صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

عن ازدياد معدل الجريمة و التفلت الأمني المتصاعد … انها علامات السقوط الأخير .

بقلم : شربل نوح - شهد في الآونة الأخيرة ارتفاعاً مخيفاً في معدل الجريمة خاصة المجتمعية منها فلا يكاد يمرّ يوم الا و نسمع عن جريمة أو حالة انتحار حصلت في منطقة ما من لبنان .

أضف الى ذلك الحوادث الأمنية المشبوهة و المتنقلة التي تحدث من حين الى آخر و في مناطق مختلفة و بتواقيتت غير بريئة و ليس آخرها ما جرى في القرنة السوداء في الفترة الأخيرة ، فماذا يجري و الى ما ستؤدي هذه الحوادث المؤسفة ان استمرت على نحوٍ تصاعدي كما يحصل هذه الأيام ؟

بداية في الحوادث المجتمعية و الفردية هي تصنف بمعظمها ضمن حالة الجنون الجماعي التي تعيشها المجتمعات اللبنانية منذ بداية الأزمة الإقتصادية و حتى اليوم و هي ناتجة بشكل أساسي عن الضيقة المالية التي يمر بها الناس و انعدام الأفق لأي حلٍّ في المدى المنطور .

من حوادث الانتحار الى جرائم القتل الى حوادث الخطف و الإبتزاز الى السرقات المتزايدة ، كلها و بشكل أساسي نتيجة مباشرة لتصدّع البنيان المؤسساتي للدولة و اضمحلاله تدريجياً ما يترك المجتمع مكشوفاً و سائباً مما يثير الرعب في عقول الناس نتيجة عجزهم عن اجتراح الحلول و غياب الغطاء الآمن الذي يؤمنه وجود مؤسسات الدولة و حضورها للمجتمعات بشكل عام .

ننتقل الى الحوادث الأمنية المشبوهة و التي تهدف بشكل أساسي إضافة الى الغايات السياسية المبيتة لبعض المستفيدين منها ، تهدف بشكل أساسي الى إنهاك القوى الأمنية و إرباكها و زيادة الضغط عليها بإغراقها بكمية هائلة من الإشكالات المتفرقة و المتفلتة ، أولاً لضرب هيبة تلك الأجهزة مع ما تمثله من صورة الدولة القوية الممسكة بالأمن و ثانياً محاولة تحييد القوى و الأمنية و إرهاقها للحلول مكانها في وقت ما ، عند من يحضّرون لإقامة دولتهم البديلة في لبنان بعد القضاء النهائي على بقايا لبنان القديم .

إن خطر ما يجري في لبنان هذه الأيام هو بمدلولاته ، هي علامات التفكك النهائي و الإنهيار الكلي و الإنزلاق التام نحو المجهول المخيف ما لم بعمل أحد في وقت قريب على محاولة احتواء الجمود و الإستعصاء السياسي الحاصل قبل فوات الأوان ، ما يجري هو بمثابة بروفا مصغرة عن انفجار اجتماعي كبير سيأتي لا محالة إن لم يتم تدارك الأمور قبل حلول الكارثة .

نحن نعيش حالة من التحلل التدريجي للمجتمع و القيم و تخطٍّ مخيف لكل الحدود التي تلزِم نفسها بها المجتمعات المتحضرة ، يترافق ذلك مع مخططات جهنمية لجماعات و دول تريد الغاء الهوية اللبنانية المعروفة و استبدالها بكيان هجين لا يشبه لبنان و اللبنانيين بشيء ، لا بماضيهم و لا بحاضرهم و طبعاً لن يكون من مستقبل لهم فيه ان تغيرت هويته التاريخية و تحول الى شيء آخر مختلف .

فلنراجع تاريخ معظم البلدان التي حصلت فيها انفجارات اجتماعية و حروب و منها التاريخ اللبناني الحديث قبل اندلاع الحرب الأهلية المشؤومة , كلها بدأت بحوادث مشابهة لما يحصل عندنا هذه الأيام و كلها بدأت بتحلل الدولة و مؤسساتها نتيجة الازمات المتلاحقة المستعصية على الحلول , و نحن طبعا لن نشذ عن هذه القاعدة و ما تاريخ الحرب الاهلية اللبنانية القريب و ما سبقها من أحداث مؤسفة سوى أكبر دليل على ما نقول فهل نتعظ قبل فوات الأوان ؟

علينا جميعاً إدراك خطورة ما يجري و خطورة تصاعده التدريجي لأن نتائجه ستكون بأحسن الأحوال كارثية و مدمرة و ستؤدي بنهاية المطاف الى زوالنا كبلد عن خريطة العالم و تشريدنا لنصبح لاجئين مشتتين في أصقاع الأرض نبحث عن هوية مفقودة ووطن ضائع لن يعود .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading