صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لبنان 2024.. ذكريات مثقلة بحرب قاسية واتفاق “هش” لوقف النار

شهد لبنان في عام 2024 تحولا دراماتيكيا في المشهد السياسي والأمني، حيث طغت حرب “حزب الله” مع إسرائيل على مجمل القضايا الوطنية.

الحرب التي بدأت كجبهة إسناد في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحولت لحرب واسعة داخل لبنان، أثقلت كاهل البلاد وأثرت على استقرارها السياسي والاقتصادي.

بدأ العام 2024، جالبا معه “جبهة إسناد” قرر “حزب الله” فتحها لمساندة غزة في 8 أكتوبر 2023، وفي النصف الأوّل من العام، كانت المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل محصور غالبيتها جنوب لبنان، لكن ما لبثت أن تحوّلت في الربع الأخير من العام لحرب واسعة داخل البلاد، محدثة دمارا هائلا وخسائر وإصابات بشرية بالآلاف.

**أول استهداف للضاحية الجنوبية

في مطلع يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت “حماس” عن اغتيال إسرائيل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في استهداف شقة كان يعقد فيها اجتماعا للحركة في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وكانت هذه المرة الأولى منذ عام 2006، التي تستهدف فيها إسرائيل منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ذات النفوذ القوي لجماعة “حزب الله”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

**تفجيرات البيجر

وفي 17 و18 سبتمبر/ أيلول الماضي، قُتل 26 شخصا وأصيب أكثر من 3 آلاف و250 آخرين جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية من نوع “بيجر” و”أيكوم” في مناطق عدة بلبنان.

وبوقت لاحق من العام، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى بمسؤولية بلاده عن تفجير أجهزة الاستدعاء “البيجر” في لبنان.

**المواجهات تحولت لحرب

المواجهات التي بدأت بين “حزب الله” وإسرائيل تحت عنوان “جبهة الاسناد”، تحولت لحرب في 23 سبتمبر 2024 بعد بدء استهداف إسرائيل لمواقع في العمق اللبناني، زاعمة أنها منشآت لحزب الله، بينما وسّع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.

وخلال هذا التصعيد استمرت إسرائيل باغتيال قادة الصف الأول للحزب بينهم رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، ونائبه نبيل قاووق، والقياديين فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل وغيرهم من قادرة المحاور، لكن الضربة الكبرى كانت باغتيال أمين عام جماعة “حزب الله” حسن نصر الله.

**اغتيال نصر الله

الحدث الأبرز لعام 2024 تمثّل باغتيال نصر الله بأكثر من 10 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

ففي 27 سبتمبر 2024، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز “إف 35” غارات “عنيفة وغير مسبوقة” على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله”، ما أدى لمقتل نصر الله.

وتعتبر إسرائيل نصر الله الصيد الثمين بالنسبة لها، بسبب الدور الذي لعبه في قيادة “حزب الله”، والذي يُعتبر من ألدّ الأعداء العسكريين لها.

**اتفاق وقف النار

بعد حرب دامية استمرت لشهرين، دخل في 27 نوفمبر، وقف هش لإطلاق النار أنهى المواجهات والحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.

وبدعوى التصدي لما وصفها تهديدات من الحزب، ارتكبت إسرائيل أكثر من 300 خرق لوقف إطلاق النار في لبنان في الجنوب والبقاع.

ودفعت هذه الخروقات “حزب الله” إلى الرد، في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع “رويسات العلم” العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.

وفي 25 كانون الأول، شن الجيش الإسرائيلي أول غارة جوية على محافظة البقاع (شرق) في عمق لبنان ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

**خسائر الحرب

بالنسبة للخسائر البشرية، أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

بينما كشف المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة في تقرير أن “القوات الإسرائيلية اعتمدت سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تدمير أكثر من 130 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وإحراق 1200 هكتار من الأحراش والغابات، متسببا في إبادة بيئية واسعة النطاق”.

كما كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه “بحسب تقديرات البنك الدولي، فإن كلفة إعادة الإعمار تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 مليارات دولار”.

**الفراغ الرئاسي

على الصعيد السياسي، استمر الفراغ الرئاسي في لبنان، حيث فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.

ورغم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس في 9 يناير 2025، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف مصير الانتخابات الرئاسية في لبنان.

**اقتصاد متهالك

بينما كان اللبنانيون يسعون للتأقلم مع الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عام 2019، جاءت الحرب مع إسرائيل لتفاقم الوضع، حيث أسفرت عن خسائر اقتصادية كبيرة على مختلف الأصعدة، لا سيما في القطاع السياحي الذي يُعد من أهم مصادر الدخل في البلاد.

ووفق تقرير للبنك الدولي، وعلى صعيد النمو الاقتصادي، تشير التقديرات إلى أن الصراع أدى إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6 بالمئة على الأقل في 2024، مما يفاقم الانكماش الاقتصادي الحاد المستمر على مدى خمس سنوات والذي تجاوز 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.

بالمحصلة، كان العام 2024 مفصليا في لبنان، خصوصا لقدرات “حزب الله”، بينما ستبقى تبعاته مستمرة لعام 2025، وذلك بانتظار انتهاء مهلة الـ60 يوما لاتفاق وقف اطلاق النار مع غموض مصير تلك المرحلة وما بعدها، ووسط غموض أيضا في الملف الرئاسي

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading