بعد الانتخاب والتكليف، كل الأنظار شاخصة نحو الحكومة التي يقع على عاتقها نزع لبنان من مخالب السلاح غير الشرعي وتحريره من مافيات الاقتصاد ووضع الدولة ومؤسساتها على سكة التعافي الحقيقي التي طال انتظارها. تركيبة الحكومة غير واضحة حتى اللحظة، ثمة تعتيم يلف المفاوضات بمحاولة لإبقائها بعيدة عن الأخذ والرد ولإنجاح تأليفها للبدء بمسار التعافي.
حزب “القوات اللبنانية” كان منذ سنوات طويلة من أشد معارضي النهج الذي اتبعته الممانعة، من أشرس المواجهين الذين لم يتراجعوا خطوة أمام السلاح إنما طالب ونوابه ومسؤوليه بحق الدولة، الدولة فقط بحمل السلاح، بأعلى صوت وبسقف عال جداً، وهو ما سمعناه كذلك في خطابي القسم والتكليف، فما نظرة “القوات” ورؤيتها للحكومة المقبلة وللمطلوب منها؟مصادر قواتية تؤكد عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أن “القوات اللبنانية رأت بانتخاب رئيس الجمهورية وبتكليف رئيس الحكومة وبخطابي القسم والتكليف فرصة فعلية للوصول الى الدولة التي ناضلت “القوات” وتناضل من أجل قيامها. وترى “القوات” بتأليف الحكومة هذه الفرصة لترجمة خطاب القسم ومن ثم ما أعلنه الرئيس المكلف في خطاب تكليفه لجهة أن المعيار الوحيد أو المشترك بيننا كلبنانيين أو خريطة طريقنا للنهوض هي الدستور وتطبيق الكتاب، وعندما نختلف على أي شيء من يحل النزاع هو الكتاب، وبالتالي بسط سيادة الدولة على أراضيها هو العنوان”.
“من لا يريد اتفاق الطائف فليقل علناً أنه لا يريد هذا الاتفاق لكن من لا يقول ذلك عليه أن يسلم بهذا الاتفاق”، تجزم المصادر وتشدد على أن “القوات اللبنانية ترى في تأليف الحكومة فرصة مثلثة، أولاً من أجل تطبيق القرار 1701 كاملاً واستعادة سيادة لبنان على كامل أراضيه من خلال وجود سلاح واحد، وبالتالي وظيفة الحكومة الأولى هي من طبيعة سيادية من اجل عودة السيادة على كامل الأراضي اللبنانية في ظل احتكار الدولة واحتلال السلاح”.
العنوان الثاني للحكومة بعد العنوان السيادي، وفق المصادر هو من طبيعة اقتصادية مالية لترييح اللبنانيين وعودة المغتربين، لأن لبنان وبعد الانهيار الذي ضربه بفعل امساك الممانعة بمفاصل الدولة وعدم الاستقرار الدائم والمستمر والمافيا القائمة، بحاجة لتُضخ الأموال اللازمة في عروقه من أجل نهضة مالية واستثمارات وسواها.
المصادر تلفت إلى أن العنوان الثالث هو القيام بالإصلاحات على مستوى الوزارات والمؤسسات والإدارات لأن ثمة ورشة مطلوبة في ظل الشغور المتمدد، وبالتالي يجب ان تشعر الناس ان الدولة اللبنانية استعادت هيبتها ودورها وحضورها ونفوذها وتعمل على تسهيل أمور المواطنين”.
“هذه الأمور كأولويات ومن بعدها ثمة ورش أخرى يتم الحديث عنها لاحقاً”، تختم المصادر.
إذاً، هذا ما تريده معراب وتسعى للوصول اليه بكل قوتها وقواتها، فتكون مدماكاً أساسياً لبناء الدولة القوية والجمهورية القوية التي ما لم تقم سنبقى جميعنا أمواتاً في بلدنا الدفين.