صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

غالبية من اللبنانيين لا يوافقون على تلازم المسارين بين غزة ووطنهم

بقلم : ناصر زيدان - تعاطى اللبنانيون بعاطفة وطنية مع الجنوبيين، وهم يقدرون التضحيات في ميدان المواجهة مع العدو الاسرائيلي، ولكن الغالبية منهم لا تؤيد تلازم المسارات بين ما يجري في لبنان وجنوبه وبين الحرب الضروس التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، برغم أن لبنان بكل فئاته يؤيد نضال الشعب الفلسطيني، ويتضامن مع قضيته العادلة، ويتألم المواطنون فيه لما يجري من ظلم وعدوان بحق أشقائهم في غزة والضفة وغيرهما.

ورفض قوى لبنانية متعددة لربط الوضع في لبنان بالوضع في قطاع غزة، لا يخفي تهربا من دفع فاتورة التضامن العربي على الإطلاق، بل ينطلق من واقعية تفرضها المعطيات المتعددة التي تحيط بلبنان من مختلف الجوانب، ومنها كون البلاد تعاني من انهيار مالي واقتصادي، ومن فراغ يطول موقع رئاسة الجمهورية ومؤسسات عامة دستورية وإدارية وأمنية وقضائية أخرى، وهذا الفراغ يؤدي مع الوقت إلى ترهل مخيف في أداء أجهزة الدولة، مما قد يسبب تسلل الفوضى إلى الحياة اللبنانية بمختلف أوجهها.

بعض الأحزاب والتيارات تعلن جهارا معارضتها لسياسة حزب الله في جر لبنان إلى حرب مرتبطة كليا أو جزئيا بحسابات إقليمية وبتحالفات خارجية، أو بما يطلق عليه الحزب وحلفاؤه «بوحدة الساحات» والبعض الآخر من القوى اللبنانية لا يساجل الحزب علنا في هذا الموضوع، لكنهم لا يوافقون على سياسته التي لا تعطي اهتماما كافيا للتضامن الوطني الذي يفرض عدم جر البلاد إلى حرب يتأذى منها اللبنانيون جميعا، بينما يقرر خوضها طرف واحد منهم، برغم أن هذا الطرف يضحي بخيرة شبابه وتتضرر بيئته الحاضنة أكثر من غيرها من وحشية العدوان.

وموقف حزب الله من خوض الحرب بالتلازم مع العدوان على غزة ليس سرا او ناتج عن تحليل للمعطيات، بل هو موقف معلن ببياناته وبخطابات أمينه العام، والسيد نصر الله لا يخفي هذا الواقع، برغم أنه متفائل بتحقيق نصر يستفيد منه اللبنانيون والفلسطينيون على السواء، ولم يتناول نصرالله علنا كيفية توفير مقومات الصمود للبنانيين، ولا طريقة احتواء المآسي الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية المدمرة والبالغة العنف، والتي طالت ما يزيد على 3000 منزل بتدمير كلي او جزئي حتى الآن، ناهيك عن الخسائر في الأرواح وفي المنشآت العامة.

الموفدون الدوليون الذين يزورون لبنان، وآخرهم المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين ومدير المخابرات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنير، ينقلون تحذيرات من مغبة تفاقم الأعمال العسكرية في الجنوب، وأن هذه الأعمال لن تبقى محصورة في الجنوب، وهوكشتاين هدد المسؤولين من أن الأعمال العدوانية الإسرائيلية قد تطال كل شيء، بينما نقلت أوساط متابعة لزيارة ليرنير أنها حملت رسائل تنبيه، وهو اطلع على حاجات الجيش وقوى الأمن الداخلي. ورغم أن التباين واضح بين الرؤية الأميركية التي تريد تحقيق تفاهم ثنائي جديد في الجنوب يضمن أمن المستوطنين في شمال إسرائيل، وبين الرؤية الفرنسية التي تركز على تنفيذ مندرجات القرار الأممي 1701، إلا أن منسوب التحذيرات من نتائج الحرب لا يختلف لدى الطرفين.

لا يوجد أي حليف مسيحي معلن لحزب الله حاليا، كما أن الأجواء في الشارع الإسلامي والوطني ليست مؤيدة لرؤيته حول تلازم المسارين بين غزة ولبنان، وغالبية الرأي العام تعتبر أن ادخال لبنان في هذا الجو الأمني البالغ الخطورة يهدد حياة كل اللبنانيين، وهو ينعكس سلبا على الساحة الداخلية.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وتقول مصادر متابعة لما يجري: أن هناك مخاوف جدية من أن يتحول الاعتراض على «تلازم المسارين» إلى تحركات ميدانية تهدد الاستقرار في لبنان.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading