لكن بغض النظر عن كل هذه الضوضاء، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان المطلوب اليوم انتخاب رئيس للجمهورية، والمطلوب ايضا “خيار ثالث” باتت الخماسية الدولية بكل افرادها مجمعة عليه. بعد ان رفعت قطر لواءه، ويجول احد موفديها على القوى السياسية المحلية ليجس نبضها حيال توجّه كهذا، أعلنت فرنسا اخيرا في الساعات الماضية، انضمامَها بوضوح الى شركائها في الخماسية، الداعمين لهذا الطرح، طاوية في شكل نهائي، صفحة المقايضة بين رئاسة اولى لـ8 آذار ورئاسة مجلس وزراء للفريق الآخر. وقد قالها موفدها الى لبنان جان ايف لودريان بشكل حاسم: ندعو المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث” لحلّ أزمة الرئاسة، مضيفا في مقابلة مع وكالة” فرانس برس “: من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث”، لافتاً إلى أن” الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني “منزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان”.
انطلاقا من هنا، فإن كل الضجة المثارة حول الحوار وجدواه لا معنى لها، تتابع المصادر، وهي لـ”تضييع الشنكاش” كما يقال في العامية، وتخلط الحابل بالنابل مُضيّعة المسؤولية الفعلية عن استمرار الفراغ.
فبحسب المصادر، المسؤول عن الشغور هو مَن يتمسّك بالرئيس “الطرف”، اي حزب الله وحركة امل. فهما حتى الساعة، يعلنان ان مرشحهما هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وأن لا خطة بديلة “plan B” كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحرف، من فرنجية، حتى اللحظة.
عليه، تقول المصادر، فإن مكمن العلة هو هنا، في تشدد “الثنائي”، الذي في موقفه هذا، لا يقف فقط في وجه القوى السياسية الاخرى في البلاد، بل في وجه الخماسية الدولية كاملة، التي باتت على “قلب” واحد، داعمة لمرشح لا يستفز احدا.
بعد سرد كل هذه المعطيات، تقول المصادر: فليعلن الحزب والحركة على الملأ، تخلّيهما عن مرشحهما، وليبديا استعدادا علنيا لدعم مرشح ثالث، تماما كما فعل المعارضون، وبعدها لكل حادث حديث، وبعدها فلنتحدث عن حوار وغير حوار. اما تصويب البعض على المعارضة قبل ان يتخلى الحزب عن فرنجية ففيه ظلمٌ وأن يتوقّع احد ان يجلس المعارضون “مجانا” مع الثنائي الذي لم يتنازل قيد انملة رئاسيا بعد، والذي لم يلتزم يوما بمقررات طاولات الحوار، فهو وواهم، تختم المصادر.