الأولى هي الحكم على الإعلامية ديما صادق في دعوى النائب جبران باسيل ضدها و هذا الموضوع لن نتكلم به لأنه موضوع قضائي و يبت بالقضاء لا على وسائل الإعلام و ان كان من حكم جائر فهناك سبل قانونية أخرى لإصلاحه ..
الموضوع الثاني هو الإشكال الذي حصل في حلقة صار الوقت الأخيرة و التضارب بين الصحافي سيمون أبو فاضل و الوزير السابق وئام وهاب و ما نتج عنه من ردود أفعال و استغلال له في بعض الأحيان .
لن نحكي عن الإشكال بحد داته لأن الجميع استفاض بالكلام عنه و هو واضح أصلاً ، سنتكلم في مقالنا عن فئة محددة ظهرت منذ فترة في لبنان و هي تلك الفئة التي تعتبر نفسها على الحياد و تعمل على تعميم الأمور دائماً فتأخذ “الصالح بعزا الطالح” كما يقول المثل الشعبي عندنا .
هذه الفئة تحديداً التي تعتمد المراوغة و الوصولية هي أكثر من يضر بلبنان و بالقضية اللبنانية في وقتنا الراهن و هي تخدم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الممانعين لأن أفعالها تصبّ دائماً في مصلحتهم و سنشرح ذلك .
في الحادثة التي حصلت ضمن برنامج صار الوقت و قبلها برامج أخرى كان واضحاً وضوح الشمس من بدأ بالإشكال و من تهجّم على من و بشكل عنيف و غير لائق فكيف أصبح الإشكال بنظر هؤلاء إشكال عادي ناتج عن احتقان سياسي في لبنان و الجميع يتحمل المسؤولية ؟ و لهؤلاء بعض الأسئلة !!
منذ نشوء الكيان و حتى اليوم متى لم يكن هناك احتقاناً سياسياً في لبنان ؟ الإحتقان السياسي أمر مشروع في كل المجتمعات التي تحترم حرية التعبير و الممارسة الديمقراطية و لبنان ما زال رغم كل سيئاته مجتمعا يتمتع بحد أدنى من الحريات العامة و الممارسة الديمقراطية .
كيف تسمحون لأنفسكم بمساواة المعتدي الذي لم يتحمل الرأي الآخر المختلف و عمد الى مهاجمته بعنف و خارج اللياقات مع المعتدى عليه الذي أتت ردة فعله في إطار الدفاع عن النفس لا أكثر و لا أقل ؟؟؟
من تخدمون عملياً عندما تحولون إشكال كهذا الى مشكلة عامة و تضفون عليها طابعاً مختلفاً عن حقيقتها التي رآها الجميع ؟ الا تخدمون الممانعين بذلك و لو بطريقة غير مباشرة ربما ؟؟
المشكلة الحقيقية في لبنان و بصراحة أن الممانعين تعودوا على الجبناء و المتلونين من أمثال هؤلاء الذين يستسلمون أمامهم لمجرد رفع الصوت بوجههم و الحقيقة أن الممانعين وصلوا لدرجة من الغرور دفعتهم لاعتبار حال كل الللبنانيين الآخرين كحال هؤلاء و بالتالي يستطيعون اسكاتهم بقوة “الهوبرة و الصوت العالي” و اكتشفوا و سيكتشفون تباعاً أنهم مخطئون جداً ، فليس الجميع في لبنان كمجموعات المتلونين و الاستغلاليين ، و لا يمكن اسكات الجميع بهذه الطريقة .
لهذه الفئة نقول : انتم و بتصرفاتكم الجبانة ” فرعنتم ” هؤلاء و وضعتموهم في المكان الذي هم فيه اليوم ، من تراجعاتكم الدائمة و تنازلاتكم التي دمرت مفاعيل ثورة الارز الى استسلامكم النهائي لهم و العودة الى الارتماء في أحضانهم صاغرين تخدمون مشروعهم بصمت كتلاميذ شطار في مدارس ديكتاتوريي هذه الأيام كي لا نقول شيئاً آخر .
ليس كل اللبنانيين مثلكم و تعميمكم لتضييع الحقيقة و تشويهها صارت واضحة أهدافه للجميع و تزوير الوقائع من خلال هذا التعميم صار واضح أيضاً ، لأنه و ببساطة هنالك شرفاء في لبنان لا يخافون لا الصوت العالي و لا الفجور و لا أي شيء آخر و هم مستمرون في مقاومتهم لمشروع تغيير الهوية اللبنانية مهما كانت الصعاب و حتما سينتصرون بنهاية المطاف كما حصل سابقا في ثورة الارز و لكن مع فارق واحد :
هذه المرة لن يستقبلونكم بالترحاب و يمسحون ذنوبكم و خطاياكم السابقة كما حصل في ١٤ اذار لا بل العكس سيتركونكم عند قارعة الطريق غرباء منبوذين لا دور لكم و لا مكان .