فجر رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس مفاجأة مدوية برفض الاستقالة من منصبه كما كان متوقعاً منه بعد الضغوط الشديدة التي تعرض لها خلال الساعات الأخيرة من سياسيين ولاعبين ومؤسسات والاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على خلفية تقبيل لاعبة المنتخب الوطني جينفر إيرموسو على الفم خلال احتفالات التتويج بكأس العالم للسيدات.
وقال روبياليس (46 سنة) اليوم الجمعة إنه لن يستقيل من منصبه، وقال خلال الجلسة الطارئة لاتحاد الكرة الإسباني “النسويون المزيفون يحاولون اغتيالي” واصفاً القبلة بأنها كانت “عفوية ومتبادلة ومبهجة وحدثت بالتراضي”.
وأضاف “هل قبلة بسيطة بالتراضي ستخرجني من هنا؟ لن أستقيل، سأقاتل حتى النهاية” وسط تصفيق حاضرين أغلبهم من الذكور.
وكانت صحيفة “أل موندو” الإسبانية نشرت مقطع فيديو عبر “إنستغرام” و”يوتيوب”، بينما كانت اللاعبة إيرموسو تقول من داخل غرفة تغيير الملابس لزميلاتها بعد هذه الواقعة إنها “لم تحب ما حدث”، لكن مع تعالي الانتقادات الموجهة إلى روبياليس أصدر اتحاد الكرة الإسباني بياناً شمل نفي اللاعبة إيرموسو أن يكون تصرف روبياليس قد فرض عليها وقالت “كانت لفتة متبادلة بشكل تلقائي تماماً بداعي الفرحة الكبيرة بالفوز بكأس العالم، ارتبط بعلاقة قوية بالرئيس وسلوكه معنا جميعاً يستحق 10 من 10، وهذا تصرف طبيعي نتيجة للمودة والامتنان”.
وتصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى روبياليس من وزراء ومسؤولين في الحكومة المحلية لحد مطالبته بالاستقالة من منصبه، مما دفع اتحاد الكرة الإسباني للدعوة لعقد جمعية عمومية استثنائية اليوم الجمعة لمناقشة موقف روبياليس، الذي بدا أنه لا يزال يقف على أرض صلبة في ظل عدم قدرة الحكومة الإسبانية على دفعه لترك منصبه المحصن قانونياً ضد التدخلات الحكومية، إضافة لحصوله على دعم كامل من مسؤولي الاتحادات الإقليمية في إسبانيا.
لكن إيرموسو تراجعت فجأة عن تبرئة روبياليس، حيث قال اتحاد لاعبات كرة القدم المحترفات في إسبانيا، أول من أمس الأربعاء، إن إيرموسو طالبت بإجراءات “رادعة” بحق رئيس الاتحاد.
وقالت إيرموسو في بيان مشترك نشره الاتحاد ووكالتها “يتولى اتحادي بالتعاون مع وكالتي (تي أم جيه) مهمة الدفاع عن مصالحي وتولوا المسؤولية كمحاورين يمثلونني في هذه المسألة”.
وأضافت “نعمل لنحرص على ألا يفلت مرتكبو مثل هذه الأفعال التي رأيناها من العقاب، وأن يتلقوا العقاب وأن تتخذ إجراءات رادعة لحماية لاعبات كرة القدم من أفعال نعتقد أنها غير مقبولة”.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الخميس، أن لجنة الانضباط التابعة له بدأت تحقيقات ضد روبياليس، مشيراً إلى أن تصرفات رئيس اتحاد الكرة الإسبانية ربما شكلت انتهاكاً للمادتين 13.1 و13.2 من قانون فيفا التأديبي.
وتنص الفقرة الأولى من المادة 13 على أن أي شخص يهدد كرامة أو سلامة بلد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص باستخدام كلمات أو أفعال مهينة أو تمييزية أو كيدية (بأي وسيلة كانت) لأسباب العرق أو لون البشرة أو الأصل العرقي أو الوطني أو الاجتماعي وعلى أساس الجنس أو الإعاقة أو التوجه الجنسي أو اللغة أو الدين أو المنصب السياسي أو القوة الشرائية أو مكان الميلاد أو لأي حالة أو سبب آخر، ستتم معاقبته بالإيقاف لمدة 10 مباريات على الأقل أو لفترة محددة، أو بأي عقوبة مناسبة أخرى.
لكن خلال الساعات الأخيرة كشف تقرير لصحيفة “سبورت” الإسبانية أن الطبيب النفسي للمنتخب الإسباني قد برأ روبياليس من تهمة التعدي على إيرموسو حيث صرح الطبيب خافيير لوبيز أن القبلة “تتوافق مع فعل بسيط من الصداقة والمودة والثقة المتبادلة من دون أي علامة تشير إلى الانزعاج أو الرفض”، وذلك بعد جلسة مع اللاعبة الإسبانية بتوصية من الاتحاد.
ويظل مستقبل روبياليس على المحك في ظل تحرك الحكومة الإسبانية ممثلة في المجلس الأعلى للرياضة (سي أس دي) لتحويل القضية إلى المحكمة الإدارية الرياضية (تاد) وهي الهيئة التي يمكنها الإطاحة بروبياليس من منصبه من دون وقوع ضرر على الكرة الإسبانية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وتلقت لجنة التنمية المستدامة ثلاث شكاوى مختلفة ضد لويس روبياليس، وهي الخطوة الأولى لوصول القضية إلى (تاد)، القادرة على إيقاف رئيس اتحاد الكرة ولو بشكل موقت، إذ ينص قانون الرياضة الإسباني الجديد على فرض عقوبات محتملة على القادة بسبب السلوكيات والأفعال سيئة السمعة والعامة، وتتراوح فترة عدم الأهلية بين عامين و15 عاماً.
