تستضيف أميركا النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026 بالمشاركة مع الجارتين كندا والمكسيك، التي ستكون أول نسخة موسعة من البطولة الأهم في عالم اللعبة بمشاركة 48 منتخباً.
وأقيمت نهائيات المونديال في النسخ السبع الماضية وتحديداً منذ بطولة فرنسا 1998 بمشاركة 32 منتخباً، لكن هذه الصيغة في التنافس أسدل الستار عليها بنهاية النسخة الماضية التي استضافتها قطر بين الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) والـ18 من ديسمبر (كانون الأول) 2022.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في الأول من يونيو (حزيران) 2022 المدن الـ16 المستضيفة لمباريات المونديال المقبل، إذ جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام جغرافية (شرقية – مركزية – غربية)، وحصلت أميركا على نصيب الأسد بالمشاركة بـ11 مدينة، هي نيويورك ودالاس وكانساس سيتي وهيوستن وأتلانتا ولوس أنجليس وفيلادلفيا وسياتل وسانتا كلارا في منطقة خليج سان فرانسيسكو وبوسطن وميامي.
وكشفت تقارير صحافية بريطانية عن أن هناك مخاوف لدى مسؤولي الإدارة الأميركية من نهج دخول الجماهير العالمية إلى البلاد لحضور المباريات التي ارتفع عددها إلى 104 بدلاً من 64 في النسخة الماضية.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير لها أن البيت الأبيض سيشكل مجموعة متخصصة من المسؤولين في العاصمة الأميركية لوضع مخطط عملي يتيح تسهيل دخول بعثات المنتخبات والجماهير، بشرط ضمان عدم حدوث فوضى في منح التأشيرات، وكذلك مواجهة أية محاولات للهجرة غير الشرعية.
وقال التقرير إنه على رغم حقيقة أن البطولة لن تنطلق قبل نحو ثلاث سنوات، لكن تحرك مسؤولو الإدارة الأميركية الآن لمحاولة إنشاء نظام يسمح للمشاركين في البطولة بالسفر من دون مشكلات.
وما يزيد من صعوبة الأمر أن بعض مباريات في البطولة ستقام خارج الحدود الأميركية، وتحديداً في مدن مكسيكو سيتي ومونتيري وغوادالاخارا بالمكسيك وفانكوفر وتورونتو في كندا، مما سيضطر بعض الجماهير للسفر من أميركا وإليها مرات عدة.
ويعمل مسؤولو “فيفا” مع الإدارة الأميركية على تسهيل بروتوكولات المرور إلى البلاد، إذ إن الحصول على تأشيرة دخول أميركا في الأوقات العادية تعد عملية صعبة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً.
ويسعى “فيفا” لتجنب أي سيناريوهات قد تضر بنظام البطولة مثل فشل بعض اللاعبين المنضمين للمنتخبات المتأهلة للنهائيات في تحقيق متطلبات دخول أميركا، التي يكون من بينها أحياناً الخضوع لمقابلات مع موظفين في السفارات الأميركية.
ومن بين الملفات الشائكة التي سيتم العمل عليها هو أسلوب التعامل مع أولئك الذين لديهم سجلات جنائية أو من يرغبون في دخول أميركا بشكل غير قانوني بهدف الهجرة غير الشرعية ،وقد يستخدمون حجة حضور فعاليات كأس العالم كفرصة للقيام بذلك.
وكانت روسيا التي استضافت نهائيات كأس العالم عام 2018 منحت من اشتروا تذاكر المباريات “بطاقة هوية مشجع”، التي كانت بمثابة تأشيرة دخول وخروج متعددة من روسيا وإليها.
ولجأت قطر إلى نظام مشابه لتأمين دخول الجماهير العالمية إلى أراضيها في نهاية العام الماضي، حين أطلقت بطاقة “هيا” كتأشيرة بديلة عن النظام العادي، وكانت تسمح بدخول متعدد إلى قطر في الفترة الممتدة من الأول من نوفمبر إلى الـ23 من ديسمبر، وجرى التقدم لإصدارها عبر الإنترنت.
وأفاد التقرير البريطاني بأنه من بين المقترحات التي نوقشت في جلسات الإدارة الأميركية هو إصدار تأشيرة مخصصة للبطولة تمتد لفترة النهائيات فقط، ومع ذلك فإن هذا الاقتراح غير مرجح إلى حد كبير نظراً لأنه سيتطلب إجراء تشريعياً.