صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لندن تنتقد تراخي أوروبا مع “حزب الله”: موقفها “جبان” (3)

بقلم : حامد الكيناني - في الجزء الثالث من وثائق سجل "حزب الله" المعروض حديثاً في الأرشيف الوطني البريطاني، تستعرض "اندبندنت عربية" الأحداث والمراسلات السرية لوزارة الخارجية البريطانية حول الحزب ونشاطاته وعلاقاته في داخل لبنان وخارجها. وتعود وثائق هذا الملف السري للفترة ما بين الأول من يناير (كانون الثاني) حتى الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1994.

بعد توقيع اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1990 و1991 سلمت كل الميليشيات المقاتلة حينها سلاحها، إلا “حزب الله” الذي أعاد تقديم سلاحه للبنانيين والعالم على أنه “قوة مقاومة” تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبلاد، مما سمح له بالإبقاء على تسليحه وشرعنته إلى حد كبير، برعاية وحماية دمشق التي كانت حاضرة على الأرض وفي دوائر صنع القرار اللبناني.

وفيما كانت صورة الحزب الأساسية تتمثل بأنه حزب عسكري أيديولوجي ولد من رحم الثورة الإيرانية، قرر في بداية التسعينيات أن يدخل المعترك السياسي بين البرلمان والحكومة. وخاص عام 1992 أول انتخابات برلمانية ودخل البرلمان عبر ثمانية نواب ينتمون إليه مباشرة وأربعة داخل كتلته، وبلغت كتلته حينها 12 نائباً من أصل 128 نائباً.

ومع دخوله السياسة شهدت علاقات “حزب الله” الداخلية والخارجية حالات من المد والجزر، بخاصة في فترة شهد العالم فيها أحداثاً أمنية، اتهم عناصر من الحزب بالوقوف وراءها بشكل مباشر.

في الجزء الثالث من وثائق سجل “حزب الله” المعروض حديثاً في الأرشيف الوطني البريطاني، تستعرض “اندبندنت عربية” الأحداث والمراسلات السرية لوزارة الخارجية البريطانية حول الحزب ونشاطاته وعلاقاته في داخل لبنان وخارجها. وتعود وثائق هذا الملف السري للفترة ما بين الأول من يناير (كانون الثاني) حتى الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1994.

التراخي الألماني والفرنسي والإسباني تجاه الحزب  

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

يتحدث التقرير السري المرسل ‏في الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) 1994 من السفيرة البريطانية لدى بيروت مايفي فورت إلى مرجعيتها في لندن، عن سياسة دول الاتحاد الأوروبي “المتراخية” تجاه إيران و”حزب الله”، لاسيما السياسة الفرنسية والألمانية والإسبانية منها، تلك السياسة الأوروبية التي وصفتها السفيرة البريطانية في تقريرها السري بـ”الموقف الجبان”.

ومما جاء في هذا التقرير “‏لا أعرف كم سيكون من السهل الحصول على سياسة خارجية أوروبية مشتركة للتعامل مع المتطرفين الإسلاميين، بصراحة هذا هو الموقف الجبان للفرنسيين والألمان هنا تجاه إيران والحزب، لدرجة أنني أشك في أننا سنقطع شوطاً طويلاً على هذا الطريق على الإطلاق. وعلى سبيل المثال أستشهد بالمقابلات التي أجراها زملائي الألمان والفرنسيون والإسبان مع من يسمى وزير خارجية “حزب الله” (حسن) عز الدين، أغسطس (آب) عندما كنت بعيدة. في اجتماعنا الأخير مع سفراء الاتحاد الأوروبي، شعر هؤلاء الزملاء بالحرج قليلاً من سرد كيف استخدمهم عز الدين للتضليل الإعلامي والزعم بأنه زار سفاراتهم لشرح موقف الحزب وبراءته الكاملة في موضوع التفجيرات والأرجنتين وبنما، وضمنياً في الأقل كان ينظر إليهم على أنهم يقبلون رواية الحزب للأحداث”.

ويعد حسن عز الدين أحد أبرز أعضاء “حزب الله” ومتهم بالمشاركة في حادثة اختطاف طائرة تي دبليو إيه الرحلة 847 في الـ14 من يونيو (حزيران) 1985، وهي في طريقها من أثينا إلى روما. وتضعه الولايات المتحدة الأميركية على قائمة العقوبات الخاصة بها، ورصدت مبلغ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وهجمات الأرجنتين وقعت عامي 1992 و1994، واستهدفت السفارة الإسرائيلية ومبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية في العاصمة بوينس آيرس، مما أدى إلى سقوط مئات بين قتلى وجرحى.

فيما اتهم المدعون العامون في الأرجنتين رسمياً عام 2006 حكومة إيران بأنها أمرت بتنفيذ التفجير و”حزب الله” لقيامه بذلك، وكذلك أعلنت الأرجنتين في فبراير (شباط) من العام الحالي أنها طلبت من الإنتربول توقيف وزير الداخلية الإيراني السابق أحمد وحيدي، بتهمة ضلوعه في استهداف المركز اليهودي.

وحول الاتهامات التي وجهت لـ”حزب الله” بتورطه في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، يستعرض التقرير الصادر عن السفارة البريطانية في بيروت نفي مسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية خلال اجتماعه بسفراء دول الاتحاد الأوروبي حينها وجود مجموعة في لبنان كانت مسؤولة عن الهجوم.

نصرالله بين الميدان والسياسة

وفي سياق آخر تتوقف السفيرة البريطانية في مراسلاتها عند مقابلة أجراها أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله في أغسطس عام 1994 مع تلفزيون لبنان قال فيها إن الحزب اتفق مع إيران على أهداف سياسية لكنه لم ينفذ السياسة الإيرانية في لبنان. ويضيف أنه بالمثل، كان لدى الحزب أفكار مشتركة مع سوريا، لكنه لم يتلق أوامر من دمشق، باعتباره منظمة لبنانية، وأن هدفه هو إقامة دولة إسلامية ولكن فقط إذا وافق كل لبنان. ويتابع أنه بسبب اختطاف إسرائيل للديراني اضطر “حزب الله” إلى إطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل، ولكن لا علاقة لهم بالتفجير الذي وقع في بوينس آيرس، بحسب ما جاء في الرسالة.

ومصطفى الديراني هو شخصية عسكرية قيادية في حركة “أمل”، واتهم بأنه اختطف مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد عام 1988.

عام 1994 اختطفت قوة إسرائيلية خاصة الديراني من منزله في البقاع شرق لبنان في محاولة للحصول على معلومات عن أراد، قبل أن يطلق سراحه عام 2004 ضمن صفقة تبادل أسرى.

النشاط الدعائي لـ”حزب الله”

وتتوقف سفيرة بريطانيا في رسالتها عند ما وصفته بأنه “إغفالات غريبة” تتعلق بالنشاط الدعائي للحزب، وتقول إن “النشاط الدعائي للحزب حيث (حسن) نصرالله و(حسن) عز الدين و(صبحي) الطفيلي يروجون جميعاً ويزعمون بأن الحزب لا علاقة له بتفجيرات بوينس آيرس، ولم يرد أي ذكر في أحاديثهم لتفجيرات لندن”. وتضيف بأنه على أرض الواقع يبدو أن الحزب يواجه مشكلات مع قوى الأمن الداخلي اللبناني ضمن حملة اعتقالات بسبب أنشطة إجرامية وبدأ يقلل من نشاطه العسكري، ونقلت عن ضابط أمن تابع للأمم المتحدة قوله إن الكوادر العسكرية النشطة لـ”حزب الله” على الأرض لم تتجاوز 30 إلى 40 عنصراً.

عائلات الحرس الثوري تتجنب الاتصال المباشر مع سكان لبنان

يشير تقرير سري آخر مرسل من السفارة البريطانية في بيروت إلى مرجعيتها في لندن، إلى تداعيات الخلافات السياسية داخل “حزب الله” وتراجع الموارد المالية للحزب نتيجة العقوبات ضد إيران، ومنع زراعة الأفيون والحشيش في بقاع لبنان من الحكومة اللبنانية برعاية دولية.

ومما جاء في التقرير “يقول مصدر مقرب من الحزب إنهم يعيدون تحديد استراتيجيتهم للتكيف مع التغييرات التي يمكن أن تحدث قريباً في المنطقة، وهذا واضح بالفعل في مشاركة الحزب المفتوحة في السياسة، ولكن التطور السريع في عملية السلام جعلها أكثر إلحاحاً. يمكن أن يصبح الجناح العسكري عائقاً وأصبحت الإجراءات الاجتماعية أكثر أهمية، وأصبح ذلك أسهل بسبب نقص الموارد في الدولة (اللبنانية) والانخفاض الكبير في الدخل في البقاع (شرق لبنان) بسبب تدمير محصول الحشيش”.

 ويضيف أن “حزب الله” قام بتلطيف صورته لدى السكان المحليين في بعلبك عن طريق سحب الجناح العسكري من المدينة إلى التلال على الحدود السورية، فيما وصلت إلى 200 من الباسداران الإيرانيين وعائلاتهم تعليمات بتجنب الاتصال المباشر مع السكان المحليين.

هذه المشكلات الاقتصادية والسياسية أدت، بحسب التقرير، إلى ظهور أربع فصائل في “حزب الله”، وهي:‏

1. الأمين العام حسن نصرالله (المقرب من رئيس إيران حينها علي أكبر رفسنجاني)‏

2. ‏حسين فضل الله (كان بينه وبين إيران خلاف حول الزعامة الشيعية)‏

3. صبحي ‏الطفيلي

4. ‏أجنحة عباس الموسوي وهم إيرانيون

تكشف الوثائق البريطانية عن أنه لتجنب المشكلات التي قد تحدث بين هذه الفصائل، أرسل قائد جديد من الحرس الثوري الإيراني إلى جنوب لبنان، وهو الرائد عباس.

مواجهات “الإخوة”

لا تغفل هذه الحلقة من الوثائق عن سياق أحداث أخرى شهدها “حزب الله” في تلك الفترة، ولكنها تتصل بخلاف داخلي عسكري داخل الطائفة الشيعية.

“حرب الإخوة” اسم يطلق على فترة من الصراعات المسلحة العنيفة التي دارت بين حركة “أمل” و”حزب الله” في فترة السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية، ودارت معارك عنيفة في اقتتالهما على خلفية مقاربتهما للوجود الفلسطيني في لبنان، ودعم توجه جيش النظام السوري في الحرب بعدما بدأ بعمليات عسكرية لتحجيم النفوذ الفلسطيني على الأراضي اللبنانية.

وبعد انتهاء الحرب في لبنان عام 1990 والاستقرار النسبي الذي شهدته بعد مجيء حكومة الرئيس رفيق الحريري، عادت الخلافات بين الحزب والحركة من جديد، وبدأ معها الصراع السياسي على السلطة في المجتمع الشيعي.

يقول التقرير البريطاني إن مواجهات كانت تحصل بازدياد حينها بين “حزب الله” وحركة “أمل”، وأية مطالبة بالعمليات المشتركة هي مجرد خلفية لتغطية الشقوق، ويضيف “لن يكون لدى الحزب ما يكفي من الثقة في عمليات الحركة أو قدراتها التكتيكية للسماح لها بأي دور حقيقي في العمليات المشتركة”.   

إشارة إلى أن حركة “أمل” تأسست على يد موسى الصدر في السادس من يوليو (تموز) عام 1974، بالتعاون مع رئيس مجلس النواب السابق النائب حسين الحسيني لتكون الجناح المسلح لـ”حركة المحرومين”.

وأتت الثورة في إيران عام 1979 لتبرز “الحركة” بصفتها ممثلة للشيعة في لبنان، لكن المعارك ما لبثت أن وقعت بينها وبين فصائل حزبية يسارية بعد سنوات قليلة وتحديداً عام 1982، ويعتبر كثيرون أن الحزب ولد من رحم الحركة.

استهداف جيش لبنان الجنوبي بدل الأهداف الإسرائيلية

في سياق مختلف يتوقف التقرير على ما قال إنها استهدافات متعمدة يقوم بها “حزب الله” لجيش لبنان الجنوبي بدل الأهداف الإسرائيلية، ويقول “تشير هجمات الحزب على جيش لبنان الجنوبي إلى أنه لا يزال مخولاً بتنفيذ عمليات ويمكنه القيام بذلك بفعالية، قد يتساءل المرء عما إذا كان عدم وجود أهداف إسرائيلية متعمداً أم أنه نقص في الفرص”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading