في استعراض للقوة نظمت قوات الفجر- الجناح العسكري للجماعة الإسلامية (تنظيم الإخوان في لبنان)، عرضا عسكريا رفع منسوب الغضب في البلاد.
وخلال الاستعراض الذي نظم في عكار لدى وصول جثمان عنصري الحركة اللذين قتلا باستهداف سيارتهما منذ أيام بغارة إسرائيلية في البقاع الغربي جنوب لبنان، ظهر كوادر الحركة وهم يحملون الأسلحة الآلية وصواريخ أر بي جى وجالوا في الشوارع ملثمين، فيما أطلق عدد منهم النار بشكل عشوائي.
وخلال استقبال الجثمانين، شهدت مناطق المنية العبدة والمحمرة في الشمال اللبناني وصولاً حتى بلدة ببنين العكارية إطلاق نار كثيفا من أسلحة متوسطة وثقيلة بالتزامن مع مرور الموكب.
وأدى الرصاص الطائش إلى سقوط جريحة في بلدة ببنين. كما أُصيب طفل برأسه جراء الرصاص الطائش في ببنين – عكار.
وأثار استعراض القوة هذا انتقادات واسعة في الشارع اللبناني كما نبهت أحزاب لخطورته.
ورفضت كتلة “تجدد” المؤلفة من النواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وميشال معوض وأديب عبدالمسيح المشهد المسلح والسلاح المتفلت، معتبرة “أن الدولة بقواها الشرعية المسؤولة الوحيدة عن الدفاع عن لبنان وحماية الاستقرار”.
وأضافت: “أما السلاح غير الشرعي فهو الوصفة الدائمة للفوضى المؤدية إلى زعزعة السلم الأهلي، وكما نواجه النموذج الذي يمثله مشروع السلاح المرتبط بالمشروع الإقليمي على حساب لبنان، سنقف بوجه كل ما ينتهك الاستقرار ويضعف صورة الدولة ومؤسساتها”.
وطالبت الكتلة القوى العسكرية والأمنية بتحمل مسؤولياتها، لمنع تكرار هذه المظاهر، عبر تطبيق القوانين المرعية.
وحمّل النائب إبراهيم منيمنة الجماعة الإسلامية مسؤولية الانفلات وسقوط ثلاثة جرحى من بينهم طفل، معتبراً أنها فصل من فصول ضرب هيبة الدولة ومحاولات “تشريع” سلاح جديد من خارج الشرعية.
وقال: “إن المكابرة والفوقية بالتعامل مع اللبنانيين واللبنانيات، وترهيبهم وترويعهم، والإصرار على فرض سلاح جديد من خارج الدولة بالقوة عليهم، يجعلنا نسأل اليوم: هل المقصود بالمزايدة بالعراضات المسلحة من بيروت إلى عكار وطرابلس، أن السّلاح يحمي السّلاح؟ “.
وكانت الحركة نفسها قد نظمت عرضا مماثلا في العاصمة اللبنانية قبل نحو شهرين خلال استقبال جثامين عناصرها الذين قتلوا في استهداف إسرائيلي.
وختم منيمنة حديثه قائلا: “إن كان كذلك فهي رسالة مردودة شكلا ومضمونا، وتؤكد تحذيراتنا السابقة بعد عراضة بيروت، التي لم تكن عابرة إنما فصل من فصول ضرب هيبة الدولة ومحاولات “تشريع” سلاح جديد من خارج الشرعية، وفرضه كأمر واقع!”.
أما النائب وضاح الصادق فقال: “لا يخدم الظهور المسلح الداخلي سوى إسرائيل، فالرصاص والقذائف الصاروخية العشوائية سقطت في عكار البعيدة مئات الكيلومترات عن القدس، وأصابت لبنانيين وأظهرت مجدداً الإصرار على دقّ المسمار تلو المسمار في نعش الدولة”.
ما الحزب التقدمي الاشتراكي فاعتبر أنه من المرفوض والمستنكر بأي حال من الأحوال انفلات استعراضات والعراضات مسلحة أو غير مسلّحة كما حصل في منطقة الشمال أو في غيرها، ويجب أن يبقى الهمّ الأساس هو الوحدة الوطنية والتكاتف والسلم الأهلي.
وكانت الجماعة الإسلامية أسفت، في بيان، لـ”المظاهر المسلّحة وإطلاق الرصاص الذي رافق انتقال جثماني المقاتلين من طرابلس إلى ببنين وخلال التشييع، وعَدّته “خارجاً عن أخلاق أهلنا وطبيعتهم”، مؤكدة “حرصها على استقرار الوطن وأمن المواطن”. ورأت أنّ “أي رصاصة تُطلق بغير اتجاه العدو الإسرائيلي هي في المكان الخطأ، وأي مشهد يثير الذعر والخوف بين اللبنانيين غير مقبول، والجميع مدعو لبذل جهده في حماية وإعمار وبناء الوطن ومؤسساته”.