وقال رغدو (54 عاما) من محله في منطقة الحمراء، حيث يبيع تذكارات وتحفا من لبنان «بدأت معي كهواية هي القصة، هي هواية وكنت أتردد لعند الوالد وبتعريف الهواية فيها حب التطلع والاستطلاع متل ما بقولوا. وصارت شغف عندي، صرت أهواها، صرت أطلع عليها، أفوت على… آخد معلومات، شغلة، حكاية، إنو… وتعلقت فيها».
ومن بين الهدايا التذكارية التي يطرحها للبيع عملات لبنانية قديمة وسلسلة من الأوراق النقدية القديمة التي يضعها بعناية في مظاريف معينة لجذب السياح وهواة جمع النقود على حد سواء لشرائها منه.
وبدأ رغدو، المتحمس بشكل خاص لليرة اللبنانية، في الآونة الأخيرة جمع أحدث العملات المعدنية والأوراق النقدية المحلية، التي لا تزال متداولة وإن كانت فقدت قيمتها. وهو لا يعرض هذه العملات والنقود للبيع حاليا، لكنه يضيفها لتحديث مجموعته الواسعة من العملات القديمة.
وبينما يعرض عملات معدنية فئة 500 و250 ليرة لبنانية قال «هذه 500 ليرة معدن، 250 ليرة معدن كمان، طبعا بنجمعهم لأنه حيصير مثل تذكارات للمجموعات يعني مثل أيام القرش والخمس قروش والعشر قروش، والربع ليرة هادي هي».
ويعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أعمق حالات الكساد في التاريخ الحديث. وأضاف رغدو «هاي العملة اللبنانية لها أثر يعني وتعلقت فيها يعني كتير وصرت أجمع من القرش ولهلأ عملتنا حتى العملات الجديدة. الألف ليرة الزرقا والخضرا والخمسة آلاف ليرة والعشرة آلاف ليرة والعشرين ألف، مع أنه هدا الوضع الاقتصادي اللي إحنا فيه هلأ ما عاد إلهن قيمة، صارت قصة كما مثل هديك الليرة والخمسة والعشرة مجموعات».
وفقدت العملة المحلية أكثر من 98 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ عام 2019 عندما تسببت عقود من الإسراف في الإنفاق والفساد المزعوم وسوء الإدارة في انهيار اقتصادي. ويتساءل رغدو بخصوص احتمال عودة قيمة الليرة اللبنانية مستقبلا قائلا «هل يا ترى إنو حيرجع قيمة الليرة ترجع متل ما كانت ولا لأ، ما بعرف يعني، بس بالنسبة لإلي هي بعدها قيمتها بالنسبة لإلي وما بعرف يمكن لناس تانيين، هي كقيمة معنوية أكتر من قيمة مادية والإنسان لازم يتشبث فيها أكتر، مش… يعني قيمتنا هي بليرتنا».
وأضاف «هيدي ليرتنا اللي كان لها عز، الليرة اللي عليها صورة بعلبك، هيدي كان لها عز. بعد منها والخمسمية، هادي المجموعة صارت ذكرى. ذكرى بنحطها بالظروف ونبيعها تذكار للبنان».