للنقاش والتحليل عبر وسائل الإعلام، في شراكة بين المكتوب والمرئي والمسموع، يفترض أن تتعمق وتستمر.
سيأسف الكثيرون لغياب «نداء الوطن». أولهم صديقي الدائم فارس سعيد، الذي فجع بانتهاء رحلة الصحيفة، وحث على عدم توقفها، ودعا القادرين على استمرارها كي يخجلوا من نخبة من إعلاميين سيكون مصيرهم صعباً. لم يسمني فارس من ضمن هؤلاء، فبعثت له برسالة على الواتساب تقول: وأنا ما بستاهل حدا يخجل مني؟ فأغمض عينيه (إيموجي) خجلاً. وتبقى الصداقة.
خواطر أكتبها في المقال الأخير بعيداً عن السياسة وأمراضها. خواطر تعني لي أنني شاركت في مسيرة صحيفة، كانت تعبيراً عن محاولة لبنانية سيادية ليبرالية صادقة.
«نداء الوطن» واكبت مرحلة صعبة، وكانت حقاً نداءً للوطن. الأمل أن لا يكون النداء الأخير.