ما كاد اللبنانيون يتفاءلون خيراً بتعيين الأليزيه وزير خارجية فرنسا السابق جان إيف لودريان مبعوثاً رئاسياً إلى لبنان، وإبعاد الفريق الثلاثي الذي كان يدير الملف الرئاسي، بعد إخفاقاته المتكررة، والتي كانت أفدحها طرح تسوية «فرنجية ــ نواف سلام»، حتى بدأت بعض الأطراف تُشكك بنتائج زيارة البطريرك إلى باريس، رغم أن هذا التغيير الجذري في الطاقم الديبلوماسي هو إحدى ثمرات المحادثات الصريحة التي أجراها سيد بكركي مع رئيس الأليزيه، الأمر الذي يوحي بحدوث تغيير جذري في الموقف الفرنسي من الإستحقاق الرئاسي، والمرشحَيْن الحاليَّيْن وغيرهما من الذين يمكن أن يخوضوا غمار السباق الإنتخابي.
وعوض أن تلاقي الأطراف اللبنانية الرسمية والسياسية الخطوة الباريسية بشيء من الإيجابية، فوجئ اللبنانيون بوقوع حدثين متلازمين في التوقيت، ومتشابهين بالنتائج.
الحدث الأول هو منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان، وإبقائها ساعات الليل قيد الإحتجاز في المطار، پإنتظار إعادتها إلى بلدها تنفيذاً لمذكرة منع صادرة عن المديرية العامة للأمن العام منذ سنوات، ولم تُفلح مراجعات القائم بالأعمال الكويتي عبدالله الشاهين في نقل مواطنته إلى السفارة الكويتية، ريثما يحين موعد إقلاع الطائرة التي ستعيدها إلى الكويت.
وهنا لا بد من التساؤل: هل المقصود توجيه رسالة إلى الأشقاء الكويتيين لعدم تشجيعهم للحضور إلى البلد الذي يحبونه لتمضية إجازات الصيف.
مثل هذا الإجراء المجافي لروح الأخوة التي تربط الشعبين اللبناني والكويتي، يبقى مُداناً ومستنكراً، لأنه يتعارض مع أبسط مبادئ الديموقراطية وقواعد حرية التعبير التي ينص عليها الدستور اللبناني، حتى ولو كانت الإعلامية الكويتية تُعارض محور الممانعة الإيراني، وتنتقد حزب الله اللبناني.
أما الحدث الثاني الذي وجّه رسالة سلبية للآمال المعلقة على «الصيف الواعد»، فهو إقدام مجموعة من الشباب على قطع طريق المطار في المنطقة المجاورة لحاجز الجيش وثكنة القوات الجوية، أي على مقربة عشرات الأمتار من قاعة الوصول في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مما أشاع جواً من الاضطراب والإرباك في صفوف اللبنانيين القادمين من بلدان الإغتراب، وعاشوا ساعات من القلق، إلى أن قام الجيش بفتح الطرقات وإخماد نيران الدواليب المشتعلة، والذي وصل دخانها الأسود إلى قاعات المطار.
فهل كان هذا الدخان الأسود يُعبّر عن الأجواء السوداء المحيطة بجلسة يوم الأربعاء ؟