بعدما فرغت القرى والبلدات الحدودية من ساكنيها في الأيام القليلة الماضية، بعد تصاعد حدة المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل، فإن كل المعطيات تشير إلى أن ساعة الصفر لانفجار الوضع على نحو واسع لم تعد بعيدة، بعدما أكمل الطرفان استعداداتهما لذلك، في ظل تواجد لمجموعات من الفصائل الفلسطينية بمنطقة جنوب الليطاني، وعلى تخوم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فيما عاش القطاع الغربي والمناطق المتاخمة للخط الازرق، ليلًا متوترا وحذرا بعد القصف الذي تعرضت له أكثر من منطقة من جانب الجيش الإسرائيلي الذي شنّ في الساعات الماضية هجمات على تلة بلاط التي لا تعتبر قريبة من الحدود بواسطة الطيران المروحي، وتوسيع دائرة استهدافاته ليصل الى رأس الناقورة حيث تواجد مقر الكتيبة الماليزية الذي استهدف بصاروخ مباشر دون تسجيل إصابات.
وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي عن تنفيذ خطة لإجلاء سكان شمال إسرائيل الذين يعيشون في المنطقة التي تبعد حتى كيلومترين عن الحدود اللبنانية إلى مراكز أخرى، وقد تمت الموافقة على تنفيذ الخطة من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت، في حين أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مقتل ضابط إسرائيلي بنيران مضادّة للدبابات على الحدود اللبنانية.ونشر الإعلام الحربي لـ” سرايا القدس؛ صور عملية قصف الحشود العسكرية للجيش الإسرائيلي بصاروخ القاسم المتطوّر.
وفيما عثر الجيش اللبناني على عدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في منطقة “الحِنّيّة”، جنوبي مدينة صور، وعمل على تفكيكها، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن، إيران أعطت التوجيهات لحزب الله لتنفيذ هجمات. وكشف أنه إذا قرّر الحزب مهاجمة إسرائيل سيكون الرد عنيفا.
وقد أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة، وشدد خلال لقاءاته في السرايا، على تضامن لبننا الكامل مع فلسطين، إلا انه أكد أنه لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل، مضيفاً، أن لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهن بما قد يحصل
ومن جهته، أشار وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، إلى أن لاقدرة لحكومة تصريف الأعمال على ضبط حزب الله برغم الحوار الإيجابي مع الحكومة. وقال، ان الاتصالات الدبلوماسية قائمة وهناك مباحثات حول ما يحدث في غزة، موضحا أن منظمة الصحة العالمية سارعت، بإيصال إمدادات طبية عاجلة إلى لبنان، تحسبا لأي أزمة صحية محتملة، على خلفية تصاعد وتيرة الاشتباكات الحدودية بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل.
وفي تداعيات النزوح الواسع لسكان القرى الحدودية، ناشدت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير تزويدهم بمستلزمات الأطفال. وأشار مدير وحدة الاستجابة السريعة في قضاء صور مرتضى مهنا الى أن أزمة النازحين تتفاقم وقد ارتفع عدد المواطنين الذين نزحوا من القرى الحدودية التي تعرضت للقصف من العدو الاسرائيلي في بنت جبيل وصور الى أكثر من 2500 مواطن، تم توزيعهم على ثلاثة مراكز إيواء معتمدة في ثلاث مدارس بالمدينة.
في غضون ذلك، لفت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم الى أن المسؤولين ضمن محور الممانعة يعتمدون التدجيل والتعتيم، مشدداً على أن قرار الحرب اليوم هو في ايران، موضحاً أن توحيد الساحات هو إلغاء لسيادات وقيم استقلال العراق وسوريا ولبنان، مشيراً الى ان الاستقلال اللبناني مميز عن كل الدول بمفهوم الشراكة وضم الجميع وفكرة توحيد الساحات خدمت اسرائيل وفتح لها على دول الخليج.
ومن جهته، اعتبر نائب حزب “الكتائب” الياس حنكش، أن لبنان اليوم على شفير حرب لأن القرار ليس بيد السلطة اللبنانية، مشيرا إلى ان حزب الله دمّر الدولة والسيادة والمؤسسات واصبح الآمر والناهي في مستقبل البلد. وأضاف، “اليوم المسؤولية تقع على الجميع، ولكن هناك مجموعة من النواب تعمل ما بوسعها لتحييد لبنان من هذه الصراعات ولاسترداد قرار السيادة للدولة وسنقف غدًا كنواب معارضة وقفة مواجهة داخل مجلس النواب، لنؤكد رفضنا لسياسة الفريق الآخر، ولكن في الوقت نفسه هناك فريق آخر يعمل على تعطيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية وتعطيل عودة الانتظام للحياة السياسية في لبنان.
على صعيد آخر، نفت مصادر معنيّة في “طيران الشرق الأوسط” الأنباء المتداوَلة عن إبلاغ طاقمها بإمكانية الهبوط في مطار إسطنبول في أيّه لحظة، مؤكدةً أنّه عادة في فترة الحروب تقوم الشركة بإجراءات احترازية لإجلاء طائراتها من مطار رفيق الحريري الدولي إلى دول آمنة منها قبرص وتركيا، إلّا أنّه حتى الآن، لم تُقرّر الشركة اجلاء طائراتها إلى أي دولة، ولا تزال تعمل حاليّاً وفق الجدول المعتمد.