“الساحة لنا”… رسالة أراد معطّلو الجلسات الانتخابية الـ12 إيصالها إلى مَن يعنيهم الأمر، مستَخدِمين القطاع المصرفي، الحلقة الأضعف في يدهم، لإشعال الشارع بالصخب والغضب عبر دفع عدد من المواطنين إلى الاعتصام أمام فروع المصارف وإحراق الإطارات عند مداخلها وتحطيم زجاج واجهاتها، كما حصل اليوم أمام بنك عودة وبنك بيروت في منطقة سنّ الفيل وبنك بيبلوس عند مستديرة الصالومي.
في الأمس لم تُفضِ الجلسة النيابية إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يحّرك أحدٌ ساكناً… بقي الشارع هادئاً متماسكاً وكأن اللبنانيين لا يريدون رئيساً وهم يقبلون بالوضع الذي هم عليه!
أما اليوم فصَبّ بعض “المدفوعين” من جهات سياسية معروفة، جام غضبهم على عدد من الفروع المصرفيّة، مثيرين الرعب والهلع في صفوف الموظفين والزبائن، في مشهديّة تتكرّر دائماً عقب تعطيل كل جلسة نيابية مخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية.
“الهدف معروف” يقول مصدر مالي لـ”المركزية” واصفاً التصعيد اليوم “بالتحرّك غير البريء بتوقيته وإطاره، وهو يتكرّر في كل مرة تُعقد جلسة لانتخاب رئيس بدون أي نتيجة، فيتم بعدها تحريف الأنظار عن التعطيل “المتعمَّد” لهذا الاستحقاق، والتصويب في اتجاه المصارف لرمي سهامها التضليلية لإصابتها معنوياً مع تعريض موظفيها والزبائن لخطر لا يُحمَد عقباه”.
ويذكِّر في السياق، بتحريك الاعتصامات أمام المصارف في شهرَي أيلول وتشرين الأول من العام عشيّة الاستحقاق الرئاسي.
يبقى السؤال أخيراً، لماذا استفاق اليوم عدد محدود من اللبنانيين على تحريك الشارع؟ ولماذا في هذه النقطة الجغرافية تحديداً؟ أما أن يختاروا المصارف فهذه المعزوفة لا يجد مفتعلو هذه الفوضى، سواها للضرب بعصاهم… فلو ضُربت في مكانٍ آخر، لكان الأمر مختلفاً بل خطِراً عليهم وعلى مَن يُحرّكوهم!…
علّ تحرّك اليوم يكون إيذاناً بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً لاستعادة لبنان الاستقرار والاستثمار والسياحة والتجارة… لا أن يبقى مجرّد رسائل تُطلق في الشارع بين الحين والآخر للقول “نحن الرئيس ونحن البلد بكلّ إداراته ومؤسساته وقياداته.. نحن أو لا أحد”!