صدى الارز

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

لبنان يلجأ إلى الدبلوماسية لاستعادة «النقاط الخمس»

مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والمناطق اللبنانية التي احتلها خلال حربه الأخيرة مع حزب الله، مع الاحتفاظ بـ 5 نقاط حدودية استراتيجية تُشرف على التحركات في جنوب نهر الليطاني، بدا أمس أن لبنان الرسمي يمسك العصا من الوسط، لعدم إغضاب الولايات المتحدة بشكل خاص في حال منح حزب الله غطاء لشن عمليات عسكرية ضد إسرائيل، وفي الوقت نفسه عدم إيصال أي رسائل خاطئة لتل أبيب بأن الدولة اللبنانية تتسامح مع استمرار احتلال أراضيها.

في هذا السياق، اتفق رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، أمس، على مواصلة الاتصالات والضغوط الدبلوماسية لإلزام إسرائيل بالانسحاب من المناطق اللبنانية كافة، مع تأكيد «حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي». ويظهر تركيز السلطات في لبنان على الحل الدبلوماسي ودور الجيش، سلوكاً مناقضا لما كان يجري سابقاً، حيث كانت السلطات المتعاقبة تضع في المقدمة تغطية حزب الله وسلاحه.

وبعد اجتماع بالقصر الجمهوري في بعبدا، شدد الرؤساء الثلاثة على «ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة»، وفق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.

وركز الرؤساء على «دور الجيش اللبناني واستعداده التام، وجاهزيته الكاملة لتسلُّم مهامه على الحدود الدولية كافة».

وقرروا أولا، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري، وثانياً، اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالًا، مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية، وثالثاً، استكمال العمل والمطالبة بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

كما أكد المجتمعون «حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي». وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، ومسؤولون آخرون في الحزب ألمحوا الى أن الحزب قد يعود للعمل العسكري مع انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي.

وأكد عون في تصريحات منفصلة أن «لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع أميركا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقّى من الأراضي التي احتلّتها في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني موحّد في اعتماد الخيار الدبلوماسي، لأنّ لا أحد يريد الحرب، بل الدولة».

وأكد أنه «علينا مقاربة التطورات بروية من دون تشنّجٍ ولا تخوين، واللبنانيون سئموا العيش بين المتاريس بعدما دفعوا الثمن غاليًا»، مشدداً على أن «الدولة باتت مسؤولةً عن ضبط الأمن والحدود بعدما استعادت قرارها، وهو قرار اللبنانيين وحدهم».

وفيما انتشر الجيش اللبناني بالقرى والمناطق التي انسحب منها الإسرائيليون، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إننا «سنبقى مؤقتا في 5 نقاط مهمة في لبنان، وسنواصل الانسحاب، رغم خرق الاتفاق»، مشيرا إلى أن «إذا التزم لبنان بالاتفاق، فلا داعي لبقائنا في النقاط الخمس». ورأى أن «إيران تبذل جهودا مهولة لإعادة حزب الله بتقديم الدعم المالي وجزئيا بالتعاون مع تركيا».

الى ذلك، كثّف حزب الله استعداداته لدفن أمينه العام السابق الذي قتل قبل أشهر، حسن نصرالله، في حدث ينوي الحزب بعث رسائل داخلية وخارجية للرد على التقييمات التي تؤكد تراجع قوته الداخلية والإقليمية.

وينوي الحزب من خلال إظهار قدرته على الحشد الشعبي، حيث يتوقع مشاركة عشرات الآلاف في تشييع نصرالله – نظرا لمكانته السياسية والدينية والكاريزما التي يقول حتى بعض خصومه، إنه كان يتمتّع بها – القول إنه لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية اللبنانية، رغم إجماع العديد من الشرائح اللبنانية على أن احتفاظ الحزب بسلاح تحت عنوان المقاومة كان وسيبقى حالة شاذة، لكونه ميليشيا غير خاضعة لمؤسسات الدولة، فضلا عن توجهاته الطائفية والفئوية في بلد شهد قبل سنوات قليلة حربا أهلية طائفية استمرت نحو 20 عاماً.

وفي تصريحات لقناة الميادين، التي تموّلها إيران، أكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، أن «قوة حزب الله سترجع أكثر مما كانت، وسيكون التركيز الآن على الداخل»، لكنّه أضاف «إنما شعلة الإقليم لم تنطفئ بعد»، في إشارة الى أن الحزب الذي قاتل في الحرب الأهلية السورية الى جانب الأسد، كما تورط في اليمن، مستعد للذهاب الى هكذا مغامرات ربما لاحقا عندما يستعيد قوته الكاملة.

وأشار تقرير نشرته «الجريدة» الى أن صفا يحاول قيادة تيار متشدد داخل الحزب يرفض تقديم تنازلات تعمّق خسارات الحزب، ويرى أنه على الحزب فرض قوته في الداخل، الأمر الذي سيجعل «الخارجي» يحترمه.

وقال صفا لـ «الميادين» إن «الاحتلال صعّد أهدافه بعد اغتياله السيد نصرالله، ومع الأسف (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو وآخرون خاطبوا بعض الداخل اللبناني بلاقونا».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading