ارتفعت سندات لبنان المقومة بالدولار بنحو سنتين، بعد أن أطاحت جماعات من المعارضة في سوريا بالرئيس بشار الأسد.
وجاء ارتفاع السندات بدعم من توقعات بأن الأحداث في سوريا يمكن أن تُضعف حزب الله اللبناني وتحدث تغييرا في الدولة، إضافة إلى المكاسب التي سيتلقاها الاقتصاد اللبناني من إعادة أعمار لبنان وسوريا.
وسجلت السندات المستحقة في 2029 أكبر مكاسب إذ ارتفعت 2.03 سنت إلى 12.76 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022، وفقا لبيانات منصة تريدويب.
ارتفاع السندات
ولا يزال سعر السندات منخفضا للغاية، لكنه ارتفع مرات عدة منذ أن بدأت إسرائيل قصف لبنان، وهو ما عزاه المستثمرون إلى الأمل في أن يؤدي ضعف حزب الله إلى انفراج الأزمة السياسية في الدولة المتعثرة وتمكينها من إحراز تقدم نحو سياسات مالية مستدامة.
وفي سوريا سيطرت قوات من المعارضة على العاصمة دمشق في تقدم خاطف، وفر الأسد إلى روسيا بعد حرب أهلية دامت 13 عاما لينتهي حكم عائلته الذي استمر لأكثر من 50 عاما.
وقال محللون إن التطورات التي حدثت في الآونة الأخيرة تعني أن إيران فقدت جانبا رئيسيا من جوانب نفوذها في المنطقة.
وقال حسنين مالك من شركة تليمر: “تضعف (هذه التطورات) من مكانة حزب الله أكثر، وهو ما يعني انخفاض المخاطر الأمنية على إسرائيل على المدى القريب، واحتمال تشكيل حكومة لبنانية تكون أكثر توافقا مع السوق”.
ويلعب حزب الله دورا كبيرا في صراع على السلطة في لبنان، الذي لا يزال بلا رئيس جمهورية ولا حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ما أدى إلى تفاقم الشلل المؤسسي في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ سنوات.
تضاعف الأسعار
وتضاعفت سندات لبنان الدولارية في أقل من 3 أشهر، ونقلت بلومبيرغ عن سورين مويرش، مدير المحفظة في بنك دانسكه إيه إس ومقره كوبنهاغن، قوله إنه أحد حاملي السندات السعداء (بالارتفاع)، مضيفا أن سقوط النظام في سوريا مع ضعف حزب الله يجب أن يكون إيجابيًا للبنان بينما توقع أن يمتد الارتفاع إلى 25 سنتًا إذا تم إزاحة حزب الله أو إضعافه بشكل أكبر في السياسة اللبنانية.
وقال كبير محللي صناديق الثروة السيادية لدى آر بي سي بلوباي أست مانجمنت، تيم آش إن التطورات التي حدثت في الآونة الأخيرة قد تجبر حزب الله على لعب دور أكثر إيجابية من أجل عودة الحياة السياسية لطبيعتها.
وأضاف في تعليقات، نقلتها رويترز: “التركيز العالمي الجديد على جهود إعادة الإعمار الأوسع في المشرق العربي سيجر لبنان بالتأكيد إلى جانب السوريين، على افتراض وجود بعض الاستقرار والإصلاح السياسي في سوريا نفسها”.