على رغم مرور نحو ٣ سنوات على حظر السلطات الألمانية مليشيا «حزب الله» اللبناني بالكامل وتصنيفه تنظيما إرهابيا، إلا أن استخباراتها لا تزال تلاحق تحركاته المشبوهة رصدا وتحليلا. وأفاد أحدث تقرير للاستخبارات الداخلية بأن المنظمات الإرهابية مثل حزب الله تملك أتباعا في ألمانيا، وأن أنشطته في الأراضي الألمانية تتنوع من التعبير عن التعاطف والأنشطة الدعائية إلى أنشطة التمويل أو جمع الأموال. وحذر من أن الهدف الأساسي لأنشطة حزب الله الحالية يتمثل في تعزيز ودعم تنظيم الحزب الأساسي في خارج ألمانيا، وبالتحديد في لبنان.
ولفت التقرير إلى أنه في ألمانيا لا يتم تنظيم أنشطة حزب الله في أي منظمة مظلية أو أي هيكل كبير يحمل اسم التنظيم، لكن أتباع حزب الله يحافظون على التماسك التننظيمي عبر النشاط في جمعيات صغيرة ومساجد شيعية، وعبر أنشطة مثل تنفيذ الاحتفالات الدينية وأنشطة التأثير على الأطفال والشباب. وكشف وجود دعم لمليشيا حزب الله في لبنان انطلاقا من الأراضي الألمانية من خلال جمع التبرعات في ألمانيا وتحويلها للمليشيات في الأراضي اللبنانية.
وأفصح أن عدد العناصر الرئيسية النشطة لحزب الله الإرهابي في ألمانيا يبلغ ١٢٥٠ عنصرا، محذرا من محاولاتها الالتفاف على الحظر المفروض على التنظيم في الأراضي الألمانية.
يذكر أن هيئة حماية الدستور في ولاية برلين قالت إنه من النادر أن يتصرف أنصار حزب الله بشكل علني في ألمانيا، في إشارة إلى أن الحزب يتبع نمط السرية في أنشطته، إلا أن التقرير حذر من أن بعض الجمعيات المرتبطة بحزب الله حصلت على إرشادات قانونية في الفترة التي سبقت صدور قرار الحظر عن كيفية إخفاء توجهاتها ومواجهة أي قرار محتمل بالحظر.
وفي الربع الأول من 2022، أفصح تقرير آخر عن محاولات تأسيس عناصر مرتبطة بحزب الله جمعية ثقافية تدير مسجدا في مدينة باد أوينهاوزن غربي ألمانيا، لكن السلطات الأمنية كانت لها بالمرصاد. ووفق صحيفة «نويه فيستفلشه» الألمانية، فإن عناصر مرتبطة بالحزب تدير تلك الجمعية على غرار الجمعيات الدينية التي كانت المليشيات اللبنانية تجني من ورائها أموالا من التبرعات بالملايين لتمويل أنشطة عسكرية في المنطقة.