عدما اقتنعت باستحالة الاستمرار بمعادلة (أزعور ـ فرنجية)، فإنه لم يكن مستغرباً أن تدعو باريس المسؤولين اللبنانيين إلى البحث عن خيار ثالث لحل أزمة الانتخابات الرئاسية، وفق ما قاله المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان الذي لوح بسيف العقوبات على المعطلين مجدداً، باعتبار أنه ثبت للوسيط الفرنسي صعوبة نجاح مبادرته، ما جعل الملف الرئاسي يزداد تأزما في ظل إصرار كل فريق على مواقفه.
وفي وقت نعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته كنتيجة حتمية لرفض المعارضة والبطريركية المارونية للحوار الذي دعا إليه، وبعدما وصلت الأمور إلى الحائط المسدود، فمن الطبيعي أن يدرك الفرنسيون، أن المخرج لهذه الأزمة يكمن في البحث عن الخيار الثالث الذي تتركز عليه محادثات الموفد القطري جاسم بن فهد غير العلنية مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، في إطار تهيئة الأجواء أمام مساعي الدوحة للوصول إلى مبتغاها.
وفيما لا يستبعد المراقبون ذهاب الأطراف اللبنانية إلى مؤتمر “دوحة 2″، على غرار”دوحة 1” الذي أفضى إلى انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في العام 2008، فإن مصادر لبنانية معارضة، رأت أن الموقف الفرنسي المستجد يعزز دور الوساطة القطرية التي انطلقت من الأساس، نحو الخيار الثالث الذي من شأنه الحصول على أكبر دعم من جانب المكونات السياسية، مشددة على أن المطلوب من الفريق الآخر أن يستجيب للتطور الجديد في المقاربة الفرنسية، ويعمل على طي صفحة مرشحه فرنجية، وإلا فإن الدول العربية والاجنبية ستشهر سيف العقوبات على المعطلين، وعندها لن ينفع الندم.
وفي هذا الإطار، كان اللافت اللقاء الذي جمع في الرياض، أمس، المستشار في مجلس الوزراء السعودي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري، مع الموفد الفرنسي لودريان، حيث جرت مناقشة تطورات الملف اللبناني، فيما قال الرئيس بري، إنه لم يكن يومًا إلا متعاوناً مع أي مبادرة خارجية، مضيفاً لـ”الجديد”، أنه تعاون مع الموفد الفرنسي وسهّلت مهمته، ويتعاون الآن مع القطري.وكشف بري، أن الموفد القطري يطرح مجموعة أسماء وليست محصورة باسم معين. وعن كلام لودريان عن الخيار الثالث قال، “هيدي قيمة الحوار”، مشدداً على ان مرشّحنا سليمان فرنجية. وحتى الآن ما في خطة بديلة.
وفيما لفت عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة، إلى أن هناك شعوربفائض القوة عند حزب الله في حين أنّ الأمور لم تعد هكذا سواء إقليمياً أو محلياً، بينما يرخي ملف النازحين بثقله على الوضع، يشكل تعليم النازحين السوريين قنبلة موقوتة، حيث تتدفق أعداد جديدة للالتحاق بالمدارس الرسمية والخاصة، مستفيدة من دعم الجهات المانحة. وفي آخر إحصاء للسوريين النازحين في عمر المدرسة بين 3 و17 سنة أكدته مصادر متقاطعة من مفوضية اللاجئين واليونيسيف، فإن عددهم يتجاوز 700 ألف، يتوقع أن يتم استقطاب نصفهم في المدارس، أي نحو 350 الفاً، بعدما كان العدد لا يتجاوز 267 ألفاً العام الماضي.