تعمل المحليات المصنعة وبدائل السكر الأخرى على تحلية الأطعمة دون سعرات حرارية إضافية، لكن الدراسات تظهر أن هذه المكونات يمكن أن تؤثر على صحة الأمعاء والقلب وفقا لقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الخميس.
يقول التقرير إنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يقللون من تناولهم للسكر لأسباب صحية، إلا أن شركات تصنيع المواد الغذائية وجدت طرقا أخرى لاستبداله بمحليات صناعية معبأة مثل “السكرالوز” و”الستيفيا” و”الأليلوز” و”الإريثريتول” وغيرها.
وتُعرف العديد من بدائل السكر بالمحليات عالية الكثافة لأنها غالبا ما تكون أحلى بمئات المرات من سكر المائدة.
بعضها صناعي، مثل “السكرالوز” و”الأسبارتام” و”السكرين”، بينما يُشار إلى البعض الآخر، مثل “الأليلوز” و”الستيفيا” على أنه “طبيعي” لأنه مشتق من النباتات.
يقول التقرير إن شركات الأغذية استخدمت بدائل السكر منخفضة السعرات الحرارية في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية لعقود من الزمن، لكنها تعمد اليوم على إضافتها إلى عدد متزايد من الأطعمة المعلبة، بما في ذلك العديد من الأطعمة التي قد تفاجئك!
وتشمل هذه الأطعمة الخبز واللبن ودقيق الشوفان والكعك والحساء المعلب وتوابل السلطة والوجبات الخفيفة.
ووفقا لتحليل أجرته شركة أبحاث السوق “مينتل” فقد ارتفع عدد المنتجات الغذائية التي تحتوي على بدائل السكر منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية في السنوات الخمس الماضية.
السكري والسمنة
وتقول شركات صناعة المواد الغذائية إن بدائل السكر تساعد الأشخاص على التحكم في وزنهم وتقليل تناول السكريات المضافة، لكن الدراسات تشير إلى أن هذه البدائل يمكن أن يكون لها أيضا تأثيرات ضارة على الأمعاء ونظام التمثيل الغذائي، بل وتعزز الرغبة الشديدة في تناول الطعام ومقاومة الأنسولين، وهو ما يعد مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني.
ووجدت دراسة أجراها معهد “وايزمان” للعلوم في إسرائيل أن بدائل السكر تسببت في تغييرات في وظيفة البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في الأمعاء.
وتلعب الميكروبات الموجودة في الأمعاء العديد من الأدوار المهمة: أحدها هو أنها تحول الطعام الذي تتناوله إلى إنزيمات وهرمونات وفيتامينات.
وعندما نتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والمكسرات، تنتج ميكروبات الأمعاء مركبات يمكن أن تقلل الالتهاب ولها تأثيرات مفيدة أخرى على الصحة العامة.
وكشف العلماء أيضا عن تأثيرات مدهشة للمحليات الصناعية على أدمغتنا وشهيتنا.
نظرا لأن هذه المحليات الصناعية أقوى من السكر العادي وتحتوي على القليل من السعرات الحرارية أو لا تحتوي على أي سعرات حرارية على الإطلاق، فإنها يمكن أن تربك العقل ومستقبلات التذوق.
ووجدت الدراسات أن إحدى النتائج المحتملة لذلك هي أن الشخص قد يشعر برغبة شديدة في تناول السكر وينتهي به الأمر بتناول المزيد من السكر والأطعمة المحلاة.
وفي تجربة سريرية نشرت في مجلة “JAMA Network Open” الطبية الأميركية، وجد الباحثون أن تناول المشروبات التي تحتوي على “السكرالوز” تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام لدى النساء والأشخاص الذين يعانون من السمنة وتدفع النساء إلى تناول كميات أكبر من الطعام في وجباتهن التالية.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من المحليات منخفضة السعرات الحرارية لديهم معدلات أعلى من السمنة وزيادة الوزن.
ووجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن تناول كميات كبيرة من المحليات الصناعية يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب التاجية.
وربطت دراسة أخرى نشرت في مجلة “نيتشر ميديسن” أن بديل السكر “الإريثريتول” مع ارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ووجد الباحثون أنه عندما يستهلك الناس “الإريثريتول” بكميات شائعة في الأطعمة المصنعة، فإنه يبقى في أنظمتهم لعدة أيام ويزيد من تعرض الأشخاص لجلطات الدم.
ماذا يجب أن نفعل؟
يقول الخبراء إن من الواضح أن استهلاك الكثير من السكر مضر للصحة، لكن مع ذلك يجب توخي الحذر بشأن استبدال الأطعمة السكرية ببدائل السكر.
ينصح الخبراء بتناول المُحليات منخفضة السعرات الحرارية باعتدال وتقليل تناولك الأطعمة المعالجة، والتي تحتوي على الكثير من المحليات والمواد المضافة الأخرى.