كانت الهزيمة أمام أستون فيلا في استاد “ستامفورد بريدج” هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لمالك ورئيس نادي تشيلسي تود بوهلي، ومع تراجع الفريق إلى النصف السفلي من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، أقال المدرب الذي عينه، والذي كان من المفترض أن يقوم بتصعيد اللاعبين الشباب ودفع بعض تعاقداته العديدة إلى المجد، وهذا ليس ماوريسيو بوتشيتينو ولكن غراهام بوتر في أبريل (نيسان) الماضي، وقد كانت إقالة المدرب الإنجليزي واحدة من القرارات القليلة التي اتخذها بوهلي ومجموعة “كليرليك كابيتال” بشكل صحيح، ومع ذلك فإن تعيين بوتر جاء في مرتبة متقدمة ومبكرة بين الأخطاء العديدة.
لكن منذ رحيله، فاز تشيلسي فقط على بورنموث وويمبلدون ولوتون، وقد سجلوا 16 هدفاً في 19 مباراة، اثنان منها ضد فريق من الدرجة الثانية، وفي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، تفوقوا فقط على لوتون وبيرنلي، ولكل منهما مباراة مؤجلة، وفي الوقت نفسه تجاوز إنفاق تشيلسي خلال ما يزيد قليلاً على عام مليار جنيه استرليني (1.2 مليار دولار)، ويبدو أن الأشخاص الوحيدين الذين أنفقوا أكثر بينما فشلوا بشكل كارثي ومع ذلك هنأوا أنفسهم هما ليز تراس وكواسي كوارتينغ.
البداية البطيئة لبوتشيتينو مع الشوط الثاني المشجع أمام ليفربول في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية التي بدت وكأنها فجر كاذب يجب وضعها في سياق تشيلسي.
تشيلسي هذا الذي سمح برحيل كالوم هودسون أودوي بسعر زهيد ثم سجل هدفاً في أول ظهور له مع نوتنغهام فورست الأسبوع الماضي، تماماً كما سجل كريستيان بوليسيتش في أول مباراتين له مع ميلان الإيطالي، بينما بعد 22 مباراة من مسيرته مع “البلوز” نجح ميخايلو مودريك – الذي وقع مقابل 88 مليون جنيه استرليني (107 ملايين دولار) في تسجيل هدفين، فيما سجل روميلو لوكاكو المعار إلى روما الإيطالي ثلاثة أهداف في سبتمبر (أيلول)، بينما لم يتمكن تشيلسي بعد من هز الشباك بعد ثلاث مباريات هذا الشهر.
لقد تسبب نيكولاس جاكسون في مشكلات مختلفة بعضها لدفاعات المنافسين بسبب سرعته، وأكثر بالنسبة لتشيلسي بسبب إهداره للفرص وعدم انضباطه.
وكان المهاجم السنغالي اختياراً غير منطقي لقيادة فريق شحيح الأهداف، فقد أنهى الموسم الماضي برصيد تسعة أهداف في ثماني مباريات مع فياريال الإسباني، لكنه سجل أربعة أهداف فقط في المباريات الـ30 السابقة وكاد أن ينضم إلى بورنموث في يناير (كانون الثاني)، وبالنسبة لتشيلسي فهو اللاعب الأقل على الإطلاق في تحويل الأهداف المتوقعة إلى أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز -هدف واحد من كل 4.18 هدف متوقع- ولديه معدل تحويل للفرص يبلغ 5.26 في المئة.
فقط إيرلينغ هالاند هو الذي أهدر فرصاً كبيرة أكثر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ولكن مع فارق ملحوظ أن النرويجي يتصدر أيضاً السباق على الحذاء الذهبي، وبالفعل لديه أهداف في الدوري أكثر من تشيلسي في عصر بوهلي.
إذا أنفق تشيلسي بطريقة أو بأخرى ثروة من دون الحصول على مهاجم غزير التهديف، فسيكون من دون مهاجم يهدر الفرص في مباراة “الديربي” أمام فولهام خلال الأسبوع المقبل، حيث تم إيقاف جاكسون بعد أن أصبح أول لاعب في الدوري الممتاز يحصل على خمسة إنذارات هذا الموسم، وحقيقة أن اثنين منهما كانا بسبب الاعتراض هو دليل على أن خطط تشيلسي تميل إلى نتائج عكسية وغالباً ما تكون مخجلة.
ومع ذلك، كان العبء الواقع على موهبة جاكسون الفطرية كبيراً جداً، نظراً لغياب كريستوفر نكونكو، هداف الدوري الألماني في الموسم الماضي، بسبب الإصابة ليتم تهميشه منذ الصيف، وفي بعض الأحيان يبدو أن استراتيجية التعاقدات في تشيلسي هي التعاقد مع اللاعبين المعرضين للإصابة، حيث تعرض المدافع ويسلي فوفانا الذي تبلغ قيمته 70 مليون جنيه استرليني (85.3 مليون دولار) لإصابة خطيرة ثانية منذ انضمامه، وقد جعلوا ريس جيمس قائد الفريق فأصيب على الفور، وتعرض بديله مالو غوستو الذي تبلغ قيمته 30 مليون جنيه استرليني (36.6 مليون دولار) للطرد ضد فيلا.
لذا فإن تشيلسي الآن يفتقر إلى الظهير الأيمن، ومع ذلك وعلى رغم فورة الإنفاق غير المسبوقة، وجد بوتشيتينو نفسه في كثير من الأحيان يفتقر إلى الخيارات المقنعة، ففي محطات مختلفة هذا الموسم تكونت مقاعد البدلاء من لوكاس بيرغستروم وألفي غيلكريست وأليكس ماتوس وروني ستاتر وإدي بيتش وماسون بورستو وبشير همفريز ودييغو موريرا.
في الوقت نفسه، لم يضم فريقه مطلقاً روميو لافيا الذي تبلغ قيمته 58 مليون جنيه استرليني (71 مليون دولار) والذي تعرض للإصابة، وفي مكان آخر في خط وسط بتكلفة غير مسبوقة تسبب مويسيس كايسيدو، صاحب الصفقة القياسية البالغة 115 مليون جنيه استرليني (140 مليون دولار) في ركلة جزاء في أول ظهور له أمام وست هام وارتكب خطأً لمصلحة نوتنغهام فورست.
الحجة المقدمة في دفاع تشيلسي هي أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يستقر اللاعبون، وأنهم مع ضم الفريق الأصغر سناً في الدرجة الممتازة بعد رحيل ذوي الخبرة، يبنون للمستقبل وهذا صحيح، ولكن إلى حد ما فقط.
وعلى سبيل المثال، لدى بوتشيتينو عقد لمدة عامين فقط، بينما يشتري تشيلسي اللاعبين بعقود طويلة وما زالوا بحاجة إلى دفع رسوم كبيرة للأندية البائعة، لكن حتى الآن لم تظهر أي صفقة بصورة جيدة.
هل يستطيع تشيلسي الانتظار لهذا المستقبل الخيالي بشكل متزايد؟ إنهم بالفعل يتأخرون بتسع نقاط عن المركز الخامس، وبفارق أربع نقاط عن كل المنافسين الرئيسيين الآخرين في سباق المربع الذهبي وليس لديهم أي إيرادات – من البث أو أيام المباريات – من كرة القدم الأوروبية، واستمراراً للفشل الكبير لا يوجد راعٍ لقميصهم مما اضطرهم لرفع الأسعار على الجماهير لتعويض إنفاقهم المفرط المتهور واتخاذهم للقرارات السيئة، فيما يمكن اعتباره محاكاة كروية لإيلون ماسك.
من الناحية المنطقية، مع مدرب من فئة بوتشيتينو، ولاعبين موهوبين وإن كانوا غير متطابقين في بعض الأحيان، ومع لاعبي كرة قدم يتمتعون بالإمكانات، فإن الأمور سوف تتحسن، لكن من الناحية المنطقية أيضاً لم يكن عليهم أن يصلوا إلى مثل هذه الأعماق على الإطلاق، وهكذا يستمر سعي تشيلسي لتسجيل الهدف الأول في سبتمبر مرة أخرى في كأس “كاراباو” ضد برايتون، بعد أن اصطحب مديرهم الفني طاقمه التدريبي ورئيس فريق التعاقدات وأفضل لاعب في العام وحارس المرمى ولاعب وسط بسعر قياسي، والآن يتقدم برايتون على تشيلسي بـ 11 مركزاً في جدول الدوري الإنجليزي.