صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

«شد الحبال» الرئاسي في لبنان باقٍ فوق صفيح الحرب

لأن «اللعبةَ بات مكشوفةً» في لبنان بفعل اعتمالِ الأزمات السياسية المتسلسلة والمتناسلة وإدارتها بـ «الأدوات نفسها» على مختلف «الجبهات»، لم يتطلّب الأمر كثير عناء لتفكيك «حقل الأفخاخ» الجديد الذي زُنّرتْ به المَهمة المتجددة للموفد الفرنسي جان – ايف لودريان الذي تم إغراقُه بتراجعاتٍ شكلية وإيجابياتٍ زائفة، لا تعكس مراجعةً لكلّ المسار الذي عطّل الاستحقاق الرئاسي منذ أكثر من 18 شهراً أو لـ«الخطوط الحمر» التي رسّمها فريق «الممانعة» وبـ… العريض.

ولم يكن عابراً أن استمرارَ «شد الحبال» الرئاسي في لبنان، رغم ملامح «الترخية اللفظية»، لاسيما من رئيس البرلمان نبيه بري، يسير بالتوازي مع المَساعي المتواصلة لـ«سَحْب فتائل» تَفَلُّت جبهة الجنوب، وهي الجهود التي تتفيأ «قنواتٍ دافئةً» مفتوحةً بين واشنطن وطهران التي بدا واضحاً أنها تستثمر «المَكابح» التي وضعتْها أمام التَشظّي الكبير لحرب غزة خارج حدود القطاع – أي في اتجاه نزاع متفجّر في المنطقة – لتحقيق مَكاسب على صعيد الإفراج عن المزيد من الأموال الإيرانية، مع استعادتها في الوقت نفسه لعبة «تكبير حجر البرنامج النووي» لمقايضته بما يماثله في «الدور» الإقليمي.

وهذا التشابك بين ملفي الرئاسة والحرب كما بين البُعدين المحلّي والإقليمي لهما، هو الذي يشكّل واقعياً «مسرحَ العمليات» الحقيقي الذي تدور عليه الانتخابات الرئاسية التي ازدادتْ تعقيداً في ضوء تَحَوُّل ما تعتبره المعارضة اقتيادَ لبنان «مخفوراً» إلى محرقة غزة عبر جبهة الجنوب عنصراً يضاف إلى «مضبطة الاتهام» لفريق الممانعة ويعزّز تَشَدُّدها حيال وصول مرشّحه (سليمان فرنجية) للرئاسة والسعي لرئيس يكون انتخابه مدخلا لتشكيل سلطة توقف «تمكين» حزب الله في الحُكم وتؤسس لبيئة حاضنة لوضع موضوع سلاحه على الطاولة، في الوقت الذي يَعتبر الممانعون أن مجريات حرب غزة والتوحّش الإسرائيلي المنقطع النظير يعمّقان اقتناعهم بحتمية بقاء سلاح الحزب «كما هو» وانتخاب مرشحه الذي «يَطمئنّ له وإلى أنه لن يطعن المقاومة في ظهرها».

وفي «تدقيقٍ على البارد»، بحصيلة لقاءات لودريان في بيروت مع مختلف الأفرقاء السياسيين، تتوقف أوساط مطلعة عند الآتي:

– حرص بري، الذي زاره لودريان أمس بعد محطة للأخير في الضاحية الجنوبية مع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، على ملاقاة محاولة الموفد الفرنسي «تدوير زوايا» التطاحن بين الممانعة والمعارضة حول مسألة الحوار الرسمي وطاولته، ودعوته إلى إسقاط كلمة حوار واستبدالها بنقاشاتٍ أو مناقشات.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وقد أكد بيان المكتب الإعلامي لبري أن الأخير كرر «تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس والدعوة ومن دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب الرئيس ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية رئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس».

– ما نُقل عن أجواء لقاء لودريان ورعد من أن «النقاش كان صريحاً والطرفان ⁠بحثا فكرة التشاور كمدخل لإعادة تحريك الملف الرئاسي والتي تختلف عن الحوار»، وأن حزب الله أكد «ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأن هذا الأمر لن يتم إلا من خلال حوار جدي بين كل الأطراف وبرئاسة بري»، وأن النقاش تناول أيضاً الحرب في الجنوب والقرار 1701 والورقة الفرنسية للحل وأن الحزب شدد على أن لا ارتباط بين الملف الرئاسي وحرب غزة.

التشاور و«دورات متتالية»

ومن خلْف هذه «القنبلة الدخانية» من الإيجابياتِ المفترَضة، اعتبرتْ الأوساطُ المطلعة أن بري في موقفه تَعاطى مع «خريطة الطريق» لبتّ الملف الرئاسي التي وَضَعَتْها مجموعة الخمس حول لبنان أخيراً والتي انطلق منها لودريان A la carte وانتقى منها «مقتطفات»، هي كلمة التشاور و«دورات متتالية» و«قائمةً تضمّ عدداً من المرشّحين»، في حين أن عباراتِ «من دون شروط مسبقة» و«دورات متتالية» بدت تمويهاً لإصرارٍ على أن يترأس هو التشاور «غير المحدود زمنياً» (أو لمدة اسبوع)، ولرفْضه الدعوة إلى «جلسةٍ مفتوحة» – لم يذكرها في بيانه أمس – بدوراتٍ متتالية وفق خريطة الخماسية وموقف المعارضة.

وإذ جاء ما نُقل عن رعد من تَمسُّك «حزب الله» بترشيح فرنجية، الذي أكد بدوره وعلى مسامع لودريان الذي زاره أول من أمس، ثباته على ترشيحه «كحقّ له»، وتفادي «الممانعة» التعهد بعدم تعطيل نصاب الجلسات أو الدورات المتتالية، ليؤكد المؤكد لجهة أن جوهر موقف هذا الفريق لم يتبدّل لناحية «فرنجية أو لا رئيس» حتى الساعة، برز أمران عزّزا الاقتناعَ بأن «شياطين التفاصيل» لن تتأخّر في تثبيت أن الجولة السادسة للموفد الفرنسي منذ تكليفه هذه المهمة لم تقترب من إحداث الاختراق المطلوب، وإن كانت المرونة الشكلية «المفخّخة» من الممانعة، و«العناية» من المعارضة في تظهير مقاربتها لِما طرحه رئيس البرلمان بحيث تُبْقي كرة التعطيل في ملعب الممانعة، يرتبطان بأنّ لودريان سيرفع حصيلة لقاءاته إلى الاليزيه الذي يتهيأ لبحث الملف اللبناني برمّته مع الرئيس جو بايدن.

والأمران هما:

– ما أوردته قناة «إم تي في» اللبنانية عن أن «لودريان كرّر لزواره في قصر الصنوبر أنّ الحل الرئاسي هو على قاعدة (المرشح الثالث) وإن على مرشحيْ جلسة 14 يونيو 2023 (فرنجية وجهاد أزعور الذي رشّحته المعارضة بتقاطُع مع التيار الوطني الحر) الانسحاب توفيراً للوقت وتجنُّباً لإحراج الكتل والخماسية»، وهو الموقف الذي لن يسلّم به في أي حال فريق «الممانعة» على عكس المعارضة التي أبدت مراراً الاستعداد للبحث في الخيار الثالث ما أن يُبدي الفريق الآخَر استعداداً للتخلي عن مرشحه.

– والثاني ما أعلنه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل بعد استقبال لودريان، من أن المطلوب من الرئيس بري في ضوء موقفه المستجدّ و«بمعزل عن شكل النقاشات أو المشاورات أو الحوار» إعطاء ضمانات في اتجاهيْن، أولهما هل يلتزم بالدعوة إلى «جلسة مفتوحة بدورات متتالية (وليس جلسات مفتوحة بدورات متتالية) بغض النظر عن نتائج التشاور (أم أنه بحال لم نتفق لن يدعو إلى جلسة)»، وثانيها هل يَضمن أن فريق الممانعة بحال عدم الاتفاق سيحضر الجلسة ولن يعطّل النصاب مجدداً.

ولم يقلّ دلالة ما نُقل عن لودريان، الذي التقى أمس أيضاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكتلاً نيابية أخرى غداة زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من أن«لبنان السياسي» سينتهي إذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى «لبنان الجغرافي»، وتحذيره من المزيد من تعطيل الاستحقاق وترْك الأزمة تتجاوز يونيو ويوليو المقبلين لأن ذلك سيعني ترحيلاً طويلاً لها لِما بعد الانتخابات الأميركية في الوقت الذي تؤشر المعطيات إلى أن حرب غزة لا تقترب من نهايتها.

صورة النصر!

ولم تحجب زيارة لودريان الذي التقى على عشاء أمس سفراء «الخماسية» (تضمّ كلا من الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) وقائع الميدان جنوباً الذي بقي على وتيرة متراجعة نسبياً في المواجهات وإن مع ارتقاء متعمّد من «حزب الله» في عملياته.

وفيما تردّد قوياً الصدى السلبي لصورٍ جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وتُظْهِر نيكي هايلي، المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية، وهي تكتب عبارة «اقضوا عليهم» على قذيفة إسرائيلية خلال قيامها بجولة على مواقع عسكرية قرب الحدود مع لبنان، التي كرّر منها أيضاً بنيامين نتنياهو «الالتزام على المستويين المدني والعسكري بإعادة سكان منطقة الشمال سالمين إلى منازلهم، وأود أن أقول لمواطني إسرائيل: هذا هو الجدار الحديد لدولنا»، برز تحرّي وسائل إعلام إسرائيلية أبعاد هجومٍ نفّذه «حزب الله»، أول من أمس من مسافة قصيرة، ضدّ موقع راميا.

وأفاد موقع إخباري إسرائيلي بأنّ «كل ما تبقى لحزب الله هو عبور الحدود، وغرس العلم في الموقع والعودة إلى لبنان مع صورة النصر»، وذلك بعيد نشر الإعلام الحربي التابع للحزب فيديو يظهر عملية استهداف موقع راميا من على بُعد عشرات الأمتار بقذائف RPG التي تطلَق من مسافات قريبة جداً، في رسالة واضحة بأن “الموقع في مرمى أقدامنا وليس صواريخنا فحسب».

وقد نفّذ «حزب الله»، أمس، «هجوماً مركّباً بالتتالي على موقع البغدادي بدأ باستهداف الموقع وحاميته وانتشار جنوده ‏بالأسلحة الصاروخيّة، واتبعها بمسيّرات انقضاضية محملة بالقنابل استهدفت غرفة عمليات الموقع ‏والمراقبة أصابت أهدافها بدقة وأحدثت عدة انفجارات وحرائق وحققت إصابات في الجنود».

وقبلها استهدف «انتشاراً لجنود العدو في حرش شتولا بالقذائف المدفعية».

جعجع رَفَضَ تحميل اللبنانيين أوزار«حرب عبثية» تفرّد بها «حزب الله»

قرار الحكومة بدفع مساعدات لذوي ضحايا الجنوب يثير صخباً

| بيروت -«الراي»|

أثار قرار الحكومة اللبنانية بالموافقة على «تأمين اعتماد بقيمة 93 ملياراً و600 مليون ليرة لدفع المساعدات لذوي الشهداء والنازحين من قراهم وبيوتهم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر»، صخباً في بيروت ارتسمت معه مجدداً خطوط التماس السياسية بين«حزب الله» ومعارضيه.

وقد اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس «اننا نعيش يومياً معاناة سكان الجنوب ومأساة القرى المدمرة، وكله جراء قرار اتخذه حزب الله منفرداً بالبدء بعمليات عسكرية في الجنوب بحجة دعم غزة».

وأضاف «ان مبلغ الـ 93 مليار ليرة هو كناية عن ضرائب ورسوم مجباة من اللبنانيين، فهل وافقتْ أكثرية الشعب اللبناني، من خلال ممثليه في البرلمان أو من خلال الحكومة، على هذا القرار كي يتحمّلوا أوزاره المالية والاقتصادية والمعيشية والسياسية؟ وهل الدولة مَن اتخذ قرار الحرب ليشعر المواطن بأنه معنيّ بقرار اتخذتْه دولته وليس حزباً يصادر قرار الدولة ولا يقيم وزناً لرأي اللبنانيين”؟

وإذ أشار إلى رفض غالبية اللبنانيين «الحرب العبثية التي لم تأخذ الدولة أي قرار فيها»، دعا الحكومة «لمراجعة قرارها هذا، لأنه لا يحقّ لها التصرُّف بأموال اللبنانيين بعكس إرادتهم».
https://www.alraimedia.com/article/1689296/خارجيات/العرب-والعالم/شد-الحبال-الرئاسي-في-لبنان-باق-فوق-صفيح-الحرب

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading