على الرغم من الخسائر التي تكبدها حزب الله وتسبب بأكبر منها للبلاد إلا أنه لا يزال يعتبر أنه المنتصر في الحرب مع إسرائيل، ويحاول فرض هذا الانتصار المزعوم على اللبنانيين بمسيرات استفزازية في عدة مناطق ذات الأغلبية المسيحية.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مشاهد لمسيرات استعراضية على دراجات نارية ترفع أعلام “حزب الله” وتُطلق شعارات حزبية، وصفت بالمستفزة جابت عددا من الشوارع في بيروت وضواحيها وغيرها من المناطق اللبنانية، احتفالا بانسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدات عدة في جنوب لبنان، ما أدى إلى وقوع إشكالات في عدد من المناطق.
وتواصلت ردود الفعل المستنكرة للعديد من اللبنانيين خلال الساعات الماضية بسبب المشاهد التي اعتبروها مستفزة في شوارع عدد من المناطق التي تقطنها أغلبية مسيحية.
فبعد نهار دام الأحد في جنوب البلاد، أدى إلى سقوط 22 قتيلا، برصاص القوات الإسرائيلية تجاه المواطنين الذين عادوا إلى قراهم على الحدود، اتجهت العشرات من الدراجات النارية حاملة أعلام حزب الله، نحو مناطق عين الرمان والجميزة والدكوانة وغيرها، للاحتفال بما سمّوه النصر والعودة إلى الجنوب
وأطلق البعض الرصاص في الهواء، وصاح البعض الآخر “شيعة.. شيعة”. وانتشرت مقاطع مصورة لتلك المسيرات على مواقع التواصل ليلاً، واعتبر الكثيرون ألا هدف من تلك “الجولات الاستعراضية” والمسيرات الاستفزازية، سوى مهمة واحدة وهي إثبات وجود حزب الله الذي فقد هيبته وانهزم أمام العدو وورط البلد.
وأكد الكثيرون أنه استفزاز من قبل حزب الله واستعراض قوة، رغم الدمار الذي لحق بالبلاد جراء “حرب الإسناد” التي فتحها من دون أخذ رأي أغلبية اللبنانيين، تضامناً مع حركة حماس في غزة، وقال أحدهم:
SawsanaMehanna@
ينهزم على الحدود، وينقلب على الداخل باستعراضات وهمية..
نعم لسحب سلاح #حزب_الله
لن يبني أحد وطناً وهناك سلاح خارج الشرعية،
ولا زال الجنوب محتلاً بفعل تأثير هذا السلاح.
ماذا تفعل القمصان السود في #الجميزة.
وقال ناشط:
N0_hizbollah@
نحن أغبى من الحمير
والدليل
طار #نصرالله .. انتصرنا
طارت قيادات الصف الأول والثاني والثالث والرابع .. انتصرنا
5000 قتيل ل #حزب_الله .. انتصرنا
سلمنا السلاح والأنفاق في جنوب الليطاني.. انتصرنا
دمار بكل مناطق الدويلة… انتصرنا
طار خط الإمداد وطار #بشار_الأسد… انتصرنا.
وجاءت المسيرات الاستعراضية لعناصر حزب الله والموالين له، بعدما قتل 22 لبنانياً إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الأهالي الذين عادوا إلى قراهم في جنوب البلاد، فيما أصيب أكثر من 83، وقال ناشط:
NAIMRami@
#حزبالله يبحث عن مشكل بالداخل.. بدّو يعوّض عن القتلة اللي أكلا من #إسرائيل . هيدا الفيديو بالجميزة باستفزاز واضح للمواطنين ومع أعلام الحزب اللي ما بقا حدا طايقو. #الجيشاللبناني لازم يحط حدود لهيك ناس ما بهمّن السلم الأهلي وكل هدفن يبقو ميليشيا فوق الدولة ويستعملو سلاحن ضد اللبنانيين. ومنتمنى ع أهالي الجميزة وعين الرمانة وفرن الشباك ما ينزلقو لمشروع ميليشيا #إيران! سلاح حزب الله رح ينضبّ والإيام جايي.
وكتب مغرد:
RaymondFHakim@
·#بيروت #حزب_الله
أينما حَلّوا حلّت معهم الفوضى والخراب
ياكلو قتلة بالجنوب بِفشّوا خلقهم في بيروت.
وسخر آخر من البطولات الوهمية:
ALQUAiZ@
سوق #حزبالله على حاضنته #وهمالانتصار فصدقوه
هدد أفخاي فجاءه الرد.
وهناك من بدا منفصلا عن الواقع مروجا لنفس مزاعم الانتصارات الوهمية:
hamedrizq01@
بحر من البشر تجتاز حواجز الجيش الإسرائيلي وتدوس على آلياته في قرى جنوب لبنان في مشهد يعيد التذكير بتحرير العام 2000.
واستنكر ناشطون مطالبة حزب الله بحقائب وزارية بعد أن ورط البلاد بحرب وخسائر كبيرة، وكتب أحدهم:
Rayo39844977@
#حزب_الله مهزوم ومشارط
مكبد الدولة خساير بتفوق الـ10 مليار
وجايي بكل وقاحة بدو يشارك بالدولة ولأ يشترط علينا وزارات كمان؟
كما انتشرت ردود فعل واسعة بين السياسيين على ممارسات حزب الله، فقد اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر أنّ “ما شهدته مناطق فرن الشباك وعين الرمانة والجميزة والأشرفية ليل الأحد من قِبل جماعات حزب الله أمرٌ مؤسف ومعيب،” مؤكدا “إنهم مخطئون إذا اعتقدوا أنّ مناطقنا الآمنة هي مناطق حولا وعيترون ومارون الراس وغيرها،” محذراً من “عدم استفزاز الناس في عقر دارهم.”
وأشار في حديث إلى إذاعة “لبنان الحر” إلى أنّ “حزب الله يحاول من خلال هذه الاستفزازات في بيروت أو بـ‘دفش‘ الأهالي إلى البلدات الجنوبية التي يوجد فيها الجيش الإسرائيلي، أن يوحي للرأي العام أنّه لا يزال يتمتع بقوّته العسكرية، في حين أنّ قدراته الميدانية في الحقيقة ولّت إلى غير رجعة، والجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية وحدهما يحميان الأرض والشعب والحدود.”
وكتب النائب بيير أبوعاصي في تغريدة على حسابه في تويتر:
PierreBouAssi@
ما حصل بالأمس في #عين_الرمانة مُدان بكافة المقاييس وعلى الدولة أن تتحمل مسؤولياتها ولم تتحملها البارحة. فلتكن المرة الأخيرة.
وجاء في تعليق:
Faisal1981Ali@
أحداث عين الرمانة في بيروت والاستعراض الفاشل الذي قام به عناصر حزب الله يجب أن تعطي إشارة للحكومات في لبنان والعراق وغيرها من الدول التي تنتشر فيها أحزاب مسلحة تستخدم غطاء دينيا بأن تعمل بشكل جاد بسحب سلاح هذه الجماعات وإخضاعهم للقانون.
ماذا يريد هؤلاء بعد أن خربوا جنوب لبنان؟
ورحب الكثير من الناشطين بإعلان الجيش اللبناني في بيان الاثنين، عن توقيف عدد من الأشخاص على خلفية قيام مواطنين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلاما حزبية ليل الأحد، بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية تخلّلها إطلاق نار واستفزازات.
وقالت قيادة الجيش في بيان إنه “على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلاما حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل (الأحد)، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات، مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين.”
ودعا الجيش اللبناني “المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.”
يذكر أن حزب الله كان فتح منذ أكتوبر 2023 مواجهات في الجنوب ضد إسرائيل تضامناً مع غزة وفق قوله، إلا أن الجيش الإسرائيلي عاد وشن في سبتمبر من العام الماضي 2024، ضربات قاصمة على كافة أنحاء البلاد، مستهدفا مواقع للحزب.
كما نفذ حملة اغتيالات طالت كبار قادة الحزب، على رأسهم أمينه العام السابق حسن نصرالله، فضلا عن خلفه هشام صفي الدين، وقادة عسكريين كبار.