يعد مهرجان البندقية السينمائي واحداً من أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم، إذ يقام سنوياً بمدينة البندقية الإيطالية، ويجذب صانعي الأفلام والممثلين وعشاق السينما من جميع أنحاء العالم، ويلعب المهرجان دوراً مهماً في صناعة السينما، منذ ما يقرب من 90 عاماً، حيث يحتفل بفن صناعة الأفلام، ويعزز التبادل الثقافي بين صانعي الأفلام والجمهور.
ومع اقتراب الدورة الـ80 من “البندقية السينمائي”، سنطلعك على كل ما يتعلق بالمهرجان الإيطالي الأشهر حول العالم.. تاريخه، وفعالياته، وجوائزه.
تاريخ مهرجان البندقية:
يعود تاريخ مهرجان البندقية الغني إلى عام 1932، عندما أسسه الكونت جوزيبي فولبي دي مصراتة، الذي كان رئيس بينالي البندقية في ذلك الوقت، وكان هدف المهرجان ترويج صناعة السينما الإيطالية، وعرض التراث الفني والثقافي للبلاد. حقق المهرجان الأول نجاحاً كبيراً، وضم أفلاماً من دول مختلفة، بما في ذلك: الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا. ومنذ ذلك الحين، أصبح مهرجان البندقية أحد أرقى المهرجانات السينمائية في العالم، إذ إنه معروف باختياراته العالية الجودة من الأفلام، وبأجوائه الفريدة.
أقيمت النسخة الأولى من المهرجان في أغسطس 1932، وقد ضمت 24 فيلماً من 9 دول، وكان تركيز المهرجان على الأفلام العالمية، وكانت مهمته تعزيز التبادل الثقافي، من خلال فن صناعة الأفلام.
وعلى مر السنين، تطور “مهرجان البندقية”؛ ليصبح أحد أهم الأحداث في صناعة السينما، فقد كان المهرجان منصة للعديد من الأفلام المشهورة، وساعد في إطلاق الحياة المهنية للعديد من المخرجين والممثلين والممثلات. وفي عام 1934، طرح “البندقية السينمائي” مفهوم جائزة الأسد الذهبي، التي لاتزال تُمنح لأفضل فيلم في المهرجان كل عام، وأصبحت هذه الجائزة من أعرق الجوائز السينمائية في العالم، ويطمح الكثير من صناع السينما إلى الفوز بها.
وفي عام 1949، انتقل المهرجان إلى موقعه الحالي بقصر السينما في ليدو البندقية، كما توسع المهرجان ليشمل أقساماً أخرى، مثل: أسبوع النقاد الدولي، وأيام البندقية التي تعرض أفلاماً لمخرجين ناشئين، وساعدت هذه الأقسام في تعزيز المواهب الجديدة بصناعة السينما، ووفرت منصة لصانعي الأفلام، الذين ربما لم تتح لهم الفرصة لعرض أعمالهم بطريقة أخرى.
هيكل “مهرجان البندقية”:
ينقسم مهرجان البندقية إلى أقسام مختلفة، تشمل: المسابقة الرئيسية، وخارج المنافسة، وأيام البندقية، وتضم المسابقة الرئيسية أفلاماً لمخرجين وممثلين مشهورين، بينما يعرض قسم خارج المنافسة أفلاماً لا تتنافس في الجائزة الكبرى للمهرجان.
من ناحية أخرى، يخصص قسم أيام البندقية للأفلام المستقلة، ويتم تنظيمه من قبل الجمعية الإيطالية لصانعي الأفلام، ويتيح برنامج المهرجان المنظم جيداً للحاضرين تجربة مجموعة واسعة من الأفلام، بدءاً من أحدث الأفلام الرائجة، وحتى الإنتاجات المستقلة.
الجوائز والتقدير:
يمنح مهرجان البندقية العديد من الجوائز للأفلام المتنافسة، بما في ذلك جائزة الأسد الذهبي أعلى تكريم في المهرجان، وتشمل الجوائز الأخرى: الأسد الفضي، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى، وكأس فولبي التي تمنح لأفضل ممثل وممثلة، وشكل المهرجان منصة انطلاق للعديد من الأفلام الناجحة، بما في ذلك فيلم “الجوكر” (2019)، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي، وحقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، لأن الفوز بجائزة في مهرجان البندقية يمكن أن يعزز بشكل كبير سمعة الفيلم، ويزيد فرص نجاحه في صناعة السينما.
موضوع مهرجان البندقية السينمائي 2023:
خلال الأيام القليلة الماضية، كشف مهرجان البندقية السينمائي عن موضوع دورته الـ80، المقرر انعقادها اليوم الأربعاء 30 أغسطس، عن البوستر الرسمي للمهرجان، الذي جاء على هيئة سيارة كلاسيكية، تسير في طريق طويل، ويقودها رجل، وتجلس بجانبه امرأة، ما يعبر عن بوسترات بعض الأفلام القديمة.
وفي نفس المنشور بحساب “مهرجان البندقية” على “إنستغرام”، الذي عرض البوستر الرسمي للدورة الـ80، تم توضيح المزيد من التفاصيل حول المصمم الرسام والفنان الإيطالي لورنزو ماتوتي، الذي لديه رؤية مميزة في التعبير عن أفكار ومواضيع كل دورة من دورات المهرجان، على مدار 6 سنوات متتالية.
وفي بوستر هذا العام، أوضح ماتوتي عوالم جديدة، يمكن اكتشافها عن طريق السينما، قائلاً: “نحن مقتنعون بأن هناك مستقبلاً رائعاً للسينما، يتطلع إلى الأمام، ويغامر في مسارات جديدة”.
افتتاح مهرجان البندقية السينمائي 2023:
اختارت لجنة التحكيم للمهرجان الإيطالي السينمائي، وأحد أهم المهرجانات الفنية في العالم، فيلم “تشالنجرز” (Challengers)، من بطولة: زندايا، جوش أوكونزر، ومايك فيست. ومن إخراج لوكا غوادانينو، ليكون فيلم افتتاح المهرجان، وتتناول قصة الفيلم مواضيع عديدة، منها: الحب، والصداقة، والمنافسة.