صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

«حْبس أنفاس» في لبنان واكَب «هدوء ما قبل العاصفة» على جبهة غزة

حَبَسَ لبنان أنفاسه أمس بعد العدوان الاسرائيلي على غزة والذي أنْذَرَتْ طبيعته وحصيلته الدموية بأنه «لن يمرّ» من دون ردٍّ يُعيد توازن الردع ويمنع تل أبيب من تغيير قواعد الاشتباك على هذه الجبهة «مقتنصةً» لحظةً إقليمية يطبعها «إطفاء الحرائق» في ساحاتٍ كانت انفجرتْ مع تحرّك فالق الصراع الكبير في المنطقة حول الأدوار والنفوذ.

وفيما كانت الجبهة الاسرائيلية مع غزة تعيش ما يُشبه «هدوء ما قبل العاصفة» وسط استنفارٍ استباقي لتل أبيب ديبلوماسياً وعسكرياً وفي ميادين الإجلاء وفتْح الملاجئ، سادت المخاوفُ في بيروت من انزلاق الوضع اللبناني نحو «ملعب النار» الذي كانت كل المؤشرات تدلّ على أنه كان يُرسَّم على طريقة «البادي أظلم»، مع ما يرتّبه أيّ «ربْطٍ صاروخي» لجبهة الجنوب بـ «الانتقام الغزاوي» من مخاطر كبرى على الوطن الصغير الذي كان يَخشى أن يكون تَلَمُّسُه طريقَ «الانغماس المميت» في المواجهات مع اسرائيل أسْرع وأسهل بكثير من التقاط تأثيراتِ الانفراجات الاقليمية على أزماته الداخلية وفي مقدّمها الانتخابات الرئاسية.

وكان بديهياً أن تشخص العيون إلى «حزب الله» وكيفية مقاربته إحياء تل أبيب «حروب الاغتيالات» التي جاءت جولتُها فجر الثلاثاء تحت عنوان «السهم الواقي»، لاسيما أن اندفاعة الصواريخ الحمساوية الشهر الماضي من جنوب لبنان ثم زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لبلدة مارون الراس الحدودية قبل أقل من اسبوعين اعتُبرت مدجَّجة بالرسائل المشفّرة والمباشرة حيال «وحدة الجبهات» واعتماد طهران سياسة «غصن الزيتون في يدٍ» تجاه الصراع الاقليمي ودوله و«البندقية في يد أخرى» حيال إسرائيل والمواجهة المفتوحة معها، من ضمن مسار «إعادة ترتيب» عناصر المشروع الإيراني الكبير وضبْطه وفق مقتضياتِ «التقاط الأنفاس» وتنويم الجبهات المُنْهَكة و«إخفاء أنيابها».

ولم يتأخّر «حزب الله» في أولى ساعات بعد ظهر أمس في إصدار بيان أعلن فيه «تضامننا الكامل مع الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي وتأييدنا التام والصريح لكلّ ‏الخيارات والخطوات التي تتخذها قيادة الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية لردع العدو ‏الصهيوني وحماية الشعب الفلسطيني ومقدّساته»، معتبراً «أن ما قام به العدو الصهيوني من غاراتٍ وحشية استهدفتْ المجاهدين والنساء والأطفال هي ‏جريمة موصوفة بحق الإنسانية تجسّدت فيها كلّ معاني الغدر والإرهاب وترويع الآمنين، وهي ‏برسم كلّ المنظمات الإنسانية والدولية والحكومات وما يُسمّى بالضمير العالمي لاتخاذ المواقف ‏والخطوات المناسبة في مواجهة هذا الإجرام المتمادي»، ومؤكداً «أن قتْل قادة المقاومة سيزيد أمتنا وعياً ‏ووحدة ويجعلها أشدّ عزيمة وصلابة وتصميماً على المضي في خيار الجهاد والمقاومة حتى ‏تحقيق النصر الكامل».‏ ‏

ورغم أن بيان «حزب الله» أعطى إشارةً إلى اصطفاف خلْف خيارات التنظيمات الفلسطينية في الداخل، وسط صعوبة تَصَوُّر أن يبادر الحزب إلى الالتحاق بخط النار الغزّاوي، هو الذي يرفد حلفاءه الفلسطينيين بكل مقوّمات الدعم التي تتيح لهم إيلام الاسرائيليين، فإن هذا الأمر لم يُخْفِ القلقَ من أن يؤدي تَدَحْرُجُ أي مواجهة خارج القواعد المألوفة إلى جرّ «بلاد الأرز» إلى «عيْن العاصفة» وما قد تستجرّه من حربٍ يمكن أن تقع بخطأ كبير أو… قرار كبير.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وأمام هذا المشهد البالغ الدقة والخطورة، بدت وطأة الشغور الرئاسي أَثْقل على الواقع اللبناني الذي ينكشف بسهولة على أزمات المنطقة ويتفاعل بصعوبة مع أي «فك للاشتباك» فيها، على ما حصل بين الرياض وطهران، وذلك في ضوء «برْمجة» غالبية أطراف الداخل مقارباتهم للقضايا الإشكالية الكبرى على قواعد الاستقطابات السلبية الخارجية ومغالاتهم في البناء عليها، حتى إذا هدأتْ المَحاور وجدوا أنفسهم غير قادرين على التكيّف معها، يتآكلهم شعور القاصرين بأنهم متروكون أو يندفعون إلى عملية هروب إلى الأمام ارتكازاً على «تَفوُّقٍ» غالباً ما يصطدم إما بتوازنات سلبية، كما هي حال البرلمان اليوم، وإما بتعقيدات الوضع اللبناني التي تجعل قوّة أي مكوّن تقف عند حدود الطوائف الأخرى.

وقد انطبع يوم أمس محلياً بثلاثة مسارات متوازية:

– الأوّل استكمال السفير السعودي وليد بخاري حركته الداخلية تحت سقف أن لا فيتو للمملكة على أي مرشح ولا دعْم لأيّ اسم، والملف الرئاسي «شأن سيادي لبناني».

وقد زار بخاري الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، معلناً «نحن واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل»، وذلك بعدما التقى أول من أمس تكتل «الاعتدال الوطني» في منزله في اليرزة، حيث أكد (بحسب بيان للتكتل) «الموقف الحيادي للمملكة وضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق».

في المقابل أكد أعضاء التكتل (يضم 5 نواب سنّة من أصل 6 يتألف منهم) أمام السفير السعودي «ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة»، مشددين على وجوب «عدم مقاطعة أي كتلة أو نائب جلسات الانتخاب».

– حركة نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب، الذي أنهى أمس المرحلة الأولى من مبادرته الاستكشافية التي ترافقت مع إحياء عنوان الحوار الذي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إليه مرتين للبحث في الملف الرئاسي ولكن تم إحباطه من الأطراف المسيحية الوازنة على ضفتيْ المعارضة والموالاة.

وإذ أكد بوصعب بعد زيارته بري «أننا نحاول أن نجد طريقة ثانية من أجل أن نرى ما هي التطورات التي تجعلنا نذهب باتجاهٍ جديد لجمْع كل الأفرقاء ويصير في حكي، وقد وجدتُ أن هناك تطابقاً في وجهات النظر واتفقتُ مع الرئيس بري على الخطوات المقبلة التي يُمكن أن نقوم بها والتي هي مقبولة»، أوضح عقب لقائه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور وليد جنبلاط «توافقنا على ضرورة تنظيم المرحلة المقبلة، والعمل على جمع القواسم المشتركة وإيجاد جسور حوار بين بعضنا».

ولفت إلى أنّه «في ظل التقارب الذي يحصل في الخارج، لا يمكننا انتظار أي حل معلّب مسبقاً»، مشيراً إلى أنّ «ليس لدينا بديل لتقديمه الى اللبنانيين سوى التفاهم، وهذه الرؤية هي جزء من أيّ حوار، ونحن ندرك أهمية الوقت وعدم إضاعته أكثر، والخطوة الأولى التي وضعناها للمبادرة حظيت بتوافق وقبول من الجميع، والمرحلة الثانية تعتمد على الأمور العملانية ويجب ان نرى نتيجة خلال 10 أيام».

وذكر أنّ «هناك أسماء مطروحة لرئاسة الجمهورية، وقد يكون هناك أسماء لمرشحين جُدد، وحكماً خلال الحوار تكون الأسماء جزءاً من اللقاء، ولكن الموضوع أوسع من أسماء فقط».

من جهته أكد النائب هادي أبوالحسن بعد اللقاء «أننا نرحّب ونؤيد أي خطوة تساهم في كسر الجمود الرئاسي ومنفتحون على أيّ طرح ولا بدّ من تحديد الإطار ومضمون الحوار الذي لا بديل منه والذي يجب أن يسبق عملية الانتخاب والمدى الزمني اذ لا نملك ترف الوقت والمهم ان نذهب بجدول أعمالٍ عمليّ واقعيّ لا يغيب عنه التوافق على شخض الرئيس».

– أما المسار الثالث فهو التواصل خارج إطار رسمي على خط «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» في محاولةٍ لإحداث خرق في الجدار الرئاسي ولإقامة جسر تلاقٍ يُمكن أن يؤسّس لتقاطُع عابِر للاصطفافات.

وسادت شكوك أمس حيال المغالاة في تفسير التواصل القائم بين نائبي «القوات» فادي كرم والتيار جورج عطاالله والمدى الذي بلغه، وهو التواصل الذي يوازيه تداوُل مستمر داخل صفوف المعارضة في محاولة للتفاهم على اسمٍ تنتقل معه أطرافها من الـ لا شبه الموحّدة على رفْض مرشح «حزب الله» والرئيس بري أي زعيم «المردة» سليمان فرنجية (يعارض ايضاً وصوله التيار الحر) إلى نعم واحدة على اسم قابل لإحداث التوازن المطلوب وخلْط الأوراق.

وفيما نُقل عن كرم أنه لم يستبعد «احتمال التلاقي بين التيار والقوات والاتفاق على مرشح مشترك نتيجة للمحادثات التي تحصل»، قال عطا الله «إن هناك اتصالاً مع«القوات»، ليس في إطار رسمي، وغالبيتها يقودها نواب، نتحدث مع بعضنا البعض ونصل الى نوع من الإشارات الايجابية نبني عليها، كلٌّ منا يراجع فريقه، وعلى هذا الأساس تسير الأمور، لكن الأكيد أن الأمور تحسّنت ظروفها عن قبل، إنما مازالت تحتاج الى بعض الوقت».

وعن المعلومات حول أن الأمور رست على أسماء ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية، أجاب: «أقول أمراً مختلفاً. عُرِض علينا نحو 15 اسماً، هناك أسماء استثنيناها تلقائياً، ولكن هناك أكثر من ثلاثة أو أربعة أسماء قبِلنا بها. وبالتالي، وضعنا قاعدة اساسية تقول إنه إذا أردنا ان نتوافق، لا يمكننا أن نتشبث بكل شروطنا، وبما أن لا مرشح للتيار، هذا يعني أننا خفضنا نسبة الشروط، لذلك هناك تقاطعات مع بقية الأطراف حول نحو أربعة أسماء بالحد الأدنى».

الخبر من المصدر

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading