وانت تستمع الى تلك “العظيمة” في الفن، في الرقي، في شغف يتملكها كلما نطقت باسم لبنان، تنقلك تلك الساحرة الجميلة المتمايلة بالاحمر الوردي مع نسمات صيف الى عالم آخر. الى عالم الحلم والجمال، الى زمن لبنان المشرق المشعّ فرحا وسلاما في اصقاع العالم، الى الحب والرجاء، حتى لتكاد تتمنى ان يتوقف الزمن في تلك اللحظة….
ليل امس كان موعد لبنان مع “الماجدة”، كما سماها الاب بشارة خوري، في حرم جامعة سيدة اللويزة –سوق مصبح، قابلت جمعا من الصحافيين، ردت على اسئلتهم، بلطفها المعهود وبساطتها، لم تتذمر، لم تكسف احدا ، قبل ان تطل على جمهورها الحاضر من كل لبنان، لتحيّيهم، وتتحدث اليهم بلسان الحق والايمان الثابت والعميق. استشهدت بداية بقول للقديس بولس برسالته الاولى لاهل كورنتس عن المحبة. انتقدت المسؤولين المتورطين بدماء ودموع اللبنانيين، هؤلاء الذين يسمعون صريخ ووجع الشعب وكأنهم لا يسمعون، سألت كيف فرّغوا انفسهم من انسانيتهم…قالت الكثير الكثير عن مصادرة القرار اللبناني الحر عن منع تفوق اللبنانيين، ولكن، والاهم اننا شعب يريد ان يعيش، يريد ان يتعلم ويتثقف ولو بشق النفس، وسيبقى لبنان منارة الشرق والرائد في كل المجالات، وختمت: لبنان سيسترجع قراره الحر، وحتى ذلك الوقت، ستبقى جامعاتنا مفتوحة ومطاعمنا ممتلئة وصحافتنا حرة جريئة وكلنا جنود في الجيش اللبناني، سنعبر الزمن الرديء بقليل من المحبة باركها الرب من السماء،سنكسر اكبر شر….ولا تخافوا، “فلبنان وقف السما عالارض”.
بعد كلمة وجدانية، اطلقت “الماجدة” العنان للموسيقى الرائعة تملأ فضاء زوق مصبح والمحيط وباقة من الاغاني حفظها جمهور ملأ ساحة مجمع الجامعة، هتف وصفق وتفاعل الى اقصى حدّ، تنقلت بين الرومانسية والوطنية، غنّت لبيروت، للحب للجمال، قبل ان يقدم لها رئيس الجامعة الاب خوري مجسما لوشاح مريم العذراء رمز الجامعة، شاكرا ومقدرا مبادرتها تجاه الطلاب، فانحنت وقبلت يده، كما خصت احد العازفين بقبلة على الجبين حينما ابدع في عزفه. وليس ذلك غريبا، فهذه “الماجدة”…
غناؤها صلاة ، ايمانها رجاء، فرحها امل…ماجدة الرومي كنت وستبقين منارة لبنان وسفيرته الاحلى، و”كنوز الدنيا من بعدك غبار”.