اعتبر قائد الفوج المجوقل السابق في الجيش اللبناني، جورج نادر، تكرار الغارات الإسرائيلية على مدينة صور الساحلية جنوبي البلاد، عبارة عن “رسائل سياسية”.
وأوضح في مقابلة مع قناة “الحرة”، الاثنين، أن المقصود بهذه الرسائل هو رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الذي فوضه حزب الله مهمة التفاوض مع إسرائيل.
ورجح نادر أن تكون الغارات الإسرائيلية على صور “رسالة لأكثر من طرف غير حزب الله لأن مدينة صور ليست محسوبة على حزب الله سياسيا، وهي محسوبة على الرئيس بري وحركة أمل”.
وشملت الغارات وفق “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية “عددا من المباني والشقق السكنية في أكثر من شارع في مدينة صور”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش هاجم “مستودعات أسلحة وصواريخ مضادة للدروع ومباني عسكرية ومواقع استطلاع لوحدات عسكرية مختلفة” في صور، فضلا عن “وحدة عزيز المسؤولة عن عمليات الإطلاق من منطقة جنوب غرب لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية”.
في المقابل، لفت نادر إلى مدينة صور مدرجة على لائحة التراث العالمي، وقال إنها “مدينة مسالمة. وأنا خدمت فيها”.
وأضاف أن الأهداف التي تعلن إسرائيل استهدافها على أنها مخازن أسلحة ومراكز قيادة تابعة لحزب الله، ليست كلها أهدافا عسكرية. ولفت إلى أن هناك “مدنيين كثيرين يقتلون جراء هذه الغارات”.
وقتل في الغارات الإسرائيلية نحو 2300 شخص أغلبهم من المدنيين منذ مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بحسب قوله.
وأضاف: “اليوم أيضا قصفت منطقة الجناح التابعة للضاحية الجنوبية ومباشرة على الشاطئ، وهي انتخابيا وسياسيا محسوبة على نبيه بري أيضا، ولذلك قصف هاتين المنطقتين رسالة للرئيس بري الذي أوكل بالتفاوض عن حزب الله”.
في المقابل، قال المحلل العسكري رائد عامر إن الجيش الإسرائيلي يكرر هجماته على مدينة صور لأن حزب الله لا يزال لديه “تموضع” في شمال الليطاني وتمركز كبير في مدينة صور وغيرها”.
نادر، من ناحيته، يرى أن إسرائيل تهدف أيضا بغاراتها ضرب “العزيمة الشعبية المؤيدة لحزب الله”.
وقال إن “الأهداف ليست عسكرية فقط، إسرائيل تهدف إلى إضعاف طبعا قدرة حزب الله ميدانيا وقصم ظهره والبيئة المؤيدة لحزب الله لأنه يستمد معنوياته من البيئة المحيطة به والمؤيدين له، وإذا قُتل هؤلاء أو قصفوا أو دمرت قراهم أو أرزاقهم أو متاجرهم، ردة فعلهم ستكون عكسية تجاه التأييد لحزب الله”.
وتستمر الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان، مثل مدن صور والنبطية وصيدا بالجنوب، حيث قُتل 60 شخصا على الأقلّ في غارات إسرائيلية الاثنين، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الاثنين، أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجرا غارة على أحد المباني في حي الرمل بمدينة صور، ما أدى في حصيلة أولية إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 17 آخرين بجروح، فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
وتسببت الغارة بأضرار جسيمة في عدد من المباني والشقق القريبة من الكورنيش البحري.