مولانا، نحن نخسر الوطن وكل ما تبقى. بعد اليوم لا مكان للرمادية في قاموسنا، وأمام تضحيات رفاقنا تسقط المسايرة والممالقة والملاطفة.
في الواقع، يا مولانا، بفضل لاهوت وجودكم المقنع بالتقية إرتعدت عظام شهداء المقاومة اللبنانية الحقيقية في مثواها، ورقص ورثة السليماني على ضفاف انعدام الرؤية والافق في مجتمعنا. نحن، يا مولانا، رفاق الشهداء واولياء الدم واصحاب التضحيات. نحن من ساهمنا بإرساء مباديء القضية اللبنانية. نحن من حفرت الساحات والمتاريس اساطيرها على جباههم والصدور. نحن ابجدية المقاومة لكل إحتلال ولكل فاسد ولكل متلون. نحن من عشنا الاضطهاد وتركيب الملفات والتهجير وخسارة الرفاق متجمدين على طريق زحلة وعلى سفوح الجبال وحدود المواجهات. نحن شلوح الأرز التي عانقت أجنحة الحرية على حدود الكرامة والعنفوان. نحن لبيك لبنان ساعة دق الخطر على ابوابنا. نحن حاملوا إرث شارل مالك وكميل شمعون وشربل قسيس والبطرك حجولا والبطرك الحدشيتي والمقدم بنيامين وسعيد عقل وفؤاد إفرام البستاني ورئيس ال ١٠٤٥٢ كلم٢…
في هذه الايام القاحلة يا مولانا، لم يعد كل ما يلمع مقاومة، ومع سواد النفوس اضحت المقاومة عمالة وكثر المتملقون على عتبات الباب العالي. فالملالويون الذين لم يستطيعوا قضم كل الاراضي، بدؤوا بشراء الذمم وقضم الناس لتثبيت مشروعهم عبر امتدادات بشرية ولاهوتية تبيع وتشتري في سبيل منافع خاصة وغوغائية اعلامية شخصية. هم يدمرون تاريخ ابطال كنيستنا ونضال رموزها دون أن يقدروا فداحة افعالهم، فيما الكثر من بيئتنا يطبلون لهم دون ان يدركوا تبعات افعالهم الا بعد أن ترقص الافاعي في معاجن مخابزنا.
إن لم تدركوا دافع ردات فعلنا، وإن لم تروا بعد تسلل المرض الايراني الخبيث الى دهاليز قيمنا وديننا، وإن لم تحسوا بعد بعمق وجعنا، وإن لم تعوا ما انتم فاعلون، وإن لم تعرفوا سبب هجرة شبابنا، فتأكدوا اننا سنبكي مستقبلاً واياكم على خسارة وجودنا، وستستمر اجيالنا القادمة تصرخ الى ابد الابدين “يبقالنا وجودكم”.