يؤكد القائمون على مشروع بناء مدينة “ذا لاين” السعودية أنها ستحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة، ولكنها لن تكون ثورية في مجال الحياة الحضرية حسبما يقول خبراء يرون أنها يجب ألا تكون مثالا يحتذى به عندما يتعلق الأمر بإنشاء المدن الحديثة.
ينقل موقع “Phys.org” البريطاني المتخصص بأخبار العلوم والتكنولوجيا عن باحثين في مؤسسة بحثية مقرها فيينا أن التوقعات تشير إلى أن المدينة ستعاني من مشاكل في التنقل مما قد يؤثر على حياة سكانها.
يقول رافائيل برييتو-كورييل الخبير في منظمة “Complexity Science Hub” إن “من المتوقع أن يعيش في المدينة نحو تسعة ملايين شخص، وهو عدد أكثر من أي مدينة أخرى في السعودية”.
ويضيف برييتو-كورييل أن هذا يعني أن الكثافة السكانية للمدينة ستبلغ 265 ألف شخص لكل كيلومتر مربع، أكثر كثافة بعشر مرات من مانهاتن في نيويورك وأربعة أضعاف في مانيلا، التي تعد حاليا أكثر المدن الحضرية كثافة على وجه الأرض”.
يتساءل برييتو-كورييل عن الكيفية التي ستمكن السعودية من جذب هذا العدد الكبير من الناس في بلد متوسط الحجم من ناحية السكان”.
ويطرح الخبير البريطاني أسئلة أخرى تتعلق بكيفية التنقل داخل المدينة المستقبلية التي تبلغ كلفتها 200 مليار دولار، التي من المقرر أن يبلغ طولها 170 كيلومترا.
يقول برييتو-كورييل إن بناء المدينة على شكل خط مستقيم يجعلها أقل كفاءة مقارنة بالمدن التقليدية التي تكون على شكل دائري تقريبا.
ويشير إلى أن معدل بعد الأشخاص عن بعضهم البعض في “ذا لاين” سيكون أعلى كثيرا مقارنة بالمدن التقليدية مما سيعيق حركة التنقل وسيزيد من الاعتماد على وسائل النقل العام، بدلا من استخدام المشي.
تعكس تصاميم “ذا لاين”، بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية، وفقا للقائمين على المشروع.
ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين”، أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو مترا، وارتفاع يبلغ 500 متر فوق سطح البحر. وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو مترا مربعاً، وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تماما في مدنٍ بهذا الحجم، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وحسب المشروع، تتيح “ذا لاين” لجميع السكان إمكانية الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون 5 دقائق، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال 20 دقيقة.
لكن الباحث دانييل كوندور يشير إلى أنه في حال أراد القائمون ضمان أن يكون جميع السكان على مسافة قريبة من محطة القطار فيجب أن تحتوي المدينة على 86 محطة على الأقل.
وهذا يعني، وفقا لكوندور، أن القطار سيقضي وقتا طويلا في التوقف، ولن يستطيع السير بسرعات فائقة خلال تنقله من محطة لأخرى، وبالتالي سيقضي السكان فترات أطول في التنقل داخل المدينة مقارنة بالمن المكتظة الأخرى حول العالم.
وتعتبر “ذا لاين” أساس مشروع منطقة نيوم الضخمة والتي تشمل مناطق زراعية وصناعية ومناطق جذب سياحي ومطار يربط 40 بالمئة من مدن العالم في رحلة لا تتجاوز مدتها الـ 6 ساعات.
وبحلول عام 2030، يتوقع أن يعيش حوالي 1.5 مليون شخص في ناطحات سحاب توأم أفقية والتي تعرف بـ “ذا لاين”.