بعد فترة من الابتعاد عن طرح أغنيات جديدة يستعدّ الفنان صبحي توفيق لإصدار أغنيةٍ لبنانية تَعامل فيها مع محمود عيد كلاماً ولحناً وتوزيعاً.
توفيق انتقد في حوار مع «الراي» الحال الذي وصل إليه الفن من خلال فرض أنماط غنائية معينة على الناس، مشيراً إلى أنه يوجد تعتيم كبير على الأغنيات الراقية التي تتميز بمستوى جيد، ولافتاً إلى رواج بعض الأعمال عبر السوشيال ميديا لمجرّد أنها تضم كلاماً بذيئاً.
* لماذا أنت بعيد عن الساحة الفنية وخصوصاً أنه لم يَعُدْ ممكناً إعادة السبب إلى «كورونا» لأنها تركتْ آثارها السلبية على كل الفنانين؟
– لا شك في أن تداعيات أزمة «كورونا» شملتْ كل الكرة الأرضية، ولكن مشاكلنا في لبنان لا تتوقف عليها، إذ نعاني أزمات عدة وعلى كافة المستويات. ويبقى الوضع خارج لبنان أفضل وخصوصاً بعد إنتهاء هذه الجائحة وفي ظل وجود أنظمة وحكومات تحترم شعوبها وناسها.
* هل تشعر كفنان يقدم اللون الطربي بأنك تسير عكس التيار أم أن الآخَرين هم من يسيرون عكسه؟
– بل أنا مَن يسير عكس التيار، ولا شك أنه يوجد آخَرون مثلي. هم يوهموننا بأن الناس لا يحبون اللون الطربي، ويعملون من أجل أن يفرضوا على الجمهور نمطاً معيناً من الأغنيات من دون أن يتركوا لهم حرية الاختيار، كما أنهم في المقابل يحاولون التعتيم على الأغنيات المحترَمة التي تتميز بمستواها الجيد كلاماً ولحنا وتوزيعاً.
* ومَن يحاول التعتيم على الأغنيات المحترّمة؟
– الإعلام والإنتاج الفني ومَن يعتبرون أنفسهم قيّمين على الفن. هل توجد محطة تلفزيون تَفتتح البث بأغنيات للعظيمة فيروز أو تختمه بأغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم بهدف تعريف الجيل الجديد على أعمال الكبار وتشجيعهم على سماعها؟
* ولكن يمكنك كفنان أن تفرض أعمالك من خلال السوشيال ميديا وعندها يمكن أن يسمعها كل الناس؟
– على العكس تماماً، لأن السوشيال ميديا تٌستخدم لأهداف مغايرة للتي يجب أن تكون عليها. ويكفي أن يَطرح أي فنان أغنيةً دون المستوى وتتضمّن كلمات نابية أو تخدش الحياء كي تحقق إنتشاراً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنها تتصدّر وتصبح «ترند». هذا هو الواقع الفني الذي نعيشه اليوم، ولو افترضنا أنني طرحتُ أغنية جديدة لي وحققتْ مليون أو مليونيْ مُشاهَدة عبر السوشيال ميديا فإن أي أغنية
دون المستوى لفنان غيري يمكن أن تحقق 300 مليون مشاهدة لمجرد أنها تتضمن كلمات نابية.
* وهل هذا يعني أنه يجب أن نفرّق بين نوعين من الجمهور: الأول جمهور السوشيال ميديا، والثاني جمهور الحفلات؟
– هذا صحيح. حتى أنه يمكن أن نقسم المطربين الى فئتين، الفئة الأولى فنانو السوشيال ميديا والفئة الثانية فنانو الحفلات. وبالنسبة إلى فناني السوشيال ميديا فإن ظهورَهم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يمكن أن يغنّوا في الحفلات الجماهيرية.
* ولكن بعض فناني السوشيال ميديا يحيون الحفلات الجماهيرية؟
– إذا أحيا البعض منهم حفلاً وقدّم خلاله أغنيته البذيئة، فماذا يمكن أن يغنّي في الحفلات اللاحقة، بل ماذا يمكن أن يغنّي في نفس الحفلة؟ هذا النوع من الفنانين لا يعيشون ولا يستمرّون.
* ولكن هناك نسبة كبيرة من نجوم الصف الأول الذين يمسكون العصا من الوسط ويحيون الحفلات ويقدّمون أغنيات غير طربية؟
– أشرتُ إلى الوضع بشكل عام. ولا شك في أن هناك فنانين ناجحون جداً يُوفَّقون في أغنياتهم ويحيون الكثير من الحفلات ولديهم جمهور كبير، وتوجد خلفهم إدارة ناجحة تعمل بشكل صحيح من أجلهم وتُدْخِلُهُم عالم الحفلات من أوسع الأبواب.
* وأنت، ألا توجد لديك إدارة أعمال؟
– بدأت بإنتاجٍ خاص وبإدارة أعمال خاصة وما زلتُ كذلك حتى اليوم، فأنا أحب الحرية ولا أتقبل أن يَفرض عليّ أحد شروطَه وأوامَره ونصائحَه أو أن يطلب مني أن أرتدي قميصاً معيناً أو أن أقدّم أغنيةً رغماً عني، ولذلك رفضتُ الارتباط بأي إدارة أعمال حتى لو أنها أرادت أن توصلني إلى السماء، والحمد لله، كل شيء على أفضل ما يرام ولا
يهمّني أن أصبح مليارديراً أو الرقم واحد، ويكفيني أن مَن يحضر حفلاتي هم أناس تكون آذانهم معي وليس خصورهم.
* تستعدّ لطرح أغنية جديدة فهل ستكون باللهجة المصرية؟
– بل باللهجة اللبنانية، وهي من كلمات وألحان وتوزيع محمود عيد.
* سبق أن تعاملتَ مع محمود عيد في مجموعة ناجحة من الأعمال؟
– نعم تعاملتُ معه في أربع أغنيات، والمشكلة أن الفنان في هذه الأيام يطرح أغنية وبعد عدة أسابيع يسألونه عن جديده، وأنا أتوقف كثيراً عند تعامل بعض الإعلام مع الفنانين، بحيث أنهم يدعمون أصحاب الأشكال الجميلة الذين يقدّمون أعمالاً سخيفة ولا يهتمّون للفنان الذي يقدم فناً راقياً كلاماً ولحناً وتوزيعاً، وفي المقابل توجد صحافة محترَمة تتعامل مع الفنان المحترم.