قال مسؤولون، الثلاثاء، إن الجيش الأميركي اتخذ إجراءات لحماية قواته والأفراد الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي حين كشف مسؤولون لصحيفة واشنطن بوست عن خطة لإجلاء مئات الآلاف من الأميركيين، إذا اقتضت الضرورة، قال مسؤولون لرويترز إن الجيش اتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران، وأوضحوا أنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر.
وذكر المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم نشر هوياتهم، لرويترز أن الإجراءات تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأميركية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك باستخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى.
ونقلت رويترز عن هذه المصادر أيضا القول إن الجيش يعزز أيضا المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، ويعزز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، ويكثف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالمسيرات والصواريخ والقذائف.
وقال الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، قائد القيادة المركزية في بيان لرويترز: “مع زيادة عدد الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أميركية فإن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية قواتنا أمر بالغ الأهمية”.
وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل لزيادة إجراءات حماية القوات، وكذلك نشر أصول عسكرية أميركية إضافية في المنطقة في الأيام الأخيرة “حالت دون وقوع المزيد من الخسائر الخطيرة في صفوف قواتنا في مسرح العمليات”.
وقال أحد المسؤولين للوكالة إن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الصراع بين إسرائيل وغزة في السابع من أكتوبر، وتسببت الهجمات في إصابات طفيفة لأربعة عسكريين أميركيين حتى الآن، وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش الأميركي، عادوا جميعا إلى الخدمة.
ولم يذكر مسؤول عسكري أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على وجه التحديد ما الذي قد يؤدي إلى إجلاء عائلات العسكريين الأميركيين الذين تم نشرهم في مواقع بالشرق الأوسط.
وقال المسؤول لرويترز: “نراجع الأمر بشكل مستمر، وإذا وجدنا أن التهديد يتصاعد إلى مستوى يهدد عائلات أفراد خدمتنا في (المنطقة)، فسنخطئ إذا لم نتوخ الحذر”.
والأسبوع الماضي، أسقطت سفينة حربية أميركية قبالة سواحل اليمن أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران.
وجعلت التوترات المتزايدة الأفراد الأميركيين في حالة تأهب دائم. وتوفي مقاول مدني إثر إنذار كاذب في قاعدة الأسد الجوية بالعراق، الخميس، إثر سكتة قلبية.
إجلاء مئات الآلاف
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين إن إدارة بايدن لديها خطط إجلاء لمئات الآلاف من الأميركيين في الشرق الأوسط، إذا لم يكن بالإمكان احتواء إراقة الدماء في غزة.
لكن مصادر الصحيفة أكدت أن عملية إجلاء بهذا الحجم ستكون أسوأ سيناريو يمكن حدوثه، وأنه ربما تكون هناك احتمالات أخرى أكثر ترجيحا. ومع ذلك، قال أحد المسؤولين: “سيكون من عدم المسؤولية عدم وجود خطة لكل شيء”.
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن هناك مخاوف خاصة على حياة الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان. ووفق وزارة الخارجية الأميركية، هناك حوالي 600 ألف أميركي في إسرائيل، وحوالي 86 ألفا آخرين في لبنان.
والمخاوف الأساسية في لبنان تتعلق باحتمال شن حزب الله هجوم على حدود إسرائيل الشمالية، مما يعني فتح جبهة ثانية للحرب.
وقال مسؤول لواشنطن بوست: “لقد أصبحت هذه مشكلة حقيقية. إن الإدارة قلقة جدا جدا جدا من أن هذا الأمر سيخرج عن نطاق السيطرة”.
ويتعدى القلق نطاق إسرائيل ولبنان، إلى البلدان العربية المجاورة، حيث اتسعت نطاق التظاهرات المناهضة للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يضع القوات الأميركية والأميركيين في خطر أكبر.
وقال خبراء إنه إذ تم تنفيذ خطة الإجلاء، فربما ستكون أصعب عملية من نوعها في التاريخ الحديث بالنظر إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين تشملهم.
وحذر كبار المسؤولين في إدارة بايدن، لاسيما وزير الدفاع، لويد أوستن، من خطر حدوث تصعيد كبير في الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وأن إيران قد تسعى إلى توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لمراسلي البنتاغون الاثنين: “نرى احتمالا لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأميركيين على المدى القريب، ودعونا نكن واضحين بشأن ذلك، الطريق يؤدي إلى إيران”.
وأمر أوستن بنشر دفاعات جوية جديدة في الشرق الأوسط لحماية القوات، تشمل نظام الدفاع الجوي (ثاد) وبطاريات “باتريوت” إضافية.
وأرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة من طهران، بما في ذلك حاملتا طائرات.
وقال البنتاغون إنه لم يرصد صدور أمر مباشر من أعلى المستويات في إيران بتنفيذ الهجمات، لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن من الواضح أن إيران تسهل ذلك.
وقال كيربي الاثنين: “نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات تسهل بشكل فعال هذه الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم الخاصة ولمصلحة إيران”.
وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون لرويترز إن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء في الشرق الأوسط، مثل حزب الله، بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأميركية، مع تجنب تصعيد كبير قد يجر طهران للحرب.