كشفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت النقاب لـ”السياسة”، أن ” إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعد اطلاعها على تقرير مبعوثه الشخصي إلى لبنان جان إيف لودريان، ستعكف على إجراء مشاورات مكثفة مع المملكة العربية السعودية وقطر، ودول الاجتماع الخماسي، من أجل بلورة تصور مشترك يفضي إلى حل المأزق الرئاسي، سيحمله لودريان في زيارته الثانية إلى بيروت الشهر المقبل، مشيرة إلى أن الخطوط العريضة لهذا التصور، ترتكز في أساسها على أن المخرج لهذا المأزق، من خلال اختيار شخصية توافقية، مقبولة من المعارضة، ولا يعارضها “الثنائي الشيعي”. وأشارت المصادر، إلى أن لبنان أضحى في وضع بالغ الصعوبة، ما يحتم على مسؤوليه التجاوب مع المبادرة الفرنسية الجديدة، والمدعومة خليجياً وعربياً، سعياً لإخراجه من هذه الأزمة التي تتهدده بعواقب وخيمة، إذا لم يع القادة اللبنانيون الواجبات الملقاة على عاتقهم تجاه هذا الموضوع” .
وكان الموفد الفرنسي، قال عند مغادرته بيروت، في ختام زيارته، إنه سيرفع تقريرا حول هذه المهمة الى الرئيس ماكرون فور عودتي الى فرنساأ وانه سيعود مجددا الى في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان. وأضاف، لودريان أن سيعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان. وخلال ترؤسه قداس، أمس، قال البطريرك بشاره الرَّاعي، إن لبنان كدولة يتفكّك بسب عناد بعض السياسيّين ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، معتبرا أن عملية انتخاب رئيس الجمهورية سهلة للغاية، إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه عبر تطبيق الدستور. ودعا الراعي الى الصلاة من أجل شعب لبنان الذي يفتقر يومًا بعد يوم بسبب السياسيّين الذين يهملون كلّ قدرات البلاد وإمكانيّاتها. من جهته، انتقد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس، المطران الياس عودة، المسؤولين، قائلاً: إن سياساتهم الملتوية ووعودهم غير الصادقة دفعت الشعب إلى الإهتمام بتأمين الاحتياجات الضروريية فقط، قائلا إنه لا يؤجد سبب يؤخر انتخاب رئيس إذا ما صفت النيات وصدقت الأفواه. بدوره حذر المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان القوى السياسية، أن النزوح بات يبتلع تركيبة لبنان وسط ترسانة سواتر أميركية أوروبية تستثمر بالفدرلة العملية والشعب البديل، مشيرا إلى ان الإنهاك يطال بنية لبنان، مطالبا بإنقاذ الصيغة السياسية للعيش المشترك،محذرا من بريغوجين لبناني وسط وكالات وكيانات خارجية تمارس لعبة انتهاك السيادة بشكل خطير يضع مشروع الدولة في مهب الريح.
إلى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إصرار الدولة على النهوض من الكبوة، ولن يسمح لأيادي الشر ان تفتك بلبنان، وعلاقاته العربية أو ان تهدد سمعته ومصلحة وشعبه. وقال، إن الجريمة القائمة لا دين ولا طائفة لها، داعيا إلى مكافحتها ومحاربتها ومحاكمة كافة المتورطين فيها.
على صعيد آخر، بحث وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين مع وزير الداخلية السوري محمد الرحمون سبل تعزيز التعاون لعودة اللاجئين السوريين. وأكد الرحمون أنّ سوريا قدّمت جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين الى وطنهم وكذلك معالجة أوضاعهم بالمراكز الحدودية وحل جميع المشكلات التي تعترضهم.