فأجابه الوالد: “وهل ستعوض عليَ ثمن الحلوى التي وزعتها بغبطة يوم مولدك؟ هل ستعوض عليَ ثمن اول هدية احضرتها لك؟ هل ستعوض عليَ كل ما حرمت نفسي منه لاوأمن لك أبسط حاجاتك ومتطلباتك؟ هل ستعوض عليَ الليالي التي سهرتها أصلي لنجاحك؟ هل ستعوض عليَ الدموع التي ذرفتها فوق رأسك عند أول دخول لك الى المستشفى؟
هل ستعوض عليَ إتصالات ومشاوير البحث عنك في ساعة القلق والشدة وبعد انصاف الليالي؟ هل ستعوض عليَ المشادات التي دخلت فيها لإدافع عنك وعن هفواتك؟
هل ستعوض عليَ الغصات التي كانت تنتابني وانا اودعك في صالات المطار؟ هل ستعوض عليَ تفقدي الليلي المتواصل لمخدعك ليتأكد قلبي انك عدت سالماً الى البيت؟ هل ستعوض عليَ الذل والقهر الذين تعرضت لهم لأضمن لك حياة كريمة؟ هل ستعوض عليَ النكسات التي كان تختلج قلبي عند كل انكسار تشعر به؟
هل ستعوض عليَ سنيني في السفر والغربة لِأضمن لك ما وصلت اليه اليوم….”
“عذراً يا ولدي، فتعويضي في أخر سنيني هو بأن اراك سليماً معافى، محلقاً بشهاداتك ومستقبلك، رائداً في طموحاتك، وأن لا تنسى يوماً ان شخص ما في توالي مراحل نموك، أفنى عمره ليراك ناجحاً سعيداً وبأبهى أحوالك.