وقال بلينكن في بيان الخميس، بمناسبة وفاة وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إن “قدرة كيسنجر الدائمة على استغلال فطنته وفكره الاستراتيجيين في مواجهة التحديات الناشئة دفعت الرؤساء ووزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي وغيرهم من القادة، من كلا الحزبين، إلى طلب مشورته، بما في ذلك أنا”.
وأضاف، “كنت اطلب مشورته، سواء كنت مسافراً إلى الصين بعد أكثر من 50 عاماً من رحلته التحويلية، أو بينما نشكل نهجنا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، والذي كان يفكر فيه ويكتب ويقدم المشورة بشأنه بغزارة حتى الأسابيع الأخيرة من حياته”.
ولفت البيان إلى أن “عائلة كيسنجر هربت إلى الولايات المتحدة من ألمانيا النازية عام 1938 عندما كان عمره 15 عاماً. وبعد العثور على ملجأ في أميركا، كتب لاحقاً: “لقد اختبرت شخصياً ما تعنيه أمتنا لبقية العالم، وخاصة للمضطهدين والمحرومين”.
وأضاف وزير الخارجية في البيان، “أحبّ هنري الأمة التي استقبلت عائلته وشعر لبقية حياته بالواجب والرغبة في خدمة أميركا وشعبها وفكرتها”.
وتابع البيان، “تم تجنيد كيسنجر في الجيش الأميركي في سن 19 عاماً، وانضم إلى قوات الحلفاء التي حررت أوروبا في الحرب العالمية الثانية وحصل على النجمة البرونزية لكشفه عن خلية نازية نائمة”.
وذكّر البيان بحديث كيسنجر حول أن “التحدي الأزلي الذي يواجه جميع الدبلوماسيين هو الاضطرار إلى اتخاذ قرارات محورية عندما يكون الوقت قصيراً والمعلومات غير كاملة، والعواقب غير معروفة”.
وأضاف، “خلافاً للمؤرخ أو الأكاديمي أو المحلل كتب هنري: “لا يُسمح لرجل الدولة إلا بتخمين واحد، أخطاؤه لا يمكن إصلاحها”.
ولفت بلينكن في بيانه، إلى أن هنري اتخذ، بصفته وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي، عدداً لا يحصى من القرارات التي غيرت التاريخ.
وقال إن “العمل كرئيس للدبلوماسيين الأميركيين اليوم يعني التحرك عبر عالم يحمل بصمة هنري الدائمة، من العلاقات التي أقامها إلى الأدوات التي كان رائداً فيها، إلى الهندسة التي بناها”.
ومضى البيان قائلا، “توقع هنري القوى التي تغير عالمنا وفهمها، وساعدنا في التعامل مع آثارها. وحتى في العقد العاشر من عمره كان مصمماً على التطلع إلى المستقبل، كما كان عازماً على التطلع إلى الماضي”.
وختم بلينكن بيانه قائلاً: “عدد قليل من الناس كانوا أفضل طلاب التاريخ، وهناك عدد أقل من الناس الذين بذلوا الكثير لصناعة التاريخ أكثر من هنري كيسنجر”.