صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

في أسبوع الآلام نزلوا الى الطرقات و رفعوا صلبانهم … المجتمع المسيحي في لبنان يغلي …

بقلم : شربل نوح - لم يكن أسبوع الآلام هذه السنة في لبنان كباقي السنين و لم يمر كما مرّ هذا التقليد على مدار الأيام مروراً عادياً بمجرد احتفالات دينية تقليدية ككل سنة …

هي انتفاضة مسيحية شاملة من أقصى الشمال الى الجنوب و استعراض قوة ناعم لمسيحيي لبنان و الأهم جرس إنذار للأقربين و الأبعدين لما هو مقبل عليه لبنان و مسيحييه .

من رأى الحشود الغفيرة التي غصت بها الطرقات و الشوارع في ذكرى صلب سيدنا يسوع المسيح و من نظر جيداً الى الشعارات المرفوعة على القمصان و السوداء و الصلبان لا بد له أن يتوقف مليّاً عند هذا المشهد ..

نتيجة واحدة يمكن الخروج بها من تلك الحشود و هي أن المجتمع المسيحي في لبنان يغلي و قد كفر بكل شيء و ندم على إنشائه ما عرف بلبنان الكبير لأن هذا اللبنان بالتحديد دمّر حضوره في أرضه و هجّر أبناءه منها الى أراضي الله الواسعة .

ربما لم يتوقع مسيحيو لبنان أن يأتي يوم و يخرج من رحبوا بهم في الوطن الذي أنشأوه و يوزّع عليهم الشهادات بالوطنية و الإنتماء كمن يزايد على الأب في حبّ أبناءه ، و ربما لم يتوقعوا أن يستمر رفض من يفترض بهم أن يكونوا شركاء في الوطن لهذا الكيان بعد كل تلك السنوات و إلا فما هو تفسير تماهي هؤلاء الدائم مع كل الحركات التي ظهرت منذ نشوء لبنان الكبير تقريباً و حتى يومنا هذا و تفضيلهم مصلحتها على مصالح من يفترض أنه وطنهم و يحملون هويته …

ما جرى في أسبوع الآلام هذه السنة هو إنذار عام و شامل أطلقه مسيحيوا لبنان لجميع المعنيبن في الداخل و الخارج من عرب و غير عرب بأنهم لن يتحملوا صفقة أخرى شبيهة بما حدث بعد اتفاق الطائف و بأنهم لن يسكتوا هذه المرة عن تسليم لبنان لأيٍ كان و خياراتهم البديلة جاهزة و كثيرة و على رأسها الإنفصال عن بقية المكونات و قد رأينا الأصوات تعلو في الآونة الأخيرة مطالبة و علناً بالإنفصال عن الجميع .

لقد كفر مسيحيوا لبنان بما سمي التعايش و ندموا على توسيع جبل لبنان و استدعاء مكونات أخرى اليه ، لقد كفروا بدولتهم التي تجبي الضرائب منهم حصراً و تقدم الخدمات لطوائف أخرى على حسابهم و من جيوبهم كأنهم أهل ذمة في أرض أجدادهم يدفعون الجزية صاغرين ساكتين .. لقد كفروا بسياسة الصيف و الشتاء تحت السقف الواحد و بتطبيق القوانين بطريقة استنسابية عليهم دون سواهم .

ما جرى في أسبوع الآلام يجب أن يكون جرس إنذار للجميع علّهم يستدركون ما يمكن استدراكه قبل فوات الأوان ، فلا عنجهية البعض ستنفع مع مؤسسي الكيان و من يقول لهم إرحلوا من هنا سيجيبونه من الآن و صاعداً و ببساطة ( نحن استضفناك في أرضنا ووطنا الذي أنشأناه و عليك أنت الرحيل لا دعوة رب المنزل للخروج من بيته ) و لا محاولة استرضائهم ببعض المكاسب الآنية أو استعطافهم بشعارات بالية كالوحدة الوطنية و غيرها ستقنعهم بعد الآن .

الأكيد أن مسيحيي لبنان لن يسكتوا عن أي شيء بعد اليوم و لن يمر أي كلام بحقهم مرور الكرام و الأهم لن يقبلوا بأي صفقة تلغي حضورهم الحرّ و الفاعل في أرض الآباء و الأجداد مهما كلّف ذلك و مهما كان الثمن .

أخيراً ، على الجميع التبحّر و بعمق كيف أحيا المسيحيون الجمعة العظيمة هذه السنة و استخلاص العبر ، عليهم مشاهدتهم ينزلون بكثافة الى الطرقات و الأزقة و الأحياء و يرفعون صلبانهم !! المجتمع المسيحي في لبنان يغلي و هو كفر حقاً بالعيش مع الآخرين فلا تجروهم الى ما لا يريدونه و ما لم يرده أسلافهم مؤسسي الكيان عندما أنشأوه !!!

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading