توالت ردود الفعل العربية والدولية، الثلاثاء، على إعلان الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية توغل بري “محدودة” في جنوب لبنان، في إطار حربه مع جماعة حزب الله.
وعبّرت الإمارات عن “قلقها البالغ” من التطورات التي يشهدها لبنان ومن تداعياتها، مشددة على “موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية”.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية، على موقف الإمارات “الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق في مواجهة التحديات”.
ودعت إلى “ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف تصاعد القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية”.
وفي بغداد، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “واع”، أن العراق دعا إلى قمة عربية طارئة لمناقشة الأوضاع في لبنان.
كما نددت تركيا “بمحاولة اجتياح غير مشروعة” للبنان، ودعت إسرائيل إلى سحب جنودها “في أسرع وقت ممكن”، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، الثلاثاء.
وكتبت الوزارة أن “انتهاك إسرائيل لسيادة ووحدة الأراضي عبر هجوم بري يشكل محاولة اجتياح غير مشروعة. هذا الهجوم يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن، ويجب أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من الأراضي اللبنانية”.
وأضافت أنقرة أن “محاولة الاجتياح الخطيرة” لا تستهدف “أمن واستقرار دول المنطقة فحسب إنما خارجها أيضا”.
وكان الناطق باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي، قد أكد، الثلاثاء، أنه لم يُرصد في الوقت الراهن أي توغل اسرائيلي عبر الحدود مع لبنان.
وقال تيننتي لوكالة فرانس برس “لا توغل بري الآن”، وذلك بعيد تحذير القوة الدولية في بيان من أن “أي عبور إلى لبنان يعد انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه”، داعية الأطراف كلها الى “التراجع عن مثل هذه الأفعال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وسفك الدماء”.
كما حث المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، الثلاثاء، جميع الأطراف على العمل من أجل التهدئة، وذلك فيما يتعلق بالتوغل البري الإسرائيلي في لبنان.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه في جنيف، قال المسؤول في بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان، كريستيان كورتس، إن الوضع في البلاد “تفاقم إلى أزمة إنسانية”.
من جانبه، أكّد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أن واشنطن تؤيّد “تفكيك البنى التحتية الهجومية” التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وقال الوزير الأميركي في بيان نشره على شبكة التواصل الاجتماعي بعد إجرائه محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي: “لقد اتّفقنا على ضرورة تفكيك البنى التحتية الهجومية على طول الحدود، لضمان أن لا يتمكّن حزب الله اللبناني من شن هجمات مماثلة لهجمات السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل”.
من جانبه، قال وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، إن “لا أحد منا يريد العودة إلى وقت كانت تغرق فيه إسرائيل بمستنقع في جنوب لبنان”.
واستطرد قائلا إن “ثمن أي حرب إقليمية في الشرق الأوسط سيكون باهظا”، موضحا أنه يتم التواصل مع نظرائه في إيران، و”حثهم على ضبط النفس”.
وبدوره، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن إسرائيل “ينبغي أن توقف التوغل البري” في جنوب لبنان، لتجنب تطور الأوضاع إلى صراع يشمل المنطقة.
وتتولى إسبانيا منذ فبراير 2022 قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) حيث تنشر 650 جنديا على الحدود الجنوبية اللبنانية المشتركة مع إسرائيل.
كما أعرب الكرملين الروسي، عن “قلق بالغ” إزاء الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: “نشهد معا أن الأعمال القتالية تتوسع من الناحية الجغرافية، مما يزيد من التوتر وزعزعة استقرار المنطقة. هذا التوتر مدمر للمنطقة والمناطق المحيطة بها. لا نزال نشعر بقلق بالغ”.