صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

عن قمة العرب و الأسد العائد و لبنان العليل …

بقلم : شربل نوح - بداية و كي لا يُفهم المقال بطريقة خاطئة ، نحن من أكثر و أكبر المؤيدين لثورة التطور الكبرى التي يقودها الأمير محمد بن سلمان و دولة الإمارات العربية المتحدة و قطر في عالمنا العربي و نقول هذا الكلام الصريح من منطلق الحريص و المحب و ليس من أي منطلق آخر …

اولا” :  نحن من الداعين الدائمين الى عدم تدخل أي لبناني في شؤون الدول الأخرى الداخلية و خاصة سوريا و من المطالبين الدائمين بالنأي بالنفس عن مشاكل الآخرين و اتخاذ سياسة الحياد الإيجابي طريقاً و منهجاً دائماً و ثابتاً في تعاطي لبنان مع كل دول العالم باستثناء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طبعاً الذي يحتم علينا ان نكون في خندق واحد مع محيطنا العربي و قضيته المركزية ( الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين) .

من هنا طالب كثر من اللبنانيين حزب الله و غيره بعدم الانغماس في الوحول السورية ، فما يجري هناك هو شأن سوري داخلي لا علاقة لنا به خاصة و اننا عانينا من التدخلات السورية المزمنة في شؤوننا الداخلية ما يحتم علينا عدم تكرار نفس الأمر بالنسبة لهم و عدم الدخول طرفاً في صراعاتهم ، فنحن كما ذكرنا لا علاقة لنا بما يجري عندهم و لسنا مع أي طرف في هذا الصراع و جل ما نتمناه ان تنتهي الحرب الأهلية السورية و تعود سوريا دولة مستقرة و آمنة .

نقول ذلك قبل الدخول في موضوع المقال لنوضح ان الهدف منه ليس ابداً التدخل في شؤون الدول الاخرى أو علاقاتهم فيما بينهم انما تسليط الضوء على ظلم غير مبرر تعرض و يتعرض له لبنان منذ فترة خاصة من بعض أشقائه العرب دون أي مبرر مقنع و منطقي .

الظلم الذي تعرض له اللبنانيون هو المعاقبة الجماعية لهم بسبب اخطاء اقترفها البعض من بينهم ، هذا البعض الذي يدرك الجميع ارتباطاته الإقليمية و يدرك الجميع أيضاً أن قراره الفعلي هو خارج الحدود اللبنانية و تحديداً عند من عمل العرب اليوم على إجراء المصالحات معهم .

فمثلاً وليس حصراً سنتكلم عن موضوع تهريب المخدرات من لبنان الى بلدان الخليج لتوضيح الصورة أكثر ، هذا الموضوع تحديداً الذي تسبب كما قيل بإيقاف تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية الى دول الخليج و خاصة المملكة العربية السعودية .

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

الم يكن العرب و المملكة يدركون مثلا اين تصنّع تلك المواد الممنوعة ؟ الا يعرفون أيضا أن الحدود اللبنانية مستباحة بالكامل و لا يملك اللبنانيون أي إمكانية لضبطها ؟ هم طبعاً يعرفون كل ذلك و أكبر دليل أن أحد ابرز شروطهم لمصالحة الأسد كانت ايقاف تصدير المواد الممنوعة الى بلدانهم ، فلماذا عاقبوا بالأساس اللبنانيين و هم يعرفون كل تلك الحقائق ؟ اليس ذلك تجنٍّ على لبنان و مساهمة في تدميره أكثر ؟

أضف الى كل ذلك و ان تناسينا ما حصل سابقاً ، هم اليوم تصالحوا مع النظام السوري و اتفقوا معه على موضوع المخدرات فلماذا يستمرون بسياستهم القديمة و بمنع تصدير البضائع اللبنانية الى بلدانهم ؟ الا اذا كان هناك سبب خفي لا ندركه نحن يدفعهم للمساهمة بتحطيم لبنان و يستعملون هذه الأمور ستاراً للتعمية على حقيقة مواقفهم لا سمح الله !!!

تكلمنا عن موضوع المخدرات سريعا ليفهم القارىء بعمق ما يجري ليس الا .. فالأمور لا تقف عند موضوع كهذا انما تتعداها الى ما هو أبعد ، من مطالبتهم اللبنانيين بمواجهة حزب الله وحيدين و تحميلهم مسؤولية أعماله الى التخلي عنهم تقريبا اليوم بعد أن ابرموا اتفاقهم مع ايران و تركهم لمصيرهم كما حصل عام ١٩٩٠ عندما شجعوهم على القبول باتفاق الطائف بضمانة منهم ثم عادوا و تنكروا لتعهداتهم و تركوهم لقمة سائغة لحافظ الأسد فنكل بهم و دمر كل القوى السيادية في لبنان على مرأى من العرب أجمعين و دون أن يرف لهم جفن أو يحركوا ساكنا ..

نتكلم اليوم في هذا الأمر لأن تجاربنا مرّة مع العرب منذ اتفاق القاهرة المشؤوم مروراً بانفجار الحرب الأهلية وصولاً الى حرب الخليج الأولى و تسليم لبنان  لحافظ الأسد و أعوانه الى الإنهيار التام هذه الأيام .

بالمناسبة من ساهم بتقوية نفوذ حزب الله و تجذّره في لبنان ؟ اليس العرب أنفسهم بدعمهم الكامل و الشامل للدولة التي نشأت بعد الطائف و التي ترعرع في كنفها هذا الحزب ؟ الم تُصرف المليارات وقتها على تلك الدولة الهجينة و استفاد منها حصراً الأسد و حزب الله على حساب لبنان و أين كان اللبنانيون السياديون ؟؟ اليس في المنافي و السجون؟؟ الإنهيار اليوم ليس وليد هذه اللحظة ، انه تراكم بدأ ربما منذ بداية الحرب و استفحل مع حكم الأسد للبنان برعاية العرب و أوصل الى هنا في زمن حزب الله و الشيعية السياسية فلما تحميل اللبنانيين السياديين المسؤولية و الطلب منهم ما ليس باستطاعتهم عمله ثم التخلي عنهم فجأة و تركهم لمصيرهم و قدرهم ؟؟

نعم أغلب العرب ساهموا بإيصال لبنان الى حيث وصل و هم من دعموا هذه المنظومة و أمدوها و على مراحل طويلة بكل مقومات وجودها و استمراريتها و هم من عادوا اليوم للتعامل معها و عادوا لسياستهم القديمة و المفضّلة و هي التخلي عن الوطنيين اللبنانيين و من هنا لا يمكن لوم هؤلاء و محاسبتهم على حذرهم من المشاريع العربية لأن حذرهم مشروع و التجارب المرة مع بعض العرب تحديداً لا تترك لهم أي إمكانية لعدم الشك بنواياهم و اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة كي لا يذهبوا فرق عملة كما حصل سابقا في التسويات القادمة .

المعروف عن بعض العرب تاريخيا و للأسف انهم يتخلون عن حلفائهم بسهولة و المعروف عنهم أنهم لا يواجهون و ان حصل و واجهوا لا يستمرون بالمواجهة أو يكملونها حتى النهاية انما يستسلمون في منتصف الطريق و هذا ما يبدو انه حاصل اليوم أيضا مع اننا تأملنا خيراً بالقيادات الشابة التي تسلمت دفة الأمور في بلدانهم و التي انجزت الكثير في النواحي الاقتصادية و التطويرية لتلك البلدان ، لكن الظاهر أن سياستهم هذه هي من الثوابت لديهم و التي لا يمكن ان تتغير و علينا كلبنانيبن سياديين ان نحمي انفسنا من تلك السياسة وبالتالي تعديل استراتيجياتنا و ربما البحث عن اصدقاء بين العرب اكثر صدقاً و التزاماً من اصدقائنا الحاليين ان اضطررنا الى ذلك .

انظروا الى إيران كيف تحمي حلفائها و تضمن لهم وجودهم و استمراريتهم في أي اتفاق و انظروا الى بعض أو اغلب العرب كيف تخلوا عن الشعب السوري و عن حلفاء آخرين بلحظة واحدة و دون سابق انذار لتعرفوا الفرق و لتفهموا سبب تفوق ايران عليهم في المنطقة و لتأخذوا حذركم من مشاريع بعضهم من الآن فصاعداً …

كنا نتمنى ان لا يعود العرب الى سياساتهم القديمة و أن نترافق معهم على دروب تطوير منطقتنا و تحسين حياة شعوبها فنحن كنا السباقين الى ذلك تاريخيا , لكن الواضح انهم تركونا في منتصف الطريق و أكملوا الدرب وحدهم يا للأسف .. نأمل أن تثبت الأيام عكس ذلك لأننا و رغم كل شيء لا نريد أن نعيش بعزلة دائمة عن محيطنا و نطمح لأن نظل جزءا دائما منه…

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading