في مدينة صور الساحلية في لبنان، يبدأ صانع القوارب إلياس بربور يومه بتشغيل مولده كي تدور أجهزة قطع الأخشاب التي يستخدمها في صنع القوارب.
ورث بربور وإخوته الثلاثة حرفة بناء القوارب عن والدهم وجدهم، حيث أسست عائلتهم ورشة في ميناء صور عام 1905. قال بربور «هيدي الصناعة أساسا كانت صناعة فينيقية، وكانت الموديلات كلها ع أيام جدي تقريبا قريبة من الموديلات الفينيقية، ويعملوا أكبر قياس شي ست أمتار أو سبع أمتار، ما كان في موتريات (مواتير) كله ع الشراع». ويتذكر الرجل البالغ من العمر 60 عاما الأيام التي كان نشاطهم فيها مزدهرا وكيف أصبحت الورشة، وهي مصدر دخله الوحيد، تعاني الآن وسط الأزمة المالية في لبنان.
ويقول «من 15 سنة وقت الوالد كان بعده منيح وعم نشتغل معه نحن، كنا نعمل بالسنة شي ست شخاتير (قوارب) بطول تسع أمتار الواحدة، يعني كنا نحط كل تلاتة مع بعض، ع أيام الوالد، هلق (الآن) الوضع ما بيسمح للناس الصياد شو بده يعمل جديد صار مكلف، هلق بالسنة انجأ نعمل وحدة (نصنع قاربا واحدا في السنة)». ويضيف «هلق الشغل خف بالنسبة للموضوع الاقتصادي لأنه كل شي غلي، المسامير، الخشب، القطن، والبويا غالية، خفت شواي الصناعة».
مع ذلك لا يبدي إلياس بربور أي نية أو استعداد للتخلي عما يعتقد أنه «تراث صور».
يوضح «نحن مش حابين نوقفها. حابين نكفي فيها للمصلحة لأنه حرام هيدي المصلحة تروح، هيدي تراث صور». وخارج ورشة بربور، تجمع صيادون بالقرب من الميناء، بعضهم يقومون بإصلاح قواربهم القديمة بينما يحاول البعض الآخر إصلاح شباك الصيد الخاصة بهم بدلا من تغييرها كما كانوا يفعلون في السابق.
ويعمل عماد الزوزو صيادا منذ أكثر من 40 عاما، ويمتلك قاربا بالمشاركة مع صديق له. وقال إن شبكة الصيد التي كانت تبلغ تكلفتها سبعة دولارات قفز سعرها الآن إلى 28 دولارا.
وقال «الأيام اللي قبل كان في سمك، كان في أرزاق، وكل شي رخيص، هلق (الآن) كل شي غالي وسمك قليل».
وأضاف «يعني الحمد لله عمنكفي حالنا بأكلنا وشربنا بس. الله يعيننا إذا بتخرب معنا شغلة (إذا تعطل أي شيء)، إذا خربت معنا (إذا تعطل شيء) منصير نبكي».