في قاموس الانتخابات الأميركية، يستخدم مصطلح “سراب التصويت” وهو يعني أن نتائج فرز بطاقات الاقتراع تكشف عن تقدم واضح لمرشح بعينه، قبل أن يتبين لاحقا أن هذا التقدم كان مجرد سراب.
والسبب في ذلك أنه على سبيل المثال، قد تكون عملية الفرز بعد غلق مراكز الاقتراع مقترنة فقط ببطاقات الاقتراع بالبريد أو التصويت الغيابي، أو العكس، أي فرز أصوات يوم الانتخابات، وكل طريقة تخضع لتفضيلات الناخبين بحسب حزبهم.
هذا الأمر حدث في انتخابات 2020 عندما صوت الديمقراطيون أكثر من الجمهوريين بالبريد، وفي ذلك الوقت كان الجمهوريون وعلى رأسهم، دونالد ترامب، يرفضون بشدة هذه الطريقة للتصويت باعتبارها تفتح المجال للتلاعب بالنتائج.
وفي ذلك الوقت، كان مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، متقدما على المرشح الجمهوري، ترامب، بشكل واضح، في ولاية نورث كارولاينا، لكن تبين أن ذلك كان مجرد “سراب أزرق” .
ويحدث هذا السراب نتيجة عوامل من بينها الاختلافات الجغرافية، حيث تبلغ الدوائر الانتخابية عن النتائج إما بسرعة أو ببطء حسب حجمها وعدد سكانها. وعادة ما تبلغ الدوائر الريفية بنتائجها بسرعة أكبر من المناطق الحضرية.
ولأن الناخبين في المناطق الريفية عادة ما يكونوا جمهوريين، فقد يحدث “سراب أحمر” في وقت معين من ليلة الانتخابات.
والعامل آخر هو طريقة التصويت، إما بالبريد والتصويت الغيابي، أو التصويت الشخصي في يوم الانتخابات، وناخبو الحزب الجمهوري عادة ما يفضلون التصويت الشخصي على عكس الديمقراطيين. ويحدث السراب هنا لأنه عادة ما يتم فرز أصوات كل طريقة على حدة.
كان هذا هو الحال في عام 2020، إذ أنه مع إعلان نتائج التصويت المبكر أولا في نورث كارولاينا، كانت النتائج في صالح بايدن قبل ان يتبين لاحقا أن ترامب هو من فاز بها، والسبب أن هذه الولاية تفرز بطاقات البريد أولا، وهو أمر يفضله الديمقراطيون.
لكن مع نهاية السباق، فاز بايدن بالمعركة الانتخابية على مستوى البلاد.
وفي تلك الانتخابات لم تحسم نتيجة السباق في يوم الانتخابات بالولايات المتأرجحة مع استمرار فرز الأصوات فيها لأيام بعد السباق، ومع استمرار فرز الأصوات بالبريد والتصويت الغيابي في العديد من المقطاعات، تبين فوز بايدن بالعديد منها.
ووجد تحليل أجراه باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن المقاطعات التي فاز بها بايدن كانت تعلن النتائج بشكل أبطأ من المقاطعات التي فاز بها ترامب.
وقالت “سي أن أن” و”أكسيوس” إن ترامب استخدم مسألة “السراب الأحمر” و”التحول الأزرق” للإدعاء بأن الانتخابات “سرقت” منه في 2020، وهو سيناريو يخشى مراقبون أن يتكرر أيضا هذا العام.