قال مصدر مقرب من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، لمراسل “الحرة”، الإثنين، إن إسرائيل “تستعد لضربة موجعة” ضد حزب الله، بحيث تكون “كبيرة لكن بنفس الوقت لا تتجاوز الخط الأحمر” الذي قد يؤدي إلى انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية أو شاملة.
وتوقع المصدر أن يتم “استهداف مناطق ومراكز لحزب الله في العمق اللبناني، مثل صور وصيدا”، مستبعدا أن يتم استهداف “منشآت حيوية أو مدن رئيسة” مثل العاصمة بيروت.
وأضاف: “الشيطان يكمن في التفاصيل.. لا نستطيع التأكيد ما الذي سيُضرب أو أن نضمن ألا تنزلق الأمور إلى مواجهة أكبر”.
وفي الوقت نفسه، أوضح المصدر أنه “قد يتم احتواء الموضوع كما حصل عند حدوث الهجمة الإيرانية في أبريل الماضي، وربما تتصاعد الأمور ويتدخل باقي ما بعرف بالمحور الشيعي وفصائله المسلحة”، على حد وصفه.
وقال المصدر إن هناك “الكثير من المعطيات التي ينظر إليها الجانبان، فإسرائيل تتابع ما يحصل بشأن ملف صفقة الرهائن، الذي سيؤثر على الجبهة الشمالية، وكذلك الأمر لدى الطرف الآخر الذي يعيد حساباته الآن، خاصة أنه تورط من خلال هجومه على الجولان”.
واتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، قائلة إنه نُفد بصاروخ “إيراني الصنع”، إلا أن الجماعة اللبنانية المدعومة من طهران نفت ذلك.
وفي وقت سابق الإثنين، قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير لوكالة رويترز، الإثنين، إن إسرائيل “تريد إيذاء” جماعة حزب الله اللبنانية، لكنها “لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة”، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل “تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام”.
وتحدث المسؤولون الثلاثة بعدما عقد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني في وقت متأخر مساء الأحد، لتقييم الوضع، بعد يوم من مقتل 12 طفلا وفتى في هجوم على هضبة الجولان.
وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الحكومة برئاسة نتانياهو، بتحديد “طريقة وتوقيت” الرد على الهجوم، وسط دعوات دولية لتخفيض حدة التوتر، بهدف تجنيب المنطقة خطر نشوب حرب جديدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد، إن واشنطن “لا تريد رؤية تصعيد” في الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وأكد بلينكن أن “كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ الذي أصاب هضبة الجولان أطلقه حزب الله”، مشيرا إلى أن واشنطن “تجري حوارا مع إسرائيل”، ومؤكدا على ضرورة عدم التصعيد، وفق وكالة رويترز.
وشدد الوزير الأميركي على “دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، في مواجهة الهجمات الإرهابية”.
في غضون ذلك، ألغت شركات طيران عالمية وإقليمية رحلات جوية، أو أجلتها إلى موعد آخر، من وإلى لبنان وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل.
وتتسارع الجهود من قادة العالم المؤثرين، لإقناع إسرائيل بعدم التصعيد مع حزب الله اللبناني، خوفا من انجرار المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، وبالتالي حدوث تداعيات سلبية كبيرة في بقية أنحاء العالم.
وكان موقع أكسيوس الأميركي قد نقل، الأحد، عن مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت إسرائيل من أنها إذا ضربت أهدافا لحزب الله في بيروت ردا على هجوم مرتفعات الجولان السبت، “من المرجح أن يخرج الوضع عن السيطرة”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكستين، تحدث، السبت، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وأخبره أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، لكن يجب عليها تجنب التصعيد الشامل وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”، وفقا للموقع.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن هوكستين أعرب عن قلقه من أنه إذا هاجم الجيش الإسرائيلي بيروت، فإن حزب الله سوف يرد بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وقال مسؤول أميركي للموقع: “نعتقد بالتأكيد أن ضربة للجيش الإسرائيلي على بيروت هي خط أحمر محتمل لحزب الله”.
كما تحدث هوكستين في وقت سابق مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، والزعيم اللبناني المؤثر وليد جنبلاط، في محاولة لتهدئة التوترات في الساعات التي أعقبت ضربة الجولان.
وبدوره، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اتصالا هاتفيا مع نتانياهو، وأخبره أن باريس لا تزال ملتزمة ببذل “كل ما في وسعها لتجنب تصعيد جديد في المنطقة، من خلال نقل الرسائل إلى جميع الأطراف المشاركة في الصراع”، حسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.
وفي نفس السياق، حث منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان، وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، على التحلي بـ”أقصى درجات ضبط النفس” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حسب ما أفادت وكالة رويترز.
وقالا إن الجانبين يجب أن “يوقفا تبادل إطلاق النار المكثف المستمر”، محذرين من أن ذلك “قد يشعل حريقًا أوسع نطاقًا من شأنه أن يضع المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن استيعابها”.
وبدورها، حذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مناشدة، عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية، القوى المؤثرة في المجتمع الدولي “التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، التي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين”.
في المقابل، صدرت تصريحات حادة من بعض السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن “لبنان كله يجب أن يدفع الثمن”، إثر الهجوم الذي حدث في بلدة مجدل شمس.