صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

عن الوراثة السياسية في لبنان و بعض المنتقدين من الطامحين الصغار !!

بقلم : شربل نوح - نستمع أحياناً لبعض المستجدين في الحياة السياسية اللبنانية فنظن للحظة أننا نعيش في سويسرا أو السويد و ليس في لبنان خاصة عندما يتكلم بعض هؤلاء في مواضيع كالوراثة السياسية فمن هم هم هؤلاء و لما تركيزهم الدائم على موضوع كهذا ؟؟

إن تمعنّا قليلاً في أغلب تلك الحركات “الهجينة” التي نشأت خاصة بعد انتفاضة ١٧ تشرين لوجدنا و سريعاً أن أغلب مؤسسيها هم من الحزبيين السابقين أو من المؤيدين السابقين لتلك الأحزاب و الزعامات و هم ينقسمون الى ثلاث مجموعات :

المجموعة الأولى و هي الأكبر هم مجموعة الوصوليين و المتسلقين و الذين دخلوا بالأساس الى أحزابهم السابقة ليحققوا طموحات شخصية و خاصة لا لخدمة قضية و أهداف و هؤلاء انفسهم هم من سايروا الوصاية في الزمن الأسود عندما كان إخوة لهم يقاومونها ليعودوا بعد ثورة الأرز و يدخلوا الى الأحزاب السيادية متسلقين على ظهر المقاومين الفعليين و هنا تلام تلك الأحزاب لأنها سمحت لهم بذلك إما لسبب مادي أو لأي سبب آنيٍّ آخر وقتها ( كمحاولة توسيع قواعدها أو استخدامهم بوجه أخصامها الخ … ) و هؤلاء هم أنفسهم من عادوا و انقلبوا على هذه الأحزاب عندما لم يصلوا الى المناصب التي كانوا يطمحون اليها في الداخل و التحقوا ب ١٧ تشرين و انشأوا حركاتهم الهجينة التي تنظّر صبحا و مساء علينا اليوم .

مجموعة ثانية من هؤلاء هي مجموعة المثاليين المقتنعين بما يقولونه و هؤلاء هم صادقين مع انفسهم و منسجمين مع قناعاتهم لكنهم يعيشون في عالمهم الخاص المنفصل عن الواقع و الرافض الاعتراف بالحقيقة القبلية العامة للمجتمع اللبناني و هؤلاء لن يستطيعوا أبداً التوسّع و اكتساب ارضية جديدة انما سيبقون أحزاب صالونات و نخب مثقفة بعيدة جداً عن التكيّف مع المجتمع اللبناني و طبيعته .

المجموعة الأخيرة هي بعض الخارجين من الاحزاب المسيحية تحديداً ، كلّ لسبب مختلف ، فمنهم من ظلموا من أحزابهم لتراكمات شخصية معينة و خلافات خاصة مع بعض مسؤولي تلك الأحزاب و قرروا تصفية حساباتهم معها و منهم من رأوا بعض المتسلقين من الذين الذين ذكرناهم سابقاً يدخلون الى أحزابهم التي ناضلوا فيها و يتخطونهم في المراكز القيادية للأسباب المعروفة ، و منهم من اعتبروا ان احزابهم تخلّت عن مشاريعها الأساسية و انتقلت الى مشاريع أخرى كبعض الفدراليين اليوم الذين خرجوا من رحم القوات و غادروها لهذا السبب بالتحديد و هذا حقّهم .

جامع مشترك واحد وحيد بين كل هؤلاء هو التصويب على مجموعاتهم و أحزابهم القديمة من باب واحد و هو غياب الديمقراطية و التوريث السياسي داخلها و الذي هو بالمبدأ ظاهرة غير صحية و لكن في لبنان انقلب الى ظاهرة أمنت صمود و استمرار بعض المؤسسات التي خدمت المجتمع في ظروف حالكة ، فلماذا تقوم تلك الحركات على أمر واحد فقط و هو التصويب على غياب الديمقراطية في الأحزب الحالية ؟

يعتقد بعض منظري هذه الحركات أن السبيل الوحيد للتوسع و جذب الناس اليهم هو التصويب على ما يعتبرونه نقطة ضعف الأحزاب الموجودة أي غياب الديمقراطية داخلها و من هذا الباب تحديدا يمكنهم جذب جيل معين اليهم و التوسع بالتالي لبناء قاعدة شعبية خاصة بهم .

الذي غاب عن بال تلك الحركات و منظريها او غيبوه عمداً لا ندري أن تلك الأحزاب قامت بالأساس على أشخاص و لم تقم على مشاريع انما المشاريع أتت لاحقا و الذي يغيب عن بال تلك الحركات أيضا أن المجتمع اللبناني يشبه كل مجتمعات دول العالم الثالث و هو مجتمع عاطفي يتأثر بالأشخاص لا المشاريع و هو بالأساس قام و انتظم في بيئة استندت الى العائلات و البيوتات السياسية مما يعني أن هذا المجتمع هو من أفرز أحزاب كهذه لأنها تشبه طبيعته لا العكس و من هنا عليهم مهاجمة المجتمع لا الأحزاب التي أفرزها المجتمع و الدليل على ما نقول أن اغلب هذه الأحزاب عادت و حصلت على الأغلبية الشعبية في الانتخابات الأخيرة .

اذا و بالأساس المجتمع افرز أحزاباً كهذه لأنها تشبه طبيعته لا العكس ، كما افرز هذا المجتمع أيضاً سلطة سياسية تشبهه لا العكس و من هنا على الحركات المستجدة التركيز على المجتمع لمحاولة تغييره ان استطاعوا لا تسليط الأضواء على موضوع تفصيلي كالديمقراطية داخل الأحزاب لأسباب شعبوية و سلطوية خاصة بتلك المجموعات .

لنأخذ مثلاً بعض القواتيين السابقين ، الم يكن يدرك من دخلوا الى القوات سابقا ان سمير جعجع استمر في قيادة تلك المؤسسة منذ العام ١٩٨٦ ؟ و لماذا سكتوا عن ذلك عندما كانو في القوات ؟ الم يكن موضوع الديمقراطية في القوات مهم لهم عندما كانوا داخلها ؟ و هل أصبح موضوعاً أساسياً بالنسبة اليهم عندما خرجوا منها ؟ هل لأن البعض منهم لم يصل الى المراكز التي طمح اليها بدأ بالتصويب على حزبه السابق ؟ كنا لنصدقهم لو اعترضوا و هم في الداخل لا عندما خرجوا ، و ما نقوله عن هؤلاء ينطبق على كل الخارجين من الأحزاب الأخرى .

لا تصدقوا أي حركة منهم ، انهم و بأكثريتهم الساحقة مجموعات سلطوية و ديكتاتورية لا تحتمل الآخر المختلف أكثر من الأحزاب الموجودة ، هم اما منظرين يعيشون في عالمهم الخاص الخارج عن الواقع أو وصوليين و متسلقين يبحثون عن مراكز و مناصب و يستغلون الظروف و الأوضاع لتحقيق ذلك ، أو محبي ظهور لا هم لهم سوى التشدق بالكلام الجميل و التنظير من بعيد على الناس المتعبة .

من هو صادق كان عليه أن يكون منسجما مع نفسه من الأساس لا أن يصحو فجأة كما يدّعي ، فكل شيء كان ظاهراً أصلاً و من سكت عن مواضيع و عاد و انتقدها بعنف لاحقاً هو شخص مريب تحوم حوله الكثير من علامات الإستفهام و التساؤلات و كل تلك الحركات حالها هكذا كي لا نغش انفسنا خاصة بتركيزهم البغيض على أحزاب أخرى و التدخل في شؤونها الداخلية ، فلو كانوا صادقين كان عليهم الاهتمام بأنفسهم لا التلهي بانتقاد الأحزاب القديمة التي ستبقى طالما محازبيها راضين بواقعها ، فليحاولوا منافستها بمواضيع أخرى غير الهجوم الغبي عليها من هذا الباب الذي اصبح مبتذلاً و غير قابل للإستثمار و عندها نرى .

المُريح ان تلك الحركات لا تلقى صدى جدياً في الشارع خاصة بعدما كشفتهم الناس على حقيقتهم في مرحلة ما بعد الانتخابات الأخيرة و رأت بما لا يقبل الشك أنهم مجموعات من المتسلقين الطامحين لا أكثر و لا اقل ، البلد انهار و لا ينقصنا اليوم هؤلاء فما فينا يكفينا .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading