وقال لودريان، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بعد 3 أشهر من بدء مهمته بشأن لبنان: «من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين، وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث».
ونبّه إلى أن «المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد»، بعد نحو عام من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشل البرلمان في انتخاب بديل، في خضمّ انهيار اقتصادي متماد منذ 4 أعوام.
وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب، وأوضح لودريان أنه «ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح».
ويواصل حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز في البلاد، وحلفاؤه دعم ترشيح فرنجية، فيما صوّتت أكثرية خلال الجلسة النيابية الأخيرة للوزير السابق والمسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور.
ومع اصطدام المساعي بحائط مسدود، يتردّد أخيراً، بوتيرة متزايدة، اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، كمرشح بديل غير محسوب مباشرة على أيّ فريق سياسي. وكان عون في عداد شخصيات عدة التقاها مسؤولون محليون وأجانب، بينهم لودريان.
وفي تصريحات لصحيفة لوريان لوجور اللبنانية الناطقة بالفرنسية، أكد لودريان أنه مستعد للعودة إلى لبنان وعقد لقاءات ثنائية مع الكتل النيابية في قصر الصنوبر، مشدداً على ضرورة عقد جلسات حوار أو ورشة عمل في المجلس النيابي بين مختلف القوى، ومعبّراً عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى تسوية من الآن وحتى فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة. ولا تخفي المعطيات أن لودريان يتوقع إمكانية الاتفاق على عون.
في هذا السياق، جاء تجميد رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحوارية بانتظار ما ستسفر عنه زيارة لودريان، وفي ظل رفض القوى المسيحية المشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس.
يأتي ذلك، فيما واصل الموفد القطري جاسم آل ثاني جولته على مختلف المسؤولين، في إطار الجولة الاستطلاعية التي يجريها للبحث في إمكانية الوصول إلى تسوية سياسية في المرحلة المقبلة، وبناء على نتائج جولته سيتحدد ما إذا كانت قطر ستتقدم بمبادرة، أم أن الفرنسيين سيستمرون بتحركاتهم. وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل شكّكا في إمكانية أن تنجح التحركات القطرية، متهمين الثنائي الشيعي بالتمسك بفرنجية.
في سياق آخر، وبعد 5 أيام على إطلاق النار على السفارة الأميركية في شمال شرق بيروت، أعلنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي توقيف مطلق النار، مضيفة أنه شاب من مواليد عام 1997. وبحسب ما تفيد الرواية الأمنية، فإن الموقوف الذي يعمل سائق توصيل أقدم على إطلاق النار، بعد خلاف حصل بينه وبين حرس السفارة قبل فترة. وتضاربت ردود الفعل حول هذه الرواية بين من اعتبر أنها ترخي بعض الارتياح في الأوساط اللبنانية، لا سيما من خلال إظهار أن الاعتداء لم تكن له أي خلفية سياسية، وأن الموقوف لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، ولا علاقة له بحزب الله، وبين من اعتبر أن رواية الهجوم الشخصي مثيرة للسخرية، ومحاولة للتغطية على ما حمله الاعتداء من رسائل سياسية.