لم تُوفَّق في بلوغ التصفيات النهائية، إلا أنّ الحظ ابتسم لها عندما أمسك يدها كورناي وضمّها إلى شركته الإنتاجية. ومعه أصدرت، قبل أيام، أولى أغنياتها الخاصة بعنوان «الأمس والغد (Hier et Demain)»، فانطلقت في عالم الشهرة التي حلمت بها منذ الصغر، وهي تعمل على تحضير أغنيات تُصدرها توالياً.
تقول والدتها جاكلين جابر إنها وزوجها تنبّها إلى موهبة كريستا وهي في السادسة. وتتابع، لـ«الشرق الأوسط»: «دعّمناها وشقيقها الأصغر بكل قوة. دخلت المعهد الموسيقي الوطني، وصقلت موهبتها».
أما كريستا ماريا فتتذكر: «بدأتُ أعزف على البيانو منذ ذلك الحين، وخضتُ تجربة برامج الهواة في لبنان». بقيَت مثابرة على إطلالات من هذا النوع حتى مغادرتها وطنها مع عائلتها إلى كندا، حيث «كل شيء كان جديداً، فدخلتُ عالماً مغايراً لعالمي، لكنني قرّرت إكمال طريقي الفني، والتحقتُ بالجامعة لدراسة الموسيقى».
طالبَتها والدتها دائماً بالمشاركة في برنامج هواة تلفزيوني. تتابع: «يومها كانوا يهيّئون المواهب لبرنامج (ستار أكاديمي) بنسخته الكندية، لكنني تريّثت، فقواعده لا تستهويني. بعد إلحاح أمي، ترشّحت، لكنهم لم يتّصلوا بي. بعد نحو عام تلقّيت اتصالاً منهم للمشاركة في برنامج (لا فوا) الكندي، فهو ينتمي إلى شركة إنتاج (ستار أكاديمي) عينِها».
انقلبت حياتها رأساً على عقب منذ دخولها البرنامج. بلغت مرحلة نصف النهائيات ولقيت نجاحاً هائلاً: «غنيتُ (لبيروت)؛ لرغبتي في الإشارة إلى هويتي اللبنانية. كذلك أدّيت (نسّم علينا الهوا)، ومزجتها مع أغنية أنريكو ماسياس (تركتُ بلدي) (j’ai quitte mon pays). قدّمتُهما بقالب شرقي تداخلت فيهما آلات العزف الغربية والشرقية. وفي الحلقة الأخيرة غنّيتُ (D’amour ou d’amitie) لسيلين ديون. فيها أيضاً حضرَت النغمة الشرقية باستخدام آلة الدربكة الإيقاعية».
عدم وصول أبو عقل إلى نهائيات «لا فوا» لم يُثنِها عن إكمال مشوارها. تعلِّق، لـ«الشرق الأوسط»: «التجربة كانت غنية، تعلمتُ كثيراً منها، لا أنكر حزني للمغادرة، لكنني سعدتُ لكوني أنجزتُ التوزيع الموسيقي للأغنيات التي أدّيتها».
التحاقها بفريق كورناي التدريبي ضمن البرنامج جعلها تكتسب كثيراً من خبراته: «تعلمتُ منه اللحاق بقلبي، وهو منحني ثقة كبيرة بنفسي. أصبحتُ أعرف أنني صاحبة القرار في مشواري».
في أغنيتها «Hier et Demain» التي أطلقتها مؤخراً، تسرد أبو عقل تجربة عاشتها: «رغبتُ في الانطلاق من عمل يمسّني ويعني لي. فالأمس هو ذكرياتي وطفولتي ولبنان. والغد هو كندا؛ المكان الجديد الذي أقيم فيه. سأبقى وفيّة لوطني وإنْ عشتُ في عالم وثقافة مغايرين له».
منذ صغرها، اعتادت سماع أغنيات فيروز بينما تستعد للذهاب إلى المدرسة؛ إضافة إلى أغنيات أنريكو ماسياس. يُذكّرها الاثنان بمراحل جميلة من حياة والديها في لبنان. ماذا يعني لكِ صوت فيروز؟ تجيب: «معه تزول عصبيتي وقلقي، فأرتاح. إنه طفولتي التي أحب استذكارها. يحضر في مخيلتي دفء لبنان وحياتي فيه».
تستمع أيضاً لمغنّين أجانب: «في الماضي كنت أغفو على صوت خوليو إيغليسياز وفيروز وأنريكو ماسياس. وفي سنّ المراهقة توجّهت إلى نوع الـ(بوب ميوزك). أستمع بشكل كبير إلى موسيقى الجاز، فأنا أدرسها حالياً».
أحلام الشابة اللبنانية، ابنة الـ21 عاماً، كبيرة؛ بينها الوقوف على مسرح ضخم: «أتخيّل نفسي أقف على خشبة عالمية والجمهور من لبنانيين وجنسيات مختلفة يردّدون أغنياتي. كتبتُ أغنيات، وألحّن وأغنّي ما يحضّ على الوحدة ويجمعنا تحت رايتها. أتمنى أن أقف على مسرح في بلدي فأغنّي له ولأهلي».
وجه مضيء من لبنان، هي كريستا ماريا أبو عقل؛ تُصدر قريباً أغنيات تُحضّرها مع كورناي: «بعضها يتناول الشباب والمراهقة والبحث عن الهوية الضائعة؛ بينها قصص حب بأسلوب فَرِح. ما يهمُّني في أعمالي إبراز الصدق والعفوية».