توقع مصدر مطلع لـ «الأنباء» ان يشهد الأسبوع مفاوضات حاسمة باتجاه التوصل الى اتفاق بشأن غزة، «بانتهاء رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى العاصمة الأميركية واشنطن، بعدما أرجأ توجه وفده المفاوض الى العاصمة القطرية الدوحة، وسط تأكيدات أميركية أن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى، والأمر متروك لإسرائيل من أجل قبول ذلك».
والسؤال المطروح لبنانيا: إذا تم التوصل الى اتفاق بشأن غزة، ما مسار الوضع على الحدود اللبنانية مع إسرائيل؟
وقال المصدر: «يعلن حزب الله في كل مناسبة انه سيتوقف عن إطلاق النار فور الاتفاق في غزة، لكن السؤال: هل ستعتبر إسرائيل ان الأمر انتهى بمجرد قرار الحزب وقف النار؟».
وتابع المصدر: «ملف الحدود اللبنانية متروك لما بعد الاتفاق، وقد يشهد تهدئة ولكن ليس نهاية للحرب. لأن عودة المستوطنين لن تتم قبل التوصل الى اتفاق نهائي، وبالتالي سيبقى الملف عالقا».
وأضاف: «تستخدم إسرائيل سياسة التهديد والوعيد، فتتحدث عن السعي الى حل ديبلوماسي على الحدود مع لبنان فيما تبقي سيف التهديد مسلطا. وتحدثت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن إنجاز الاستعدادات للمناورات في الشمال، وتصر في الوقت عينه على «ضمان أمن الحدود ديبلوماسيا ولو استلزم ذلك فرضه بالقوة».
في المقابل فإن «حزب الله» لا يوفر مناسبة إلا ويؤكد فيها الاستعداد لكل الاحتمالات، وانه اذا قررت إسرائيل توسيع الحرب، فلن تجد الساحة مفتوحة أمامها في لبنان، وان ما ستواجهه من كثافة نيران يفوق التصور.
ويتوقف المصدر عند التصريح الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله لذي نفى وجود أي اتفاق بشأن الحدود.
وتابع المصدر: «أعلن الحزب ترك أمر التفاوض بشأن الحدود الى الحكومة اللبنانية، الأمر الذي يوحي بانه ترك الباب مفتوحا توقعا لأي مفاجآت من خلال رفض إسرائيل العودة الى ما كان الوضع عليه قبل السابع من أكتوبر، وانها قد تحاول فرض شروط جديدة تؤدي الى تغيير قواعد الاشتباك القائمة، وربما الذهاب الى توسيع الحرب، وهذا ما تحذر منه الجهات الدولية المعنية».
في الشأن السياسي الداخلي، بدت الأمور مجمدة الى حين، في ضوء تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري الآلية التي يراها بحسب تقديره مناسبة لفتح أبواب المجلس، من خلال ثلاثية «تشاور (حوار) وتوافق فانتخاب»، في مقابل رفض «القوات اللبنانية» ومعها الحلفاء في المعارضة ذلك، اضافة الى آخرين يرون في خطوة بري محاولة لتكريس عرف على الاستحقاق الرئاسي. وهذا يعني ركودا في الملف الرئاسي، يخشى منه البعض ان ينسحب طويلا على المشهد، في حال مضي بري في السعي الى تنفيذ فكرته.
وذكرت مراجع كبرى بتسوية 2016 بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، والتي أوصلت عون الى قصر بعبدا. تسوية انطلقت من «اتفاق معراب» بين عون ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع في يناير 2016، وكان بري معارضا لوصول عون، ولم يصوت له، في الدورات الثلاث التي سبقت إعلانه رئيسا للجمهورية في 31 أكتوبر عامذاك.
وقد أصر رئيس المجلس على «سلة كاملة»، وحال عدم القبول بها لاحقا الى عدم تمكين عون من الحكم، الى ان حصلت تطورات خارجية كبرى ضربت مسيرة العهد، وصولا الى احتجاجات أكتوبر 2019 وما تلاها من انهيارات نقدية ومالية ومالية ومصرفية.
ميدانيا، تواصلت المواجهات على الحدود وسط كر وفر تفرضهما المواجهات. واستهدفت الغارات مواقع للحزب الذي نعى أحد عناصره وأصيب اثنان آخران، وأعلن الرد على مواقع عسكرية إسرائيلية، بينها استهداف المنظومة الفنية في موقع راميا بصاروخ موجه.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين على أطراف بلدة مركبا في منطقة المرحات. وأفيد بسقوط عنصرين من «الحزب».
ولجأت إسرائيل خلال الأيام الماضية إلى تحليق طائراتها الحربية ليلا وخرق جدار الصوت في ساعات متأخرة، مما خلق حالة رعب في صفوف المدنيين الذين يكون معظمهم قد خلد الى النوم.
وأعلن «الحزب» في تطور جديد، إطلاق الصواريخ المضادة على الطائرات التي ألقت قبل مغادرتها الأجواء اللبنانية البالونات الحرارية، وتسبب أحدها في إشعال حريق كبير بين بلدتي الشهابية والمجادل. وعملت فرق الدفاع المدني على إطفائه قبل امتداده الى المنازل المجاورة. كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى ومركزا تجاريا في بلدة عيترون، مما أدى الى تضرر عدد من الشقق وانفجار الطابق السفلي في المبنى.