تأخذ قرية راشيا الفخار اللبنانية الصغيرة اسمها من ورش الفخار التي تشتهر بها. فمنذ أجيال كانت هذه الحرفة التقليدية شائعة بين سكان القرية الذين يفخرون بمنتجات بلدتهم.
لكن الصراعات العديدة، التي شهدها لبنان على مر الزمن، بما في ذلك الحرب الأهلية عام 1975 وما تلاها من صراعات مع إسرائيل في الجنوب ثم الانزلاق إلى اضطرابات اقتصادية، تركت أثرها على راشيا الفخار وحرفتها الشهيرة.
يقول صانع الفخار وسيم خليل «نحن هون براشيا ضيعة قروية تتميز وتمتاز بصناعة الفخار أبا عن جد منذ مئات السنين، ما بنعرف يمكن آلاف السنين، بس وصلنا لمرحلة خلال الأحداث اللي مرت من 30 سنة أو 35 سنة لليوم بلشت تتراجع أو تنقرض، في الستينيات كان فيه 80 معمل بهذه الضيعة، معامل قائمة وتعمل بشكل كميات كبيرة وكل التصريف وكل الإنتاج كان يتصرف بالجنوب بجبل عامل نوصل للدامور والبقاع».
ويوضح خليل أنه لم يعد أحد في القرية يعمل بالفخار الآن، سوى ثلاث ورش تقريبا، قائلا «نحن آخر معلمين أنا واتنين بالضيعة ياللي بعدنا بنشتغل فخار برغم كل هذه الظروف الصعبة اللي عم نمرق فيها والأزمات الاقتصادية أول شي، لتستمر بهيدي المهنة بدك ماديات، بدك دعم».
ومع ذلك يصر على الحفاظ على هذه الحرفة حية، ويستخدم حتى الآن الطرق التقليدية في صنع الفخار على الرغم من التحديات.
وتستخدم المنتجات الفخارية بشكل أساسي في المطبخ وتشمل أوعية للماء والزيت والمنتجات الغذائية. ويستخدمها البعض كآنية للطهي.
وفي ما يتعلق بتسويق هذه المنتجات فيما مضى قال صانع الفخار أديب الغريب «فيه عندنا يومين كان يجي كذا شاحنة يحملوا فخار يروحوا لحدود مصر، على فلسطين، ما خلوا ضيعة بفلسطين إلا ما ياخدولها فخار، وما بقى ســـوق بالخالصة يعني سوق شعبي».