تحدثت تقرير لمجلة “الإيكونوموسيت” البريطانية عن سيناريو محتمل لما ستكون عليه الحرب بين إسرائيل وحزب الله، حيث يتبادل الطرفان المناوشات منذ أكتوبر الماضي وسط مخاوف طرأت مؤخرا من احتمال التصعيد بين الجانبين.
يرجح التقرير أن تتميز الحرب، في حال اندلاعها، بهجمات مكثفة بواسطة طائرات مسيرة انتحارية وانقطاع للتيار الكهربائي بشكل دائم وأكبر وابل صاروخي في التاريخ.
يقول التقرير إنه في حال قررت إسرائيل شن حرب تستهدف إضعاف حزب الله ودفعه نحو الشمال، فقد ينطوي ذلك على غزو بري محدود لجنوب لبنان، وهي المنطقة التي احتلتها القوات الإسرائيلية حتى عام 2000.
في عام 2006، عندما خاض الجانبان حربا استمرت 34 يوما، استخدمت فرق حزب الله مئات الأسلحة المضادة للدبابات لصد هجمات المدرعات الإسرائيلية، مما فاجأ الجيش الإسرائيلي.
في تلك الفترة هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية حوالى 100 هدف يوميا، واليوم يشير التقرير إلى أن القادة العسكرييين الإسرائيليين يتباهون بأنهم يستطيعون إصابة أكثر من 3000 هدف في اليوم.
خلال الأشهر التسعة الماضية جرى إضعاف حزب الله، الذي فقد ما يقرب من 400 من مسلحيه والكثير من بنيته التحتية العسكرية في الجنوب.
وينقل التقرير عن مسؤولين في المخابرات الغربية القول إن إيران لا تعتقد أن حزب الله مستعد لحرب كبيرة.
على الجانب الآخر، يرى التقرير أن على إسرائيل أن لا تتفاءل كثيرا، وينقل عن ضابط درس الجماعة اللبنانية القول إن حزب الله مستعد بشكل أفضل بكثير مقارنة بالحرب التي اندلعت في عام 2006.
يشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي سينجح في التوغل في جنوب لبنان ولكن بشكل أبطأ وبتكلفة أعلى بكثير مما كان عليه في الحرب الأخيرة.
ويعتقد الجنرال اللبناني المتقاعد خليل الحلو أن من المحتمل أن “يمتص حزب الله الصدمة قبل أن يستهدف القوات الإسرائيلية باستخدام تكتيكات حرب العصابات” بما في ذلك من خلال شبكة أنفاق واسعة النطاق، تم بناؤها بمساعدة كوريا الشمالية.
ما الذي تغير؟
يشير التقرير إلى حصول عدة تغييرات رئيسية منذ عام 2006، أحدها يتمثل في أن حزب الله حصل على مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة الإيرانية التي يمكن أن تستهدف الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية بفعالية أكثر مقارنة بالأسلحة المضادة للدروع.
أما التغيير الثاني فيتمثل بتطور القدرات البرية لحزب الله وإنشائها لمجاميع خاصة قادرة على ضرب مسافة تصل إلى 20 كيلومترا داخل إسرائيل.
وأخيرا، يقول التقرير إن القوة النارية لحزب الله أصبحت أكثر دقة، حيث باتت الجماعة تستخدم طائرات مسيرة صغيرة لتحديد الأهداف وبعد يوم أو يومين، تستخدم طائرات مسيرة أكبر لمهاجمة تلك الأهداف “بدقة شديدة”، كما يقول الضابط الإسرائيلي.
“أكثر شدة”
تشمل الحرب بين الجانبين في حال اندلاعها، وفقا للتقرير، شن غارات جوية إسرائيلية بهدف تدمير أكبر قدر ممكن من منصات إطلاق صواريخ حزب الله ومخزوناته من الأسلحة.
سيؤدي ذلك بالضرورة لسقوط خسائر في صفوف المدنيين، على اعتبار أن العديد من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله موجودة في القرى، بحسب التقرير.
من شأن ذلك أن يؤدي لمزيد من التصعيد حيث سيكون لدى حزب الله حافز لإطلاق صواريخه باتجاه وسط إسرائيل.
وإذا حدث ذلك فمن المرجح أن تقوم إسرائيل بالتصعيد خطوتين إضافيتين، عبر ضرب أهداف سياسية، بما في ذلك مقرات حزب الله في المدن، وكذلك بنية تحتية مدنية لبنانية.
في الوقت الراهن، تقتصر الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله إلى حد كبير على الأهداف العسكرية في شمال إسرائيل.
ويرجح التقرير أنه في حالة حدوث غزو بري للبنان، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توسيع نطاق تلك الحملة وكثافتها.
في عام 2006، كان لدى حزب الله حوالي 15 ألف صاروخ وقذيفة، غالبيتها العظمى كانت غير موجهة ومداها أقل من 20 كيلومترا، مما يعني أنها لم تكن قادرة على الوصول لمدينة حيفا شمالي إسرائيل.
أطلق الحزب المدعوم من إيران حوالي 120 صاروخا يوميا في تلك الحرب، مما أسفر عن مقتل 53 إسرائيليا وإصابة 250 وإلحاق أضرار بـ 2000 مبنى.
يرجح التقرير أن تكون الحرب القادمة أكثر شدة بكثير، على اعتبار أن حزب الله يمتلك الآن أكثر من 120 ألف صاروخ وقذيفة، والعديد منها قادر على الوصول إلى تل أبيب وأبعد من ذلك وبتوجيه دقيق.
ويضيف التقرير أن حزب الله قد يطلق ما بين 2500 إلى 3000 صاروخ يوميا، أي 25 ضعف معدل عام 2006، لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.
ويؤكد التقرير أن ذلك وفي حال حصوله، “سيكون أكبر وابل صاروخي مستدام في التاريخ”، مما يؤدي إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح.
ومن المرجح أيضا أن يقوم حزب الله باستهداف محطات الطاقة الكهربائية الإسرائيلية، الأمر الذي سيستدعي ردا مماثلا وربما أكبر من جانب إسرائيل، وهو ما يعني غرق الكثيرين بالظلام في كلا البلدين.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
وأودت الهجمات الإسرائيلية في لبنان بحياة أكثر من 300 من مسلحي حزب الله و87 مدنيا وفقا لإحصاءات رويترز. وقالت إسرائيل إن النيران القادمة من لبنان تسببت في مقتل 18 جنديا و10 مدنيين.
وتسببت أعمال القتال في خسائر فادحة على جانبي الحدود، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
وصعّد مسؤولون اسرائيليون في الآونة الأخيرة لهجة تهديدهم بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان.
والأربعاء، أعلن حزب الله قصف مقرين عسكريين اسرائيليين في الجولان السوري “بمئة صاروخ كاتيوشا”، ردا على مقتل قيادي في الحزب في غارة اسرائيلية في جنوب لبنان في وقت سابق.