وبحسب متابعين للقاءات لودريان في قصر الصنوبر، فهو تحدث امام فرنجية عن تعقيدات امام وصوله إلى بعبدا من دون أن يعلن تراجع فرنسا عن مبادرتها، منطلقاً من مقولة “اللبيب من الاشارة يفهم” ومن أن 77 صوتاً لم تذهب إليه، لكن مسؤولي “المردة” يؤكدون أنه طالما لم ينطق لودريان بالتراجع عن المبادرة وطالما يعمل من اجل الحوار فهذا يعني أن حظوظ فرنجية ما زالت قائمة. ويستند هؤلاء إلى تصلّب كل من الرئيس بري وحزب الله بالوقوف وراء خيار فرنجية ورفض الحديث عن خطة “ب”.
وحتى عودة لودريان لإخراج ملف الرئاسة من ثلاجة الانتظار، غرّد نائب الأمين العام لـحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر “تويتر”: “ثمانية أشهر من التمترس والمواجهة كافية لإثبات عدم جدوى هذا المسار لانتخاب الرئيس. ولم يعد من سبيل إلا الحوار للتفاهم والتوافق، والقواسم المشتركة مع تغليب المصلحة الوطنية ليست معدومة وهي أفضل من التقاطع المؤقت المسدود الأفق”.
في المقابل، فإن حليف الحزب السابق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يبدو شاكياً من أداء حزب الله وعدم تقديره وقوف التيار إلى جانبه، وهو أعلن خلال خلوة نظمتها هيئة قضاء بعبدا في التيار بحضور النائب آلان عون “أننا دخلنا في مرحلة سياسية جديدة فُرضت علينا، كنا دائماً نقول لسنا 8 ولا 14 آذار وواقعنا نحن هكذا، ولكن هناك أشخاصا باتوا يروننا بمكان مختلف. ونحن الوحيدون الذين فرضت علينا عقوبات بسبب العلاقة مع حزب الله، وإذا سئل لماذا العقوبات على التيار يأتي الجواب لأننا نقوم بالفرق ونخلق هذه المعادلة، لقد تحمّلنا ولم نشكُ منها، وفي كل مرة كنا نصل إلى استحقاق كنا نسمع الكثير من الكلام، على سبيل المثال ما حصل في انتخابات 2022 في بعبدا بالتحالف مع حزب الله، وبالتالي التحالف بطريقة غير مباشرة مع حركة أمل، وكنت اسمع منكم المعاناة من كلام الناس على التفاهم واستمررنا به لأننا وجدنا في هذا الأمر محافظة على وحدة لبنان حتى ولو دفعنا الثمن من رصيدنا الشعبي، ارتأينا ان نضحي لاننا بذلك نحافظ على وحدة لبنان ونحقق شراكة وطنية”.
واضاف: “لكن عندما يمس فينا ببناء الدولة وبعهد ميشال عون ست سنوات هذه لا يمكن ان نسكت عنها، وعندما ينتهي عهد الرئيس عون وفور نهاية العهد يتعاملون معنا هكذا بالحكومة وبرئاسة الجمهورية أي بمركز القرار الوطني هذه لا يمكن ان نسكت عنها”، مؤكداً ان “لا احد يستطيع التعاطي مع التيار الوطني الحر على أساس أنه ليس شريكا، التيار ليس تابعاً لأحد، وبالتالي اذا اعتبر أحد أننا قمنا بردة فعل سريعة ومتسرعة لا نكون تيارا وطنيا حرا إذا لم نقم بهكذا ردة فعل في حينها”.
وذكّر باسيل بوقوف التيار إلى جانب الثنائي الشيعي بقوله “عندما نزلنا إلى الشارع عامين في زمن حكومة “بتراء” لم تكن في حينها حكومة تصريف أعمال، وذلك لأننا رفضنا المس بمكوّن أو أن يتم تهميشه وجميعنا رفضنا الاعتراف بالحكومة على مدى عامين، اليوم هناك مكوّن بكامله خارج حكومة تصريف الأعمال وتتجاوز يومياً صلاحياتها ويوقّع رئيس الحكومة مكان رئيس الجمهورية والناس صامتة وهناك استهتار، هذا ليس أمراً عابراً ليتم السكوت عليه”.
وتابع: “نحن نعرف كم كان مقعد جبيل (الشيعي) مهماً في انتخابات 2022 ولم نقبل أن يستغل أحد مقعداً على 27 ليفرض على المكون الشيعي رئاسة مجلس النواب، اليوم يختارون مقعداً على 64 ليفرضوا على المكوّن المسيحي رئيساً للجمهورية، وهذه تعني طريقة تعاطي معنا لا يمكن أن نقبلها، على مدى ستة أشهر قلنا اننا لا نقبل بمرشح تحد خصوصاً واننا لا نتحدى مكوناً لبنانياً بل نتفهم مخاوفه، وتريثنا إلى حين سرنا بمرشح ليس مرشح تحدٍ، لأن من يريد اعتباره مرشح تحد لم يكن ليدخل بحكومة فؤاد السنيورة عام 2008. من لا يعجبه جهاد أزعور ما كان يجب أن يقبل أن يكون فؤاد السنيورة رئيس حكومته في حينه”.
جعجع
على خط النزوح، وبعد زيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى دمشق وما سُرّب عن ايجابيتها لناحية أنه تبلّغ من وزير الداخلية في النظام السوري استعداد الجانب السوري لتلبية ما يطلبه اللبنانيون في شأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أنه “أضحى لزاماً على حكومة تصريف الأعمال وضع روزنامة عملية واضحة حول عودة كل النازحين السوريين إلى ديارهم قبل نهاية هذا العام”، معتبراً في بيان أن “أي تأخير من قبل هذه الحكومة في هذا الخصوص، لن يكون مبرَّرًا وبالتالي سيُعتَبَرُ تواطئاً لجهة محاولة توطين اللاجئين السوريين في لبنان”، داعياً “إلى وجوب تحمّل القوى التي تتشكل منها الحكومة الحالية ولا سيما حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر مسؤولياتها ووضع خطة جليّة لعودة هؤلاء النازحين بأسرع وقت ممكن”.