مرّ أكثر من أسبوع على اغتيال القيادي الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية ولا يزال الحزب وإيران يتوعدان إسرائيل برد قوي لم ينفذاه حتى الآن.
الاغتيالان اللذان نفذا على التوالي أولهما في ضاحية بيروت معقل “حزب الله” وثانيهما داخل مبنى محصن من قبل الحرس الثوري الإيراني في قلب طهران، رفعا منسوب التوتر في الشرق الأوسط إلى أقصى درجاته، مما يهدد بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.
وبينما يؤكد “حزب الله” وإيران من جهتهما أن الرد آت لا محالة وسيكون قوياً، تستعد إسرائيل من جهتها “لأي شيء” لمواجهة الرد، بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم أو تنفيذ ضربات استباقية داخل كل من إيران ولبنان.
ووسط التهديدات المتبادلة سارعت الدول إلى دعوة رعاياها لمغادرة لبنان وإيران، فيما علقت عشرات شركات الطيران رحلاتها إلى مطاري بيروت وتل أبيب في ظل أجواء من الهلع والترقب يعيشها مواطنو البلدين منذ الـ 30 من يوليو (تموز) الماضي في انتظار رد “محور الممانعة” وما قد يجره من رد إسرائيلي، فلماذا تأخر الرد؟
يقول الصحافي والمحلل السياسي نبيل بو منصف لـ “اندبندنت عربية” إن تأخير رد “حزب الله” وإيران على إسرائيل قد يكون متعلقاً بسببين رئيسين، “الأول عسكري وهو تحديد الأهداف وحجم الرد، سواء كانت الأهداف عسكرية أو مدنية أو خليطاً من الاثنين أو بنى تحتية”، موضحاً أن هذا الأمر يحتاج إلى الوقت ولا سيما أن “هذه المرة إن لم يكن الرد موجعاً وقوياً كما يصفونه، فلن تكون له جدوى، وستوظفه إسرائيل لشن مزيد من الهجمات من دون تردد”، وبالتالي “فمن الطبيعي أن يتريثوا في الرد ليحددوا طبيعة الأهداف وحجمها وليقوموا بحساباتهم إذا كانوا يريدون التورط في حرب كبيرة تؤكد إسرائيل يومياً استعدادها لها، أو لا يريدون”.
أما السبب الثاني المحتمل والذي قد يكون وراء تأخير الرد، هو بحسب بو منصف “وجود مفاوضات سارية تحت الطاولة وفوقها بين إيران من جهة والدول الغربية قاطبة وبعض الدول العربية من جهة أخرى، لإستدراج عروض دبلوماسية على صفقات قد تلعب دوراً في تحديد حجم الضربة أو تأخيرها أو إلغائها”.