مع انتهاء عملية «المسح السياسي» التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمواقف الفرقاء السياسيين والدينيين والعسكريين اللبنانيين، من الملف الرئاسي وأي رئيس يفترض ان يكون للبنان، ومغادرته الى باريس تحول اهتمام اللبنانيين إلى متى يعود لودريان وماذا سيكون في جعبته من حلول؟.
ومعروف ان الموفد الرئاسي الفرنسي سيعود إلى بيروت، منتصف شهر يوليو لجولة مسح جديدة شاملة، إما بمسار يتضمن اسما جامعا للحل، على غرار «اتفاق الدوحة» الذي أتى بقائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وإما العمل على كتلة انقاذ واتفاق مرحلي، مع التزام كل القوى بهذه الخطة، وفق معلومات النائب سيمون ابي رميا، عضو «تكتل لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل.
لكن المصادر المتابعة تربط عودة لودريان بما سيتوصل إليه الرجل مع أعضاء «اللقاء الخماسي» الدولي الذي يضم: السعودية، مصر، قطر، الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، ومن ثم مع إيران، وهذا ما يوحي بأن الأزمة ستمتد إلى الخريف.
وحول شروط الرئيس نبيه بري لتعيين جلسة انتخاب جديدة، يقول النائب قاسم هاشم، عضو «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، إن الأخير «سيدعو الى جلسة انتخاب رئاسية عندما يرى أن الظروف تسمح بعقد جلسة انتخاب جدية»، لافتا الى أن «ما نقل عن الموفد الفرنسي يفيد بأننا امام مرحلة جديدة تتطلب آلية جديدة».
وتقدير هذه الظروف عائد للرئيس بري بالطبع، ومن هنا كانت دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي من طرابلس حيث كان في زيارة رعوية الى السياسيين اللبنانيين «الذين فقدوا ضمائرهم وانتهكوا بشكل سافر الرحمة ومقتضياتها تجاه المواطنين، وقد اوصلوا الدولة الى التفكك، والشعب الى العوز والحرمان، ومازال معطلو جلسات مجلس النواب يمضون في ذلك».
وأعلن الراعي شجبه وإدانته هذا التصرف الهدام للبنان ومؤسساته واقتصاده وماله العام، فليتفضلوا وينتخبوا رئيسا. وفي حراش (كسروان)، كرر البطريرك الراعي، في عظة الأحد أمس، ما قاله في طرابلس.
راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف رحب بالبطريرك والحضور، وتحدث عن العيش الإسلامي ـ المسيحي المشترك في عاصمة الشمال، آملا ان تكون زيارة الراعي «التالية الى قصر بعبدا لتهنئة الرئيس الجديد»، لافتا الى ان ثمة فريقا «يريد تعيين وفرض أحد المرشحين على اللبنانيين، لكنهم لن يستطيعوا فرضه علينا».
من الواضح ان مطران طرابلس يقصد رئيس «تيار المردة» المرشح سليمان فرنجية، في وقت تؤكد فيه مصادر «التيار الوطني الحر» ان الموفد الفرنسي لودريان انطلق، في جولته اللبنانية الأخيرة من الصفر، أي انه تجاوز المبادرة الفرنسية القديمة التي كانت ترفع راية سليمان فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، بدليل لقائه سفراء دول «اللقاء الخماسي» في لبنان والتنسيق معهم، وأخيرا تأكيده في بيان مكتوب، العمل على حل توافقي وفعال، ما يعني اختيار رئيس قادر على تحقيق الاصلاحات الضرورية وفي أسرع وقت.
«حزب الله» ما زال على خطابه السياسي المؤيد لفرنجية والداعم للحوار، مع تحميل المعارضة وزر الشغور الرئاسي القائم!.
وفي هذا السياق، اعتبر النائب إبراهيم الموسوي، عضو «كتلة الوفاء للمقاومة»، أن «الطرف الآخر ليس لديه مرشح حقيقي نهائي، وهم اعترفوا بأنفسهم أن هدفهم هو إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية لكنهم فوجئوا في الجلسة الأخيرة بعدد الأصوات».