من الريادة الدولية والاقليمية الى ما تحت الأرض السابعة.
من قطعة من الفردوس على الارض الى أرض مباحة لكافة أجهزة المخابرات والمؤامرات الاقليمية.
من اقوى عملات العالم الى أكثرها إنهياراً.
من بين أهم جوازات سفر في العالم الى الدرجة ٩٦ في الترتيب العالمي.
من عظمة الرحابنة الى خصر هيفا وهبي وميريام كلينك وبسكوتات د. فود المهلوسة وتقليعات هيرزون.
من دولة القانون الى عهر الاحزاب.
من سطوع نجم المارونية السياسية الى حضيض هيمنة الشيعية السياسية.
من ركيزة الكيان والمؤسسات الى منظومة متكافلة ومتضامنة للفساد.
من وطن جبران خليل جبران والعمالقة الى ثقافة شبيحة الموستيكات.
من وداعة وطهارة مارشربل ورفقا الى تقية مطارنة واباء مليتا وراهبة غبالة وشلة المدافعين عنها.
من ريادة المجتمع المدني الى غباوة مجتمع اضحى اشبه بكيس للبطاطا، كثير الرؤوس لكن كل رأس فيه مرتهن لحسابات ومنافع خاصة.
من زحمة سوق إياس والطويلة والبازركان الى فراغ سوليدير القاتل.
من دماغ شارل مالك الى اصبع السيد حسن.
من أفول منطق الدولة الى إختصار مؤسساتها بنهج “النافعة” وحارة كل مين ايدو إلو.
من أضواء الستينات الى عتمة هذه الايام.
من قطاع مصرفي ركيزة للاقتصاد القوي الى عصابة مافياوية من قطاعي الطرق، بربطات عنق باهظة، هدفها حصراً سرقة أموال المودعين والفقراء.
من احزاب الوطن الى مخازن العمالة.
من مرفأ الشرق الأوسط الى ممر للمخدرات ومستودع للنيترات.
من إنتاج وصناعة الادمغة الى تهجيرها.
من يوسف بك كرم وفخرالدين وبربرآغا وسيف البحر الى بري وجعجع وعون وباسيل وجنبلاط ونصر_الله والحريري إخوان والميقاتي.
من وليد عقل الى كذبة عمر حرفوش.
من صلابة جبال الصوان الى تشبيح زواريب الضاحية.
من أمن السلطة الممسوك الى وصاية وفيق صفا.
من فكر الجبهة اللبنانية الى احتضان سركيس سركيس ورياض سلامة ووليد غياض.
من تصدير الأبجدية الى تصدير الكبتاجون.
من أمجاد البطولة والشهادة الى مذلة الخنوع والانبطاح.
من صناعة المستقبل الى لعنة التاريخ.
هكذا تغير لون طير الفينيق. هكذا ستلعننا الكتب والاجيال المستقبلية. هكذا، بلا وعينا، سنستمر بوأد تراث صُقِلَ بتعب وعرق كل من أحب هذا الوطن في الماضي البعيد.